عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-30-2009, 03:13 AM
 
عقدت صلحاً مع قلمي

ذات مساءٍ عقدت صلحاً مع قلمي
بعد أن طال الهجر بيننا
وكل منا اتخذ صديقاً غير صاحبه

فأنا صارت الوحدة لا تفارقني
والعزوف عن الكتابة هو ملجأي

أما هو فاختار البيات الشتوي
ملتحفاً قبعته الطويلة

فالتقينا تلك الليلة
وتعاتبنا طويلاً
ثم اصطلحنا على أن يبوح كل منا لصاحبه
على أن نكتم أسرارنا وننسى جراحنا

فـ قلمي هو صديقي الذي كان ولا يزال
وأنا لا أبوح إلا له ولا أثق إلا به

فكم ترجم معاناتي
وكم رسم تخيلاتي

أحببته لأنه دائماً عند وعده
ولا أتذكر يوماً نقض عهده

فلما اقترب مني
وقرأ ملامحي
أشفق عليّ
فاقترب مني أكثر حتى صار بين أصابعي

ثم سالت دموعه على ورقةٍ كانت أمامي
فأخذ يتحرك بين أصابعي ويكتب ما في قلبي

نويت معاتبته
فإذا هو لم يفعل شيئاً إلا بموافقتي
فلم أشأ أن أقاطعه وتركته حتى ينتهي

فماذا كتب ..ّ!! سامحه الله
فحاولت أن أثنيه عن المواصلة
فأبى إلا أن يُكمل

فلما انتهى وأعدت قراءة ما كتب
أحسست براحة طالما فقدتها

فـ عرفت أنه أراد أن يُُخفف عني
ويقف بجانبي على طريقته الخاصة

فارتسمت على شفتي ابتسامة لم أعهدها منذ فترة
وأغمضت عيني لأنسى شيئاً من تلك المعاناة

ثم رفعت قلمي وقبلته بحرارة
ووضعته في مخبأه على صدري
__________________
في ,,, نظرتي شمووووخ