| رد: عن الإغتراب ... أتكلم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو آدم
  أثناء سيرى اليوم عائداً لمنزلى ، وكل مايشغل تفكيرى هو الطيران بعيداً عن البلاد بحثاً عن فرصة الرزق الأوسع والعيش الأفضل بعيداً عن الضيق والألم ورجاءً فى مستقبل أفضل أضعه بين فلذه كبدى الصغرى والكبرى .... وفى ذلك الشارع الطويل المظلم على الجانبين الملئ بمياة المطر من الوسط والطين على ذات اليمين وذات الشمال .. كانت امرأة تسير أمامى وفى يدها طفل صغير .. وأمامها بخطوتين تسير إبنتها الكبرى التى لاتتعدى الثمانى سنين ... وكانت البنت تمسك المحمول بيدها وتضعه على اذنها وتقول بصوت يملؤه الحنين "وحشتنى أوى يابابا .." . لم أنتبه فى البداية ، ثم سمعتها تردد "وحشتنى أوى ... أوى .. يابابا ...طولت عليا الغيبة يابابا .." إخترقت كلمات البنت أذنى كسهم من نار وأوقدت بقلبى خزين من الإنفعال يكفى لإلانة قلوب الظالمين ! أرغمتنى قدماى على الإبطاء حتى ألتقط بقية المشاعر المؤلمة ... ورمتنى البنت بشجن مازلت لاأستطيع إحتماله .. قالت "فاكر يابابا ... فاكر لما كنا بنقرصك من ودنك .. وودنك تحمر .. وانت تضحك .. وتبقى مبسوط ..." حينها لم أستطع إلا الإلتفات للمرأة لأرى الدمع يتساقط من عينيها وراء البنت الصغيرة .. شعرت بنيران تلفح جواني قلبى وعافرت الدمعتين على مقلتى ولم أستطع .. ووهنت قدماى أكثر على صوت البنت وهى تتهدج وتذكر أبيها بغناءه لها وأخيها الصغير ... لم أتمالك نفسى مع هذا الزخم الهائل المتدفق لكل مشاعر الحب الصافى الراقى هذه والمفعمة بالألم الكامل والكامن بين نياط القلب ... وأسرعت أبتعد عن كل هذا الألم المغلف بأسمى معانى الحب النابض بعدم المنفعة ... حب للحب فقط .. وشوق وحنين لشخص ضاقت به الظروف وتألم هاهنا فطار بعيداً كما أحلم أنا ... والله مااعلم .. هل يستحق السفر والعيش الأفضل أن تضيع أحلى لحظات عمرنا مع أطفالنا وزوجاتنا ..؟ أم هل نضحى بحياة أرقى من أجل لم الشمل الأسرى؟؟؟ وأأسف إن كنت أقلقت مشاعركم بتأوهاتى الشخصية هذه المرة ... وأعدكم فى المقال القادم أن يكون الموضوع أكثر فكاهة وإن كان حول نفس الفكرة .. | فعلا كلمات صعبة تهز المشاعر |