عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-29-2009, 07:06 PM
 
Question حكمت المحكمة !!!! ( المسابقة )


العدالة الإجتماعية والتكافل الإجتماعي
هي من أبجديات الحقوق التي أمرنا الله سبحانه وتعالي بتحقيقها في كافة أمورنا الدنيوية و الدينيه ، فمن شروط الأمامة العدل والمساواة بين كافة الرعايا .
وتعدّ العدالة واحدة من اكثر الموضوعات قدسية وشيوعاً في المجتمع الانساني . فأينما كان هناك اناس يريدون شيئاً فإن العامل الجوهري المحرك لعملية اتخاذ القرار سيكون أحد وجوه العدالة .
وللعدالة سيادة على غيرها من المفاهيم المقاربة ، كالحرية والمساواة ، ذلك انها لا تقف عند حد معين ولا يمكن الاستغناء عنها . فقد يطالب الناس بمزيد من الحرية ، وفجأة يضطرون الى التوقف عند حد معين حتى لا تنقلب الحرية الى فوضى ، الا انهم لا يستطيعون التوقف عن محاولة المطالبة بالعدل وكون الحكام عادلين . ولا يستطيع أي مجتمع ان يصل الى درجة الإشباع في تحقيق العدل ، لأنه لا يوجد حد نهائي للعدالة ، وإلا كان مجتمعا مثاليا خاليا من كل شر ومن النوازع الشريرة التي قد تتحكم ببعض النفوس البشرية المريضة .
العدالة هي الخير العام الذي يستطيع تنظيم العلاقة بين مفهومي الحرية والمساواة ، اذ يكفل الموازنة بين الطرفين ، العدالة قيمة انسانية لا يمكن البتة الحكم عليها بالفناء والموت .
وهذا هو مفهوم العدالة المطلق ، أما إذا تحدثنا عن العدالة من الوجهة القانونية فسنجد أنها تعني ان العدالة ليست أكثر أو أقل مما يقرره ممثلو السلطة القانونية للمجتمع . ولكن ما أن يُسن القانون، حتى يصبح المحدد الوحيد لاستحقاقات الفرد في موقف معين ، بصرف النظر عن حاجاته واستثماراته ومدخلاته وآرائه .
وللعدالة عدة مفاهيم وسأخص بالذكر ما يخص موضوع البحث وقد استعنت بهذا المرجع ( دراسات في الفلسفة السياسية ، د/ أحمد جمال ظاهر . عمّان: دار مكتبة الكندي للنشر، ص 186. ) .
و حتى لا أطيل عليكم ولتكن لديكم فكرة عامة عن مفهوم العدالة :
اذا كان استحقاق الإنسان لحقه يقوم على قاعدة عامة يقبلها مجتمعه ، سميت العدالة ب ( العدالة الاتفاقية ) Conventional Justice . واذا كان هذا الحق يستند الى قاعدة تجعل من ينتهكها مسؤولاً عن فعله أمام سلطة عمومية ، سميت ب ( العدالة القانونية ) وتتمثل ( العدالة السياسية ) في وجود دستور يضمن توزيع الحرية السياسية والمساواة الاجتماعية والحقوق الطبيعية . وتتوخى ( العدالة الجنائية ) الدفاع عن المجتمع ضد الجريمة ، وفي الوقت نفسه تقويم سلوك الجاني الذي خرج عن إطار المجتمع ، مع ضمانها لحق كل متهم في ان يتمتع بمحاكمة تتيح له الحق الكامل في الدفاع عن نفسه حتى تنتهي المحاكمة إلى قرار سليم سواء بالإدانة او بالبراءة . ويشيع أيضاً مصطلح ( العدالة المطلقة ) أو ( الإنصاف ) Equity بوصفها عدلاً طبيعياً لاشرعياً . فالإنصاف يوجب الحكم على الأشياء بحسب روح القانون ، أما العدل فيوجب الحكم عليها بحسب نص القانون .
وكلنا نعلم ان العدالة عمياء ، وتأتي هذه المقولة من كون العدالة لا تفرق بين غني وفقير .. أو بين ذي سلطان أو مَن لا شأن له غير أنه يحمل صفة انسان .
فلطالما أن أركان الجريمة اكتملت في حقه فهو متهم أيا كان وضعه الاجتماعي ، أما إن انتفى ركن من أركانها فينتفي بالتالي عن المتهم وصف الاتهام ، والأصل هو البراءة حتى يثبت العكس .
وبمرور الوقت صارت العدالة عرجاء .. نعم عرجاء .. بات هناك قصورا في تطبيق القانون ومراعاة روحه الطاهرة قصورا واضحا جليا للعيان ..
وما أراه اليوم من أحكام يؤكد أن العدالة باتت كسيحة ، لم تستطع الصمود أمام السياسات والمصالح .
فنرى حكما صادرا على أحد المتهمين في حادث من الحوادث التي تحدث مرارا ألا وهي حوادث غرق البواخر وقتل المئات من البشر وقد حُكِمَ على المتهم بعقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة سبع سنوات فقط !!!!
في حين أنه في حادث قتل المطربة المعروفة والتي أشبه بالراقصات عن كونها مطربة وكلنا نعلمها ونعلم تاريخها فلن أخض في الأعراض .. وقد حُكِمَ على ثلاث رجال بالاعدام !!!!!
على يقين بان القاعدة الشرعية مَن قتل يُقتَل ولو بعد حين ، وأن القصاص لابد وأن يطبق .
ولكن أراه تطبيقا سياسيا يطبقونه كيفما حلى لهم ......
فتارة يطبقونه لأنهم لا يريدون هذا الشخص في حياتهم السياسية لأنه معارض لهم او انه قد يكشف أمرهم ، وتارة أخرى لا يطبقونه لمصالحهم التي تتفق ومصلحته فوجوده في حياتهم ذو فائدة ، تعود عليهم بالنفع !!!
لذا أرى أن العدالة باتت كسيحة وأن ما يطبق الآن من قانون فقد روحه ، بل هو مسخ للعدالة وفي أبشع الصور وربما كان ظلما فادحا سافرا .....
ولا أرى عدلا مطبقا هذه الأيام !!!!!
وللحديث بقية ..........

الخل الوفي لن أصدق إلا حدسي
فكل ما حولي تلون بالزيف والخداع

سحر أحمد

__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
رد مع اقتباس