أصبحت هي نور عينيه بعد سنوات من الانكسار التقت بشخص في معزل عن عيون البشر الحاسدة,لكنها لم تنظر اليه بعيون قلبها بل تمعنت به بعقلها وراجعت عقلها ورفضت أن تعيد تاريخ محبتها وضعفها لكنها انجذبت لرائحته كما تنجذب الفريسة لرائحة الطعم حاول أن يصل الى جدار قلبها بالكاد وكان ليكتفي ويعرف بأنه على أبواب الجنة. في كل مرة كانت تراه في مكان عمله كانت تسبح في عالمه غير آبهة ان كانت تعرف مفاتيحه او أنها تزداد غرقا في كل لمحة عين كانت تشرب من صفاء عينيه وترتوي حد الثمالة. كانت تنهي لقاءها له بسرعة لا ترضي غرورها لكنها ترضي تعاليم قلبها, وكان يتوسل اليها أن تبقى أكثر...... كانت تمشي من أمامه كالمودع طفله أو كالذي ينتزع روحه منه . كانت تلقي على أكتافه عبأ السنين الثقال وكان أهلا لحملها ولم يشعرها يوما بأنها ترمي بأسرارها أمامه بل كان يهيأ لها عالما خاصا لها ويجعلها فيه الآمرة والناهية كان يتسلل إلى أجزاء جسدها واحد تلو الآخر.. امتلك صوتها فهي لا تتكلم الا في حضرته ثم دخل الى سمعها فلم تكن تسمع الا صوته اينما ذهبت دخل الى قلبها بل الى شرايينها وجرى مع أوردتها... أما هي فأصبحت وطنه الذي يحمله معه أينما ذهب وطفلته المدللة التي ينتقي لها أجمل الملابس التي تليق بجسدها المغناج. كيف لا وهو يهيأ أميرته لتزف اليه في ليلة تباهى فيها القمر بحبهما.... وفي يوم من أيام الغيوم السوداء مرت من أمامه ودون أن يراها . اختبأت خلفه وطلبت منه أن يخمن من وراءه فعرفها طبعا من لمستها ثم اقتربت منه لكنه طلب منها ان تقترب وكفى مزاحا لكنها كانت بجانبه يااله السموات انه لا يراها. غابت قليلا عن الوعي فاقترب منها وأصبح يمسح بكفيه على وجنتيها حتى استفاقت برائحة عطره ونظرت اليه نظرة تختزل كل أسئلتها وتمنت لو أنه يراها ويقرأ عينيها,لكنه كان يقرأ كل اشارة استفهام كانت ترسلها ويجيب عليها بأنفاسه ولمساته لها وكانت تطمأن له أكثر ثم قال لها :ماالمانع أن تكوني أنت عيوني ماالمانع أن أكون أنا الروح وأنت الجسد. فأجابته قائلة :لكنني ارغب بلغة عيون تجمعنا واتمنى أن تراني عندما ابكي فتمسح دمعتي بعطفك وحنانك, ابتسم ابتسامة رائعة وقال لها :أفهم عيونك كما تفهمت عقلي اما عن بكاءك فعليك أن تنسيه حتى موتي فطالما أنا على قيد الحياة أعدك بأنني لن أبلل منديلي أبدا.
__________________
من الجرأة أن تحاول تغيير الأفكار الخاطئة في مجتمعك
لكن الشجاعة بأن لا تجعل هذه الأفكار أن تغيرك. |