..
..
سيداتي..سادتي..
علما بأني أجبرت على ارتشاف الذهول..و أنا في هذه السن..
فلن أكون مسؤولة أبدا عنّي..
وها أنا هنا..لأخبركم بسرٍ كاذبٍ صغير..
تخبطاتي..جنوني..خيباتي و شهقاتي أعلاه..
ليست حقيقة..كلها..برمتها..فوضى صنعها خيالي..
مجرد أذرع متفرّعة..كاذبة الجذور..
تغلغلت في تربة طفلة تعاني الفراغ..
فأينعت زرعا مخضرا..يسر الناضرين..
ولكنه يحمل أكذب الأحاسيس على الإطلاق..
اعذروا جنوني في حضرتكم..يا حضرات..
فما أشد قسوة الوقت الذي أمر به..
وما أشد قسوة القلم..
فهاهي بعض لهفتي..
و قبلة بحجم ألمي بهم..
أتركها هنا وأرحل..
وسعادة مبهمة تتراءى في الأفق..
ستكون آخر المشاعر في حضرتكم..
اعذروا هذياني..
أو لا تعذروه..
فهو لا يستحق أن تشقوا أعماركم به..
و أنت أيضا يا سيدي الكريم..
لا تتعب نفسك باستيعاب ما تساقط مني ذات وجع..
فما عدت أعلم شيئا..
غير أنك أقصيتني عنك لأنك لاتريد مني أن ارتكبك -كما زعموا-خطيئة..
و ها أنا كفرّت عن خطيئتي بتحويلها إلى وهم كبير..
ربما ترتاح أنفسكم العفيفة الآن..
و شكرا لكم على كل شيء..
آه..صحيح..لم أخبرك..
كان طعم إقصاءك لي..شديد المرارة..كامتحاني اليوم..
لا أذاقك الله طعم المرارة أبدا..
وداعا..
..
..