كان لهارون الرشيد غُلامٌ نصـرانيٌّ>>>> كان لهارون الرشيد غُلامٌ نصـرانيٌّ جامعاً لخِصالِ الأدب،وكان الرشيدُ يحاولُه ليُسْلِمَ، فيأبى،فألحَّ عليه يوماً، فقال: إنَّ في كتابكم حُجَّةً لِـمَـا انتَحَلْتُه، قولُه تعالى:(ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ)[النساء: 171]، أفغير هذا دين النصارى أنَّ عيسى جزٌء منه؟! فدعا الرشيدُ العلمـاء، وسألهم عن جوابها، فلم يجد فيهم من يُزيلُ الشُّبْهة، فقيلله: قَدِمَ حُجَّاج خُراسانَ، وفيهم عليُّ بنُ الحسين ابن واقد، إمام في علم القرآن،فدعاه، وذكر له النصرانيُّ الشُّبْهةَ، فاستَعجَمَ عليه الجواب، فقال: يا أمير المؤمنين، قد سبق في علم الله أنَّ هذا الخبيثَ يسألُني عن هذا، ولم يُـخْـلِ اللهُ كتابَه عن جوابه، ولم يَـحضُـرْني الآن، ولله عليَّ أن لا أَطعَمَ حتى آتي بجوابها، ثم أغلَقَ عليه بيتاً مُظلِمـاً، واندفَعَ يقرأ القرآن، فبلغ من سورة الجاثية: (ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ)[الجاثية: 13]، فصاح:افتحوا الباب،وقرأ الآيةَ على الغلام بين يدي الرشيد، وقال: إنْ كان قولُه(ﭩ ﭪ)يُوجِبُ كونَ عيسى بعضاً منه، فيُوجِبُأن يكونَ ما في السمـاوات وما في الأرض بعضاً منه، فانقطع النصـرانيُّوأسلم، وفرح الرشيدُ، وأعظَمَ جائزةَعلي بن واقد، رحمه الله تعالى». |