حب الشهرة والظهور حق لكل إنسان طالما سلك الطريق السليم وهذا لا غبار عليه
ولكن بين الحين والآخر نفاجئ بفرقعة إعلامية لا نعلم كيف بدأت وما الهدف منها
وكما بدأت تنتهي وتتوارى وكأن شيئاً لم يكن ! والمستفيد الوحيد منها هو من أخذ بعضاًمن الشهرة التي لم يكن يحلم بها في يوم من الأيام أو أن تأتي إليه بهذه السرعة .
عالم الفن وما به من خبايا وحروب مستترة , فجأة تجد إسماً ينتشر بسرعة الصاروخ ويتردد على كل لسان ..ببساطة لأنه اتهم كاتباً أو مخرجاً أو مطرباً معروفاً بسرقة عمله , والتقط صحفي هذا الخيط وبدأ في التحضير لفرقعة إعلامية غير مسبوقة بنشر حديث مطول معه مزين بالصور وهو يرثي حاله وموهبته وعمله الذي سرق أمام أعين الجميع ..والمدهش أن البعض يتعاطف معه دون أن يتحققوا من حقيقة الأمر وهل هناك فعلاً سرقة أم لا لمجرد أنهم يكرهوا هذا النجم الكبير أو لمجرد الظهور والانتشار ,هذا يؤكد وجود سرقة والآخر يتصل بالبرنامج التليفزيوني ليؤكد أنه قام بإقامة قضية أمام المحاكم يتهم فيها الآخر بالسرقة وخداع الشعب ! ثم تخصص برامج التوك شو في مختلف الفضائيات متابعة مستمرة لتطورات الموضوع وأخذ وجهة نظر الشارع فيما حدث وأصحاب الخبرة في هذا المجال .. ومهما حاول السارق (حتى الآن) الدفاع عن نفسه فلن يجدي نفعاً فلقد سبق السيف العزل ولن يشفع له تاريخه .
في السياسة نجد أسماءاً لامعة ومشهورة لمجرد أنه يقدم نفسه للمجتمعات الحرة على أنه شهيد الديكتاتورية وقمع الحريات وإجهاض كل حركات المعارضة أو من تسول له نفسه ليقول (لا) ,حتى لو جاء ذلك على حساب وطنه وشعبه وسمعته وعلى خلاف الحقيقة !على الرغم من أن هناك معارضون شرفاء وبمعنى الكلمة يواجهون مصاعب كبيرة لمجرد إعلان حقيقة موقفهم من النظام
ولكنهم شرفاء لأنهم يرفضون أن يأخذوا مقابل لمواقفهم المضيئة ولا يستولون على أعتبة النظم الديمقراطية المزيفة ويسيل لعابهم للفتات التي يرمونها لأمثالهم من الهائمين في الخارج والمتاجرين بمواقفهم الرخيصة ..
حتى في الدين فحدث ولا حرج يخرج علينا فلان بفتوى غاية في الغرابة والشذوذ عن الثوابت ,أو كتاب يعبر فيه بلا حرج عن آراء شخصية تفسر بعض أمور الدين على هواه ,تتسبب في إحداث فتن وحالة من التضارب لدى المواطن البسيط ثم تجده بعد ذلك ضيف دائم على أغلب الصحف والفضائيات بعدما حقق مراده !
المدهش أن الحياة بدون تلك الفرقعات الإعلامية تصبح مملة ورتيبة (هكذا يرى البعض)! لدرجة أن بعض بالصحف والفضائيات بدأت في إشعال الحروب من أجل الفوز بفرقعة إعلامية جديدة حتى لو كانت من صنع أيديهم !!
وبالنهاية فالكل رابح والخاسر الوحيد هو المواطن البسيط
بقلمي / فارس الاحزان