عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-22-2009, 08:02 PM
 
صور من دلائل الهداية الربانية للكائنات الحية (2)

صور من دلائل الهداية الربانية للكائنات الحية
(2)


ا.د./ ناصر أحمد سنه


كاتب وأكاديمي في جامعة القاهرة.



صور من عالم الحشرات
- الحشرات من أكثر الأحياء انتشارا علي سطح الأرض فقد ألهمها الله تعالي مقدرة علي البقاء والتأقلم والتكوين البنيوي والتكاثر ومنازلة الخصوم الخ. ينخر"الزنبور" بإبرته السامة في المركز العصبي"للجندب النطاط" بحيث "يخدره"، ويُفقده وعيه، فلا يستطيع الفرار، كما لا يسبب هلاكه، فيبقي لحما محفوظا تبيض عليه الأنثى، ومن ثم تغطي الحفرة وتموت. بعد أن تكون قد وفرت الغذاء لصغارها قبل أن يولدوا، وهكذا الحال مع كل الزنابير منذ أن خلقهم الله تعالي (5)، فأعظم به من خالق سبحانه وتعالي.
- تماماً في 24 مايو من بلوغه السنة السابعة عشر من عمره، تري ذلك الجراد البالغ ـ في ولاية "نيو انجلاند"ـ عادة ما يغادر شقوقه المظلمة تحت الأرض، فيظهر بالملايين في ذلك التوقيت (6).
- حشرة " أبي دقيق" عادة لا تتغذي علي أوراق الكرنب، بل تختاره ـ دون غيره ـ لتضع عليه بيضها، ومن ثم تخرج الديدان الصغيرة وتأكل من تلك الأوراق المناسبة لها(7)، فمن أودع في تلك الحشرة "مهارة" حسن اختيار الغذاء المناسب لديدانها؟.
- من الذي "هدي" البعوضة لقوانين "ارشميدس" في الطفو، فنجدها تزود كل بيضة من بيوضها بكيسين من الهواء كي تطفو بهما علي سطح الماء؟ (8).
- للنحل والنمل في بناء بيوته المعقدة الإنشاء، البالغة الدقة، ذات الغرف والدهاليز والمخازن والبدرومات، "هداية ربانية" لقوانين الهندسة المعمارية. فضلا عن نظام العمل الاجتماعي التعاوني المدهش في تلك الخلايا. فلسبعة أمتار قد يصل ارتفاع عش النمل الأبيض، ونحو 30 ألف بيضة في اليوم من "الملكة"، وما سيتتبعه من بناء غرف جديدة لتسع هؤلاء القادمين الجدد من النمل، فأي هداية وأي جهد وعمل دؤؤب مبذول؟. وهذه حشرة "الترميت" الإفريقية تبني بيوتا كالقباب والتلال والمسلات وتزودها بقنوات وفتحات خاصة كي يرتفع الهواء الساخن لأعلي ليحل بدلا منه الهواء البارد من أسفل. إنه بين رائع من حيث تكييف الهواء (9)





صورة للخلايا التي يصنعها النحل وتظهر الهندسة السداسية العجيبة
فتبارك الله أحسن الخالقين



- العناكب ليست حشرات لكونها تمتلك ثمانية أرجل، وللحشرات ستة فقط، وجسم العناكب مكون من قسمين وليس ثلاثة، لكن لا يغيب عن البال النسق البارع "لشبكة’" خيوط بيت العنكبوت "أقوي من الفولاذ، ولزجة تلتصق بها الفرائس من الحشرات". تلك الخيوط تخرج من عضو"المغزال" في الجسم. بيد أن بيت العنكبوت كبيت من أتخذ من دون الله أولياء "واهن واهن": "مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"(العنكبوت:41).
- "لا يورث غذاء، بل سلاحا"، فجراد الصحراء الذي يعيش في سورية والشرق الأدنى يتغذي علي نبات Calotrpus procers الذي تحتوي أوراقه علي مادتين سامتين يريدهما الجراد(دون سائر سميات النبات) للدفاع عن نفسه ضد أعدائه. وهو يترك منهما مخزونا بجانب بيضه حتى تفقس حشراته الصغيرة فتجد " أسلحة" التي تدافع بهما عن نفسها (10).




صورة لخرسنة القطب الشمالي ويظهر في الصورة السفلية
مسار الهجرة السنوية من الشمال إلى الجنوب








صور من عالم الطيور
- يوجد ما يزيد عن (8000) نوع من الطيور، فهل تعلم أفراخها الطيران أم إن هذه الخاصية "هداية" من الله تعالي؟. أجري باحثون ألمان تجربة للإجابة عن مثل هذا السؤال، حيث وضعوا صغار الحمام حديث الفقس في أنابيب ضيق بحيث لا تستطيع تحريك أجنحتها، وعند بلوغها سنا معينة قاموا بإطلاقها فطارت علي الفور(11). بيد أن سباع الطير ومن يصطاد في الهواء، تساعد صغارها "وتدربهم" ـ عبر إلقاء قطع الطعام في الهواء ـ كي "يكتسبون" مهارة إتقان فن القنص في الهواء.
- عبر فصول العام.. مازالت هجرة الطيور، أكبر المهاجرين في الكائنات الحية، إلي حيث الدفء والغذاء، ووضع الأعشاش، وهداية الله تعالي لها حين عودتها أو عودة صغارها بمفردهم فيما بعد إلي موطنهم الأصلي، مثار اهتمام ودهشة بالغين من العلماء والمختصين (12). فعلي سبيل المثال خرسَنة القطب الشمالي Sterna paradisaea تتكاثر في أقصي شمال أوربا وأمريكا وتهاجر في الخريف جنوبا إلي استراليا وأفريقيا، حيث تبقي حتى فبرايرـ أبريل، ومن ثم تعود إلي أرض تكاثرها في الشمال، في رحلة فريدة عجيبة لا تصدق، وتبلغ نحو 35.500 كم في السنة الواحدة. فيما يلي جدول يوضح بعض أنواع الطيور المهاجرة، وأطوال أجسامها (سم)، والمسافات التقريبية التي تقطعها في هجرتها(الكم)(13):





لقد تعددت تفاسير العلماء "لحواس التوجه"، ومدي الدقة في تحديد الاتجاه وأماكن الهجرة، ومن ثم العودة للموطن الأصلي، وصولا للقول بوجود مادة تعمل "كمغناطيس طبيعي" يتوافق مع المجال المغناطيسي للأرض.. ذهاباً وإيابا. إنها ـ من قبل ومن بعد ـ هداية الله لمخلوقاته.
- كانت قد أجريت تجربة للتفريخ الاصطناعي لبيض الدجاج، عبر إحاطته من جميع جوانبه بالحرارة المناسبة ولكن دون تقليب، كما هدي الله تعالي الدجاجة لذلك. لكن مضي موعد الفقس دون خروج الفراريج، وفشلت التجربة. ليعلم فيما بعد أن الدجاجة إنما تقلب بيضها منعاً من ترسب المكونات الأولية للفرخ في الأجزاء السفلي منه، ولذا فهي لا تقوم بتقليب البيض في اليوم الأول وكذا الأخير من فترة الحضانة، فمن هداها لذلك؟.
- وإذا تركنا الدجاجة وهدايتها في تقليب البيض، فمن الذي هدي الفروج ـ عند موعد فقسه ـ كي يكسر بيضته عند أضعف أجزائها، ومن الذي هدي "العقاب المصري" كي يلتقط الحصى بمنقاره، ومن ثم يرتفع عاليا كي يسقطهاـ بذكاء، وبخاصية من حدة بصر فائقةـ علي بيض النعام العصي علي الكسر(14).
- يقف الطائر المسمي" مالك الحزين" لوقت طويل في الماء، ساكناً هائما لا يأتي بحركات، ليقتنص ـ ببراعةـ فريسته. ولأهمية الريش (كما المناقير والأقدام)

صورة لحيوان الوطواط



بالنسبة للطائر نري كثيراً من الطيور تستحم في الماء أو (تُدحرج) نفسها فوق التراب، ومن ثم تبدأ في عملية ترتيب وتمشيط ريشها ليبقي في حالة جيدة علي الدوام (15). فمن علمها ذلك؟. أما الطائر الخياط (الهند)، وطيور الأكوام/ الديوك البرية(استراليا)، وطيور السنونو، والخطاف، والرفراف وغيرهم فهم بناءون عجيبون (16)، بارعون في بناء وإنشاء الأعشاش والمساكن بمواصفات و"أمان وتأمين" وحرفية، فمن علمهم تلك الحرفة المدهشة؟.
رد مع اقتباس