08-09-2009, 01:20 PM
|
| |
| مجرد خيارات
:77: هل أَحبَّ آدم حواء، أو هل أحبَّتْ حواء أدم؟.. سؤال لا يمكن الإجابة عنه، إلا ضمن خيار آخر.. مفقود!! فهل كان آدم، أو هل كانت حواء تمتلك خياراً آخر كي تعرف أو يعرف ما إذا كان أحدهما يحبُّ الآخر؟.. جاء قابيل وأخته، وهابيل وأخته.. عرفنا أنَّ الخيار متاح.. عرفنا أنَّ الحُبَّ وقع.. وعندما وقع الحب- أول حب- كانت أول جريمة قتل أيضاً!.. حزين هذا الكلام، وحزينة تلك الواقعة.. التعدُّد جعل من الخيارات محتملة، والخيارات أوجدت إجابة.. نعم يمكن أن أحب، لأنني أستطيع اختيار مَن أُحب، ولكن، هل سيحبُّني مَن أحبُّه، وهل سأحصل على مَن أحبُّه من دون أن يحبَّني؟.. أو ماذا إذا كان الذي أحبُّه يحبُّ غيري.. إذاً، سأقتل هذا الغير، وأُلغي كلَّ احتمال، لأنَّ سؤال الحُبِّ بلا إجابة، لأنَّ الحُبَّ بلا حُبٍّ.. هكذا بدت القصة، وهكذا بدأت منذ بداية الأرض، أي بعد الهبوط مِن الجنة بسنوات قليلة.. وكل مرة، يحبُّ فيها رجل امرأة، سيُعلَن موت أحد ما!!.. غريب جداً.. لم أفهم إلى أين تريد أن تصل.. إذا لأشرح: لحظة النشوة هي ذاتها لحظة تشكُّل حياة أخرى في الرحم، ولحظة إعلان التشكُّل هذه هي لحظة بدء العدِّ التنازلي لهذه الحياة الجديدة.. هي إعلان موت.. قد يأتي بعد سنوات.. لكنه سيأتي حتماً.. ارجعوا إلى قصة آدم وحواء.. إلى خيار الحُبِّ الذي أنتج قتل أحد ما.. ألم تكن هذه إحدى نتائج الخطيئة.. ربما؟!!.gif "thanks")
|