08-09-2009, 10:08 AM
|
|
الجسر ........ بسم الله الرحمن الرحيم «قل لمن يبكي على رسم درس ما كان ضر لو كان جلس».
وها قد جلس، وما زال يبكي أطلالا كان سيدا لها، ومالكا لأمرها، لكنها خذلته، فصار يتمنى الغياب.
***
رأيته قادما من البعيد، كأنه طيف كل الغائبين الغاضبين.. عاد يحمل أكياسه، ويلبس غير لباسه، كأنه يتنكر لماضيه، أو أنه يريد أن تتشابه صورته على من يراه، مع أنه ابن هذه المدينة، والسادن للتغيرات فيها.. ها قد تعب العمر منه، فجلس، وهو مشتاق، ملهوف، لمعرفة ما غاب عنه.. ياه كم من الأشياء غابت عنه.
***
وبعد.. فاعلم يا ابن هذا الشارع، أن الجسر الذي تستظل به، هو خيط الوصل الذي يجمع ولا يفرق، ويعكس الصورة الأقرب إلى نسيج المدينة، الأقرب إليها، حتى ولو كان هذا الارتفاع قليلا، لكن ثمة سهما يشير إلى عودة الجسر إلى الشارع والرصيف، والتصاق الاثنين معا حتى لا انفصال.. أيها الجالس هناك لك التحية، وللمدينة معك كل السلام!! مفلح العدوان - تصوير عبدالله ايوب |