أأنتِ حقيقة ٌ قالتْ سمعتُكَ تستهيمُ بغيرِنا
وتميلُ عنَّا إِنْ أتاكَ خطابُ
أوَ ليسَ لي مثل الغوانيَ مقلة ٌ
كَحْلَى وليْ فوقَ الكفوفِ خضابُ
عجباً وما جحدتْ قصيديَ في الدُّنَى
حُسْناً ولا ضاقَتْ بهِ الأهْدَابُ
مِنْ أينَ أنتِ؟ كيف صرتِ لمقلتي
وجْهاً إذا نظَرتْ إليهِ تُثَابُ؟
ودنوتِ من عمري وحيرتي مثلما
يدنو إلى عمق ِ السؤالِ جوابُ
أنتِ النساءُ وأنتِ أجملُ مَنْ رأتْ
عيني وأنتِ الشعرُ والأسبابُ
أنتِ الرياضُ بدوحِهِ وطيورِهِ
ومِنْ خدودِكِ تُسْكَبُ الأطيابُ
أنتِ الشواطئُ ما وطأتُ رمالَها
إلا وطارتْ بالْمُنى الأسْرابُ
فابْدي عتاباً واشْعليهِ حرائقاً
إنَّ العتابَ مِنَ الجميل ِثَوابُ
وامضي بقلبي في دُناكِ وسافري
سيَّانَ عندي رحلة ٌ وإيابُ
لكنَّ أصداءَ ابتساميَ أنَّة ٌ
ومواسمي ريحٌ وليليَ غابُ
أنا يا ابنة َالعشرينَ قلبٌ صامتٌ
لا تخدعَنَّكِ هَمْسَة ٌتَنْسَابُ
وحدائقُ الحبِ اللواتي صنْتُها
ذبلتْ وغشَّى فوقَهُنَّ ترابُ
ما تسمعينَ هيَ السلافاتُ التي
بقيتْ لِمَنْ كانوا هوايَ وغابوا
عشقي صباباتي جنونُ تعلقي
بالناس ِ إن مدحوا وإنْ همْ عابوا
عانقتُ آلافَ الوجوهِ وما بقي
إلا رمادٌ في يديْ وضَبابُ
وسكبتُ مِنْ نبع ِالحياةِ على فمي
شهداً ولم يرو ِ ظمايَ شَرابُ
ما ضمَّني ليلُ الهوى بأحبةٍ
إلا و ودعني ضحىً أحبابُ
والآن لا أدري أأنتِ حقيقة ٌ
أمْ أنتِ مثلُ الباقياتِ سرابُ |