عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-10-2009, 10:52 PM
 
معاني ألفاظ وردت في صفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

معاني ألفاظ وردت في صفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
وروي عن أنس قال: كنت مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليه برد غليظ الحاشية فجبذه أعرابي بردائه جبذة شديدة حتى أثرت حاشية البرد في صفحة عاتقه ثم قال: يا محمد احمل لي على بعيري هذين من مال الله الذي عندك فإنك لا تحمل لي من مالك ولا مال أبيك فسكت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم) المال مال الله وأنا عبده ثم قال: ويقاد منك يا أعرابي ما فعلت بي، قال: لا قال: لم، قال: لأنك لا تكافئ بالسيئة السيئة فضحك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم أمر أن يحمل له على بعير شعيراً وعلى الآخر تمر.

والحديث عن حلمه وصبره وعفوه عند المقدرة أكثر من أن تأتي عليه وحسبك ما جرى عليه من كفار قومه من الأذى وصبره على مقاساة قريش ومصابرته الشدائد الصعبة معهم إلى أن أظفره الله عليهم وحكمه فيهم وهم لا يشكون في استئصال شأفتهم وإبادة خضرائهم فما زاد على أن صفح وعفا وقال: ما تقولون إني فاعل بكم قالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم فقال: أقول كما قال أخي يوسف: (لا تثريب عليكم…) اذهبوا فأنتم الطلقاء.

وعفا عن جماعة كثيرة بعد أن كان أباح دمهم وأمر بقتلهم.

منهم عكرمة بن أبي جهل وكان يشبه أباه في إيذاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعداوته والإنفاق على محاربته.ومنهم صفوان بن أمية بن خلف وكان أيضاً شديداً على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).ومنهم هبار بن الأسود بن المطلب وهو الذي روع زينب ربيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فألقت ذا بطنها فأباح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دمه لذلك فروي أنه اعتذر إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من سوء فعله.

وقال: وكنا يا نبي الله أهل شرك فهدانا الله تعالى بك وأنقذنا بك من الهلكة فاصفح عن جهلي وعما كان يبلغك عني فإني مقر بسوء فعلي معترف بذنبي فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) له: قد عفوت عنك وقد أحسن الله إليك حيث هداك إلى الإسلام والإسلام يجب ما قبله وهبار هذا أخو حزن جد سعيد بن المسيب ابن حزن.

ومنهم وحشي قاتل حمزة سلام الله عليه روي أنه لما أسلم قال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أوحشي قال: نعم قال: أخبرني كيف قتلت عمي فأخبره فبكى (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): غيب وجهك عني.

ومنهم عبد الله بن الزبعري السهمي وكان يهجو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمكة ويعظم القول فيه فهرب يوم الفتح ثم رجع إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واعتذر فقبل (صلى الله عليه وآله وسلم) عذره فقال حين أسلم:

راتق ما فتقت إذا نابور

يا رسول المليك إن لساني

ومن مال ميله مثبور

إذا بارى الشيطان في سنن الغي

ثم قلبي (نفسي خ) الشهيد أنت نذير

آمن اللحم والعظام بربي


وقال أيضاً في أبيات كثيرة يعتذر فيها:

أسديت إذ أنا في الضلال أهيم

إني لمعتذر إليك من الذي

زللي فإنك راحم مرحوم

فاغفر فداك والداي كلاهما

حق وإنك في العباد جسيم

ولقد شهدت بأن دينك صادق


وعفا عن هند وأبي سفيان مع ما جرى منهما على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الأذية مما لا يطيقه البيان.

وروي أنه لما قتل النضر بن الحرث وهو من مجاهري أعداء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قتله أمير المؤمنين (عليه السلام) بأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الصفراء في قفولهم من بدر انشدت بنته فتيلة أبياتاً تحسراً وتعطفاً، منها:

في قومها والفحل فحل معرق

أمحمد ولأنت نجل نجيبة

من الفتى وهو المغيظ المحنق(169)

ما كان ضرك لو مننت وربما

بأعز ما يغلو لديك وينفق

لو كنت قابل فدية فلنأتين

وأحقهم إن كان عتق يعتق

فالنضر أقرب من أصبت وسيلة


فروي أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما سمع الأشعار قال: لو سمعت هذا قبل أن أقتله ما قتلته ومن عظيم خبره (صلى الله عليه وآله وسلم) في العفو عفوه عن اليهودية التي سمته في الشاة بعد اعترافها فعن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أتى باليهودية التي سمت الشاة فقال لها: ما حملك على ما صنعت فقالت: قلت إن كان نبياً لم يضره وإن كان ملكاً أرحت الناس منه قال: فعفا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عنها.

رد مع اقتباس