07-31-2009, 12:38 AM
|
|
الحياء .... تائه وسط أخلاق كثيرة اختفت فى عالمنا المعاصر ، ولطبيعته الخاصة اختفى بشكل أكثر قوة ولتمتعه بمزايا خاصة تجعل الأخلاق الأخرى تحن عليه وإليه فأخفته عن ناظرينا .. إنه الحياء ..!! لاأدرى ..، ولكن أصبحت أشتاق للماضى بكل مابه من صدق وطيبة ونقاء ، ولم يعد يشدنى التسارع فى ذلك العصر بكل صلفه وجبروته و طغيانه المادى وجرأته حد الوقاحة !! لم أعرف قط أجمل من وجه ازدان بحمرة الخجل والحياء .. ولكن أين هذا الآن وأناس الوقت الحالى قد .!! فلأسألك بكل بكل جرأة ولتجيب بكل شفافية ، متى كانت آخر مرة رأيت وجه تكللت وجنتيه بحمرة الحياء .. ذلك التورد الصافى النقى إن كان لدى الذكر أو الأنثى، فالحياء صفة انسانية وليست خاصة بجنس معين عن الآخر . لم تعد لتلك الصفة مقوماتها فى ذلك العصر بانفتاحه المستمر وإباحيته العلانية .. تستطيع أن ترى أى شىء وتسمع أى شىء وتتكلم فى أى شىء مع أى شخص ولن تجد ذرة حياء ويستحيل أن ترى ذلك التورد والإحمرار البديع على جانبىِّ الوجه. ومن أشهر المستحين على مر التاريخ فى رأيى ابنه نبى الله "شعيب" عندما جائت "موسى" تمشى ثم على استحياء قالت : إن أباها يدعوه ليجزيه أجر ماسقى لهما . دائماً ما كنت أفكر كي قالت على استحياء .. أين كانت تنظر بعيناها ، هل كانت تخفى وجهها وماذا كانت ترتدى وكيف كان صوتها .. وكنت متأكداً أنه لولا أن نبى الله أباها كان يعلم مقدار حياؤها ، ماكان اطمئن وأرسلها وحدها ثانية بعد انفضاض الجميع عن الكان ، فكانت نتيجة حيائها من أعظم مايكون .. أصبحت زوجة لنبى الله "موسى". أما أشر الناس وأبعدهم عن الحياء فكثيرين يركب على ظهورهم فرعون مصر الذى صرخ : أنا ربكم الأعلى. فى جملة يستحى الشيطان نفسه أن يقولها !! هل الحياء صفة فطرية أم أنه صفة مكتسبة من المجتمعات التى نعيش فيها. وهل تختلف معاييره .. فما استحى أنا منه ، يجترأ عليه غيرى فى لامبالاة تبعاً لمجتمعه وأسلوب حياته.. أى أنه لا توجد معايير محدده للحياء .. أم ترون أن الحياء لا يمكن تجزئته والعبث معه !! وللحياء منى تحيه تليق بمقامه ... على استحياء مال نظرى ... تجاهك. فوجدتك وردىُ القسمات .. وردائك من نفس النبرات . وسريان دموعك .. على زمن ولَّى ،،، وحياء مات . مددت يدى أمسح دمعك ، ففررت على استحياء .. ومن نظرة عتب ... سقطت قطرات جبينى وتراجعت على استحياء. |