عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-02-2009, 09:03 AM
 
رماس الاختبار الصعب(قصة عربية اسلامية مصرية)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بما أن هذا هو أول موضوع لى فقد أحببت أن أضع لكم قصة من تأليفى لأرى رأيكم فيها ولأعلم هل أستحق لأكون مؤلف أم لا فأرجوا أن يخبرنى كل واحد منكم رأيه بصراحة
والآن إلى القصة
(مقدمة الرماس)

{بسم الله الرحمن الرحيم}
أصدقائى الاعزاء:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أود أن أقدم لكم هذا الرماس(الاسلامى)(المصرى):

(الاختبار الصعب)
المؤلف:محمد حمدى


(الحلقة الاولى)
(عودة القناع الاسود)


ارتفع صوت التلفاز فى أحد محلات الملابس فى منطقة(المعادى)ومذيع الأخبار يقول:
-لازالت الشرطة تطارد ذلك المجرم،ولقد سرق سيارة أحد المواطنين،وهو الآن فى الشارع التاسع.
نظر أحد الزبائن إلى صديقه وهو يقول متسائلاً:
-الشارع التاسع؟
نظر إليه زميله وهو يقول:
-ذلك يعنى أنه فى هذا الشارع.
وما أن أنهى كلمته حتى ارتفع صوت سيارة قادمة من بعيد بسرعة هائلة،وخلفها سيارات الشرطة تطاردها بنفس السرعة.
ثم رفع أحد رجال الشرطة فى إحدى السيارات جهاز(اللاسلكى) إلى فمه وهو يقول:
-اسمعنى،إنه الآن أمامنا مباشرة.
انتقل إليه صوت محدثه من الطرف الآخر وهو يقول:
-مفهوم،سأنفذ الخطة حالاً.
وفجأة ظهرت سيارتان للشرطة من شارعيين جانبيين وسدت الطريق على هذه السيارة التى لم تكن تحمل سوى المجرم.
ثم توقفت سيارات الشرطة،وخرج من إحداها رجل فى أواخر الأربعينات،يلبس بذلة أنيقة وشعره المصفف،مما دل على وقاره،ثم خرج شاب يحمل نفس الصفات،بعدها خرج رجل آخر يحمل نفس صفات الأول بالنسبة للملابس والهيئة،أما بالنسبة للسن فكان أيضاً فى أواخر الأربعينات ولكن أصغر قليلاً،وإضافة إلى ذلك فقد كان يلبس نظارة شمسية مع أن الوقت ليلاً.
ثم خرج المجرم من السيارة،وأحاط به رجال الشرطة وهم يصوبون إليه أسلحتهم،ثم تقدم أحد رجال الشرطة من المجرم وهو يقول له:
-سلم نفسك فلا جدوى من الفرار.
ولكن ذلك المجرم فعل شيئاً مختلف تماماً،فقد ضرب الشرطى ضربة أجبرته على السقوط،ثم جرى المجرم تجاه إحدى السياراتان اللآتى سدتا عليه الطريق،ولم يكن بإمكان أحد أن يطلق النار،فقد كان الكان مكتظاً بالناس.
وهنا أدرك الرجل الذى خرج من السيارة أولاً،والذى كان(عقيد)فى(قسم شرطة المعادى)ويدعى(عصمت)،أن المجرم يحاول الهروب على قدميه مستغلاً عدم استطاعة الشرطة لإطلاق النار.
فنظر إلى الرجل الذى خرج من السيارة أخيراً قائلاً:
-حان دورك أيها(المقدم).
وهنا خلع(المقدم)نظارته الشمسية،وأخذ يتقدم اتجاه المجرم وهو يسرع شيئاً فشيئاً،وما إن وصل المجرم إلى سيارة الشرطة حتى قفز فوقها.
وهنا أخذ(المقدم)يجرى بكل سرعته،وما إن قفز المجرم من فوق السيارة حتى قفز(المقدم)فى الهواء وهو نائم على ظهره،وما إن وصل المجرم بمحاذاة نافذة السيارة حتى اصابته قدم من داخل نافذة السيارة فى ظهره أطاحت به فى الأرض.
بعدها خرج(المقدم)من نافذة السيارة إثر القفزة التى قفزها ومر بها من نافذة السيارة وهو يطيح بالمجرم.
ثم اعتدل ذلك(المقدم)واقفاً وهو يتقدم من المجرم التى هيئته بين الجلوس والقيام،وتوقف أمامه برهة ثم تبسم ابتسامة ساخرة وهو يقول له بلهجة ساخرة أيضاً:
-هل آلمك السقوط على الأرض؟
فتبسم المجرم نفس الابتسامة وهو يقول بدوره:
-ألم بسيط.
ثم تحولت ملامحه ولهجته إلى الوحشية وهو يتابع:
-ولكن أعتقد بأن ألم أشد منه سيصلك الآن.
ثم أتبع كلامه بهجمة على(المقدم)وهو يمسك بيده مدية حادة جداً وهجم بها على أحد أخطر الأماكن فى جسد(المقدم).....
هجم على رقبته.....
كان من المعقول من أى شخص أن يبتعد من مكانه ليتفادى تلك الضربة القاتلة،ولكن ذلك(المقدم)ظل صامداً فى مكانه لا يحرك ساكناً.
وأخذ نصل الموت يقترب أكثر فأكثر.....
ووقف الجميع وأعينهم تكاد تخرج من أماكنها من شدة الذهول وأفواههم مفتوحة عن آخرها،وأصبح الفرق بين نصل المدية ورقبة(المقدم) شئ لا يذكر،وفجأة.....
تحرك(المقدم)حركة بسيطة جداً،إذ حرك رأسه إلى اليمين،فمرت المدية دون أن يحدث أدنى شئ.
وهنا لم يخرج أحد من نظرات الدهشة التى ملأت وجوه الجميع إلا شخص واحد.....
فقد كان المجرم أول من خرج من دهشته،فقد عاود الهجوم مرة أخرى على(المقدم)ولكن حدث ما حدث فى المرة السابقة،فقد تفادى
(المقدم) تلك الضربة مرة أخرى وأخرى وأخرى،وظل الأمر كذلك مدة.
وهنا تقدم الشاب الذى خرج من قبل،وبدا على وجهه علامات الاهتمام وهو ينظر إلى(المقدم) ويقول:
-سيدى!!
ولكن توقف الشاب عندما منعه(العقيد عصمت)واضعاً يده أمام صدره وهو يحرك رأسه علامة النفى ويقول له:
دعه فهذه هى طريقته دائماً فى التصدى للمجرمين،فهو يظهر مهارته أمامهم ليضعف من معنوياتهم،لقد أصبنا عندما اعتبرناه من أفضل ظباط الأمن.
وفى هذه الأثناء كان المجرم فى حالة ذهول حتى أن المدية سقطت من يده ولم تستطع قدمه تحمله وهو يتراجع أمام(المقدم)وكأنه ينظر إلى شبح.
فقال(المقدم)وعلى وجهه علامات السخرية:
-أعتقد أن دورك قد انتهى...
ثم اكتست ملامحه بالجدية وهو يتابع قائلاً:
-وجاء دورى.
ثم هجم(المقدم)على المجرم الذى تسمر فى مكانه،وأخذ(المقدم)يقترب أكثر فأكثر، وفجأة.....
تلاشت جميع علامات الرعب من وجه المجرم وبدا واثقاً من نفسه وهو يقول:
-أعتقد أن دورى لم ينتهى بعد.
ثم أخرج المجرم من جيب سترته مسدساً.....
وصوب بدقة تجاه(المقدم).....
وأطلق النار.....
لو كان أى شخص فى مثل هذا الموقف فلم يكن أمامه وقت ليفكر حتى ماذا حدث،أو ماذا سيفعل،بل كان الموت هو سبيله الوحيد.
ولكن ذلك(القدم)كان بارعاً حقاً فى التفادى لتلك الضربة القاتلة.....
فقبل أن يطلق المجرم النار بثانية واحدة قام(المقدم)بثنىّ ظهره للوراء،ونزل على ركبتيه مسافة قصيرة،فمرت الرصاصة من فوقه،ثم أنزلق تلك المسافة الباقية حتى أصبح تحت المجرم مباشرة،فضرب يده التى تمسك المسدس حتى أطاح بالمسدس بعيداً،ثم أمسك قدمىّ المجرم بقوة ونهض وهو يدور حول نفسه دورة كاملة دارها معه المجرم ولكن ...على وجهه،ثم ترك الممجرم فى نصف دورانه،فقُذف المجرم بقية المسافة منـزلقاً على أرض الشارع،ثم أصطدم رأسه بعمود الإنارة فأغشىّ عليه.....
وبعدها مباشرة ألقىّ القبض عليه.
نهض(المقدم)وهو ينفض من على بنطاله تراباً وهمياً وعلى وجهه ابتسامة نصر خفيفة،ثم تقدم(العقيدعصمت) ومساعده الشاب،والذى يدعى
(حازم)من(المقدم)وعلى وجهيهما نفس الإبتسامة،ثم نظر(عصمت)إلى(المقدم)وهو يقول:
-أحسنت صنعاً أيها(المقدم).....(ممدوح).
* * *
طرق(المقدم ممدوح)باب غرفة(العقيدعصمت)فسمع صوت(عصمت)يقول:
-تفضل.
دخل(ممدوح)وهو يقول:
-السلام عليكم.
وكان من المتوقع أن يسمع صوت(العقيد عصمت)فقط،ولكنه وجد أكثر من عشرين شخصاً يردون عليه السلام.
فدخل وهو يتلفت حوله بتعجب،فعلاوة على هذا العدد الكبير فقد كان يعلو وجوه معظمهم نظرة هم،وآخرون على وجوههم نظرة غيظ.
ثم تقدم(ممدوح)ناحية(العقيد)،وما أن أصبح أمام مكتبه حتى أدى التحية العسكرية وهو يقول:
-فى خدمتك سيدى.
أومأ(العقيدعصمت)برأسه إيجاباً،ثم أشار بيده إلى أحد الكراسى قائلاً:
-تفضل بالجلوس.
فجلس(ممدوح)وهو ما زال ينظر إلى الذين يعلو وجوههم ذلك الهم والغيظ بتعجب شديد.
ثم نظر(ممدوح)إلى(العقيدعصمت)وهو يقول بإهتمام:
-هل حدث شئ(سيادةالعقيد)؟
وبلهجة غاضبة أجاب(العقيدعصمت)وهويزوى بين حاجبيه قائلاً:
-عاد القناع الأسود.
كانت العبارة على(ممدوح)وكأنها صاعقة أصابته،فقد أحمر وجهه،وكادت حاجباه تتلاصق من شدة الغضب.
ساد الصمت برهة على المكان حتى قطع هذا الصمت أحد الشباب الجالسين وهو يقول:
عفواً يا سادة،من يكون القناع الأسود؟
أعتدل(العقيدعصمت)فى جلسته وهو يقول:
-أرجو أن تعيرونى انتباهكم يا سادة فالأمر جد خطير.
ثم أخذ نفس ليس بطويل وتابع قائلاً:
-بدأ الأمر منذ ثلاث سنين،عندما جائت مهمة كان(المقدم ممدوح)معى فيها،وكانت للقبض على مجموعة من تجار المخدرات،وبعدها....
تعجب كثيراً من يسمع أن رجلان ذهبا وحديهما للقضاء على مجموعة من تجار المخدرات،ولكن الحقيقة هى أن مهمة(العقيدعصمت) و
(المقدم ممدوح)الأصلية كانت جمع معلومات عن تلك المجموعة،ولكن الذى قلب الأمور هى تلك المفاجئة التى واجهها(العقيد عصمت) و (المقدم ممدوح).......
فبعد وصول(عصمت)و(ممدوح)إلى المكان المطلوب،وهوإحدى صحارى الجيزة،لاحظا شخصاً يراقب تلك المجموعة من مكان بعيد أيضاً،فمال(ممدوح)على أذن (عصمت)قائلاً:
-ما رأيك أن نذهب ونرى ما وراء هذا الرجل؟
أجاب(عصمت)وهو يحرك رأسه نفياً قائلاً:
-من الأفضل ألا نفعل،فمن الممكن أن يكون حارساً منهم يراقب لهم المكان أو ليخدع من يحاول أن يراقبهم.
فرد عليه(ممدوح)قائلاً:
-ولكن ماذا إذا كان أحد أفراد مجموعة أخرى من تجار المخدرات وهو يتجسس على هؤلاء لأى غرض من أغراضهم الخبيثة،سيكون هذا أمر جيداً بأن نمسك بالأثنين دفعة واحدة.
طأطأ(عصمت)رأسه مفكراً،ثم قال:
-حسناً تبدو فكرة جيدة،سنحاصره نحن الأثنين،أنت من جهة،وأنا من الجهة الأخرى.
أخذ الأثنان يقتربون شيئاً فاشيئاً من ذلك الشخص الذى لم ترتفع عينه عن أولئك الذين يقومون بصفقة كبيرة جداً،وكأنها صفقة العمر بالنسبة لهم،فقد كان عدد الفريقين بين العشرين إلى الثلاثين شخص.
وأخذ(عصمت)و(ممدوح)يقتربان ويقتربان إلى أن أصبحا خلفه مباشرة،فشهر كل منهم مسدسه باتجاهه وهما يقولان بصوت واحد:
-لا تتحرك...
وهنا حدث شئ غريب جداً بالنسبةلـ(عصمت)و(ممدوح).....
فقد ألتفت الرجل بسرعة نحوهما إثر تلك المقولة التى قالوها ولكن......كان شاهراً فى وجهيهما مسدساً أيضاً.
ولكن كانت المفاجئة الأكبر من نصيب ذلك الرجل،فقدضرب(ممدوح)يده بإحدى ضربات الكراتيه،فأسقط مسدسه من يده،ثم أمسك (عصمت)يده ولواهما خلف ظهره،وهو يقول له:
-نحن الشرطة،إياك أن تبدى أىّ مقاومة وإلاستندم.
رد الرجل بصوت متألم قائلاً:
-أرجوك دعنى،لقد فهمتما الأمر خطأ،فأنا شرطىّ مثلكم ولست كما تظنون.
نظر الرجالان إلى بعضهما بتعجب،ثم قال(ممدوح):
-وكيف نصدق شيئاً كهذا؟
فرد الرجل بنفس الصوت المتألم قائلاً:
-يمكنك أن تتأكد إذا أخرجت شارة الشرطىّ من جيبـى.
فأخذ(ممدوح)يفتش فى جيب الرجل إلى أن أخرج شارة الشرطى فعلاً.
فأخذ(ممدوح)و(عصمت)ينظران إلى بعضهما البعض لفترة طويلة وهم متعجبان،ولم ينتبها إلا عندما قال الشرطى:
-أليس من المفترض أن تتركانى الآن.
فترك(عصمت)يد الرجل وساعده على القيام،ثم ناوله(ممدوح)مسدسه وشارته وهو يسأله قائلاً:
-من أين أنت،وماذا تفعل هنا؟
فأجاب الرجل قائلاً:
-أنا أدعى(رمزى سيلمان)،من قسم شرطة(الجيزة)،أتيت إلى هنا فى مهمة لجمع المعلومات عن تجار المخدرات هؤلاء.
فسأله(عصمت)؟
-وما السبب؟
فأجاب(رمزى):
-جائتنا معلومات عن إحدى تلك الصفقات بأنها ستقام فى إحدى مناطق(الجيزة)،لذلك جأت إلى هنا لجمع المعلومات.
ثم سألهم قائلاً:
-وأنتم ما سبب وجودكما هنا؟
فأجاب(عصمت):
-نفس السبب.
فسأل(رمزى)(عصمت)قائلاً:
-حسناً ومن أين أنـ.......
ولكن بتر عبارته صوت(ممدوح)وهو يقول بفزع:
-أنظرا!!
فنظر الرجلان إلى حيث يشير(ممدوح).
وقد كان يشير إلى اسفل الجبل،فى المكان الذى كانت الصفقة تعقد فيه منذ قليل....،ولكن......
كان المكان خالياً تماماً.......

* * *

لم يكن من السهل أن يصدق أحد أن المكان الذى كان مملوء بأكثر من عشرين رجل قد أصبح فارغاً تماماً...
لم يستطع الثلاثة أن يتحملوا أختفاءذلك العدد من دون القبض عليهم، أو حتى تنفيذ المهمة الأصلية وجمع معلومات عنهم،أوحتى مراقبتهم.
فأنتفض الثلاثة من مكانهم وهم يتلفتون حولهم ويتحركون هنا وهناك لعلهم يجدون أثراً لاولئك الناس ولكن دون نتيجة......
وعندما تجمعوا،سأل كل شخص الآخر إذا رأى شيئاً،ولكن.....دون نتيجة أيضاً.
وفجأة.....
سمعوا جميعاً صوتاً يقول من خلفهم:
-نحن آسفون لأننا قطعنا عليكم متعتكم فى مشاهدتنا.
فأنتبهوا جميعاً ولكن....
بعد فوات الاوان...
فقد خرج عليهم الرجال من جميع الجهات وهم يصوبون عليهم أسلحتهم،وقد حاصروهم تماماً.....
ثم قال زعيمهم بلهجة آمرة:
-أتركوا أسلحتكم وأرفعوا أيديكم.
نظر(عصمت)و(ممدوح)لبعضهما بتردد،ثم أنتبها ثانية عندما قال ذلك الزعيم مرة اخرى:
-ألم تسمعوا،قلت ألقوا أسلحتكم وإلا مزقتكم رصاصات رجالى:
فأخذ الثلاثة ينزلون أسلحتهم على الأرض ببطء،وقبل أن تلمس أسلحتهم الأرض،أمسك(رمزى)بقدمىّ(ممدوح)و(عصمت)وجذبها إلى الخلف،فسقطا الأثنين على وجههما......
ثم مباشرة أطلق(رمزى)النارعلى قدم رجلين منهم.
وهنا فهم(ممدوح)و(عصمت) ما يريده(رمزى)وهو عدم الإستسلام،فقاموا بدورهما بإطلاق النار على بقية الرجال الآخرين،ولكن النسبة مع ذلك غير متكافئة،فلو قلنا بأن ستة رجال أصيبوا فبقى على الأقل عشرون أو تسعة عشر شخص آخرين،ولكن أيضاً بإصابة هؤلاء الستة أصبح هناك ثغرة فى محاصرة هؤلاء المجرمين لرجالنا الثلاثة.
فقد تحرك رجالنا بكل سرعتهم وخرجوا من ذلك الحصار،وأحتموا بأحد الصخور الكبيرة،وبدأ إطلاق النار.....
لم تصل أى رصاصة لهدفها لمدة طويلة،حتى أن(عصمت)قال لـ(ممدوح)و(رمزى)بفزع:
-لافائدة،لن نستفيد شئ فى تلك المواجهة الخاسرة،فهم أكثر منّا.
فقال(رمزى)بلهجة ثقة:
-صحيح أنهم أكثر منّا،ولكنهم ليسوا أمهر منّا.
نظر إليه(ممدوح)وهو يقول بإهتمام:
-ماذا تعنى؟
فقال(رمزى):
-أعنى أنهم ليسوا بكفائتنا فى التصويب،فلو ركزنا قليلاً،فسننتصر عليهم.
فابتسم(ممدوح)وهو يقول:
-فهمت قصدك.
فتابع(عصمت):
-وأنا أيضاً.
ثم صوب الثلاثة مسدساتهم بدقة متجاهلين تلك الرصاصات التى تطيش من حولهم،ثم أطلقو النار جميعاً دفعة واحدة......
صحيح أن عدم التكافئ العددى والعدى خاصةً فى المواجهة يشعر الإنسان بالإحباط وإضعاف الروح المعنوية.
ولكن إذا كان الإنسان يهدف إلى الخير والإصلاح فإن الله(عزوجل)سينصره مهما كان فى نظر عدوه أنه ضعيف،وبين أيديناالآن أحد هذه الأمثلة.
فمع أن رجالنا الثلاثة غير متكافئين مع أولئك المجرمين إلا أن قصدهم خير وهو القضاء على الفساد فى(مصر)لذلك وفقهم الله(عزوجل) فقد أصابت كل رصاصة من الرصاصات الثلاث شخصاً من اولئك المجرمين،ولم تقتله فى نفس الوقت.
فنظر(عصمت)إلى مسدسه متعجباً وهو يقول:
-سبحان الله}وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ الله رَمَى{ .
ثم أنتبه عندما سمع(رمزى)يقول:
-أنتبه هنا،وتابع الإطلاق.
وبدأ الأمر من جديد،فقد تابعوا إطلاق لنار مرة أخرى وأخرى وأخرى و........
نفذت الذخيرة.......
فألقى(رمزى)مسدسه وهو يقول بحنق:
-هذا ما كان ينقص.
فنهض(ممدوح)وهو يقول بعزم:
-لن نستسلم،سنتابع القتال بأيدينا فهم ليسو كثيراً جداً مثال السابق.
ثم هجم الثلاثة على الذين بقوا من الرجال مستخدمين ما يعرفونه عن أساليب القتال اليدوى.
وبالتعاون الرائع الذى أظهروه أستطاعوا أن يهزمزهم جميعاً.
فقال(ممدوح):
-الآن علينا أن نقيدهم جميعاً.
فقام الثلاثة يقيدون المجرمين بعضهم ببعض بملابسهم .
ثم نهض الثلاثة ،وقال(عصمت):
-وماذا بعد.
تلفت(رمزى)حوله وهو يقول:
-لحظة،ألا تلاحظون أن زعيمهم ليس موجودا.ً
فقال(ممدوح)بتعجب وهو يتلفت حوله:
ماذا!،أبحثا عنه بسرعة.
فتفرق الثلاثة وهم يبحثون،ثم لمح(رمزى) شيئاً أبيض على الأرض،فانحنى لإلتقاطه فإذا هو ورقة مطوية ومكتوب عليها:
<<من يجد هذه الورقة فلا يخبر أحد وليقرأها وحده>>.
ثم أنتبه(رمزى)إلى صوت(ممدوح)من خلفه وهو يقول:
هل وجدت شيئاً؟
فوقف(رمزى)بسرعة وأخفى الورقة خلف ظهره وهو يقول بتوتر:
-كلا لم أجد شيئاً.
فنظر(ممدوح)إلى(عصمت)الذى وصل مباشرة قائلاً له:
وأنت؟
فقال(عصمت)وهو يحرك رأسه علامة النفى:
-كلا لم أجد أحد.
فقال(ممدوح)وصوته يحمل شيئاً من الغضب:
والآن ماذا نفعل:
وما أن أنهى كلمته حتى رن هاتفه فى جيبه،فأخره بسرعة ورد عليه بسرعة بعد أن لمح أسم المتصل قائلاً:
-السلام عليكم،تحت أمرك سيدى:
فوصل صوت محدثه وهو يرد عليه قائلاً:
-وعليكم السلام،ما الأخبار؟
فرد(ممدوح)بإهتمام:
-لحمد لله سيدى،تم القبض على تجار المخدرات.
انتقل صوت محدثه وهو يقول بتعجب:
-نعم،ماذا قلت؟!!
فأعاد(ممدوح)العبارة وعلى وجهه أبتسامة كبيرة قائلاً:
-أقول لك سيدى بأننا قبضنا على تجار المخدرات وهم الآن جميعاً مغشى عليهم.
أرتفع صوت محدثه على الهاتف وقد أزداد تعجباً وهو يقول:
-ولكن كيف هذا؟!!!
فقال(ممدوح)وعلى وجهه نفس الإبتسامة الأولى:
-آسف سيدى فالوقت لا يسمح للشرح الآن،أرجو أن ترسوا مزيداً من الرجال والسيارات لنقل أولئك المجرمين.
أنتقل صوت محدثه وقد هدأ قليلاً وهو يقول:
-سأفعل ما دمت متأكداً من هذا.
فقال(ممدوح)بثقة:
-أنا متأكد تماماً سيدى.
ثم أغلق(ممدوح)هاتفه النقال بعد أن رد السلام على محدثه وقال لـ(لعصمت)و(رمزى):
-ما علينا الآن هو الإنتظار.
وبعد مدة ليست بطويلة،وصل رجال الشرطة،والسيارات المخصصة لحمل المجرمين،ثم خرج من أحدى سيارات الشرطة رجل فى منتصف الخمسينات،يبدو من منظره الوقار والهيبة.
وعندما خرج من السيارة أدار رأسه وهو ينظر بتعجب إلى المكان الذى أمتلأ بالمجرمين،ثم تقدم من(ممدوح)و(عصمت)دون أن يلقى عليه أى تحية أو سلام،بل لم يزد على أن نظر إلى(ممدوح) بتعجب وهو يقول:
كيف هذا؟!!
فرفع(ممدوح)يده بطريقة التحية العسكريه وهو يقول بمرح:
-تلاميذك النجباء يا سيادة(اللواء).
فقال(اللواء)وقد تحولت لهجته إلى شئ من الجد:
-لم تجب عن سؤالى بعد،كيف حدث هذا؟
فأجاب(ممدوح)قائلاً:
-الفضل لله يا سيدى ثم إلى هذا الرجل.
وأشار إلى(رمزى).
فقال(اللواء)متسائلاً:
-ومن يكون هذا؟
فتقدم(رمزى)من(اللواء)،ثم أدى التحية العسكرية،وهو يقول:
-(المقدم رمزى)فى خدمتك يا سيدى.
فقال(اللواء)وقد تزايدت فى وجهه علامات التعجب:
-(مقدم)!!
ثم أعتدلت ملامحه وهو يتابع:
-ومن أين أنت:
فقام(ممدوح)بالشرح نيابة عن(رمزى)وهو يقول:
-إنه من(قسم شرطة الجيزة)،جاء إلى هنا ليجمع معلومات عن أولئك المجرمين بعد أن وصلتهم معلومات عن قيام أحدى مثل هذى العمليات فى إحدى مناطق(الجيزة).
فأبتسم(رمزى)وهو يقول لـ(ممدوح):
-لقد أصبت عندما قلت بأننى من(الجيزة)،ولكننى أعتقد أنك بالغت قليلاً عندما قلت أننى السبب فى نجاح هذه العملية.
فقال(عصمت)وهو يربت على كتف(رمزى) بمرح:
-كفاك تواضعاً يارجل فلولا ستر الله ثم أنك أوقعتنا عندما أمسكت بقدمينا،لكنا الآن فى أسرهم أو فى عداد الموتى.
فقال(اللواء):
-حسناً حسناً يبدو أن فى الأمر قصة طويلة،فلنذهب إلى(قسم الشرطة)الآن.
فقال(رمزى) بلهجة أعتذار:
-آسف علىّ أن أعود الآن.
فنظرإليه(اللواء)وهو بتسم قائلاً:
-كما تشاء.
فأدى(رمزى)التحية العسكرية وألقى عليهم السلام،ثم رحل.
ثم رحل الثلاثة بعد أن أدو التحية العسكرية أيضاً وردوا عليه السلام.
* * *
وفى(قسم الشرطة)،كان(اللواء)سعيداً بعدما قص عليه(ممدوح)و(عصمت)ماحدث.
ثم قال(اللواء)وهو تغمره سعادة كبيرة:
-رائع لم أتوقع بأن تنجح العملية بهذه الطريقة،إنه أجمل خبر سمعته منذ أن أتيت إلى هنا.
فقال(ممدوح)و(عصمت)وعلى وجههما أبتسامة كبيرة:
-هذا بفضل الله ثم بفضلك سيدى.
فقال(اللواء)وقد على وجهه الأهتمام:
-حسناً،أىُّ يوم سيكون إجازتك يا(ممدوح):
فقال(ممدوح)وعلى وجهه علامة الإستنكار من هذا السؤال الغريب:
-غداً بإذن الله سيدى:
فنظر(اللواء)إلى(عصمت)قائلاً:
-وأنت يا(عصمت):
فقال(عصمت) وعلى وجهه علامة إستنكار أيضاً:
-مثله أيضاً سيدى.
فأخذ(اللواء)نفساً عميقاًوهو يقول:
-حسناً،مكافأة لكما فسأعطيكما بقية اليوم إجازة أيضاً.
فقال الرجلين فى نفس واحد بتعجب:
-ولكن سيدى!!
فقاطعهما(اللواء)قائلاً:
-من دون لكن،كل ما عليكما هو أن تكتبا تقريراً عن المهمةفقط ثم تغادرا:
فقال(ممدوح)و(عصمت)وهما يبتسمان:
-شكراً لك سيدى.
فقال(اللواء)بنفس الإبتسامة أيضاً وهو يمد يده نحو باب الغرفة:
-تفضلا.
فقام الرجلان وأديا التحية العسكرية،ثم خرجا من غرفة المكتب،وذهب كل منهم إلى مكتبه ليكتب التقرير.
ما أن أنتهى(ممدوح)من كتابة التقرير حتى رن الهاتف فى مكتبه،فوضع السماعة عل أذنه قائلاً:
-السلام عليكم،ما الأمر؟
أتاه صوت محدثه على الهاتف قائلاً:
-وعليكم السلام،مكالمة لك سيدى.
فقال(ممدوح):
-حسناً قم بتحويلها.
فأتاه صوت محدثه:
-كما تشاء.
ثم أقفل(ممدوح) الخط،ورفع سماعة الهاتف الآخروهويقول:
-السلام عليكم،من المتحدث؟
أتاه صوت محدثه يقول:
-عليكم السلام،هذا أنا.
فقال(ممدوح)بتعجب:
-(رمزى)!!
فقال(رمزى):
-نعم،هذا أنا يا سيد(ممدوح)،الحقيقة كنت أود أن أسألك،متى ستكون إجازتك أنت والسيد(عصمت)؟
فأجاب(ممدوح)وقد زادت ملامحه تعجباً:
-غداً،ولكن لماذا تسأل؟
فقال(رمزى):
-كنت أود أن أدعوك إلى منزلى أنت والسيد(عصمت)فى يوم إجازتكما بمناسبة نجاح المهمة.
فقال(ممدوح)وهو يبتسم:
-حسناً ياسيد(رمزى)لايمكننى أن أرفض طلباً كهذا،حسناً أين سنقابلك؟
فرد(رمزى):
-فى مكان المهمة التى ألتقينا فيها:
فقال(ممدوح)بتعجب:
-ماذا تقول،هل هذا هوالمنزل الذى ستدعونا إليه:
ضحك(رمزى)ضحكة قصيرة وهو يقول:
-كلا،سأقابلكم هناك فقط.
فقال(ممدوح)وقد عادت ملامحه إلى طبيعتها:
-حسناً،سنراك هناك غداً إن شاء الله.
فرد(رمزى):
-إن شاء الله،حسناً السلام عليكم.
فرد(ممدوح)عليه السلام ثم أقفل الخط.
وأمام مبنى(قسم الشرطة)قال(ممدوح)لـ(عصمت)الذى يتجه إلى سيارته:
-أسمع،لقد أتصل بى(رمزى)وهو يدعونا غداً إلى منزله،وقد طلب منا أن ننتظره فى مكان مهمة اليوم.
فقال(عصمت)وهويفتح باب سيارته:
-حسناً كما تشاء سأتى معك.
فقال(ممدوح)وهويشغل سيارته:
-حسناً سأتى غداً لأصطحبك بسيارتى.
فقال(عصمت)الذى قام بشغيل سيارته أيضاً:
-حسناً كما تشاء،السلام عليكم.
فرد عليه(ممدوح) السلام ثم سار فى الطريق المعاكس للطريق الذى سار فيه(عصمت).
* * *
وفى اليوم الثانى،وأمام منزل(عصمت)،تحركت سيارة(ممدوح)متجهة إلى الطريق المؤدى إلى تلك الصحراء التى أدوا فيها مهمة الأمس.
وفى المكان المحدد،قال(عصمت)لـ(ممدوح)بشئ من الضيق:
-إلى متى سنقف هنا،ألا تعتقد بأنه قد تأخر.
فقال(ممدوح):
-ها هو قد وصل.
وعندما وصل(رمزى)إليهما،صافحهما،ثم قال لهم:
-والآن هيا بنا.
ثم سار الثلاثة فى تلك الصحراء.
وبعد مدة طويلة من المشى،سأل(ممدوح)(رمزى)قائلاً:
-هل بقى الكثير؟
فقال(رمزى)وهو يبتسم أبتسامة خبيثة:
-كلا لقد وصلنا.
وبعد عدة خطوات قليلة،وقف(رمزى)وقال:
-وصلنا.
فنظر(ممدوح)و(عصمت)إلى بعضهما بتعجب،وتابع(رمزى)بأعلى صوته قائلاً:
-والآن أقدم لكم عائلتى.
وما أن أنهى كلمته حتى ظهر عشرات الرجال من خلف الصخور،وأحاطو بـ(ممدوح)و(عصمت)،وكل واحد منهم يمسك بيده شيئاً ما.
فمنهم من يمسك مسدس ومنهم من يمسك مدية ومنهم من يمسك سلسلة،وكل ما هو من أسلحة المجرمين.
فنظر(ممدوح)إلى(رمزى)وهو يقول بتعجب وفزع شديدين:
-ما معنى هذا.
تحولت ملامح(رمزى)إلى الوحشية وهو يقول:
-يسعدنى أن أقدم لكم عائلتى الجديدة.
وما أن أنهى كلمته حتى رن الهاتف فى جيب(ممدوح)،فأخرج(ممدوح)الهاتف،ونظر إلى أسم المتصل فوجده(اللواء)الذى كان معه بالأمس،
فرد بسرعة وبدون تردد وهو يقول فى نفسه:
<أرجو ألايتحول الأمر إلى أسوء>
ثم وضع الهاتف على أذنه مباشرة وهو يقول بفزع شديد:
-نعم سيدى ما الأمر.
أنتقل إليه صوت(اللواء)وهو يقول:
-هناك شئ غريب جداً يا(ممدوح)،فقد وصلنا أتصال من(قسم شرطة الجيزة)يقولون فيه بأنهم لم يرسلوا أحد من عندهم فى مهمة الأمس.
فقال(ممدوح)بأعلى صوته وبكل فزعه:
ماذاااااااااااااااااااااااااااااااااااا


------------
نقف إلى هذا الحد أصدقائى الأعزاء وإن شاء الله سنتابع ولكن....

بعد رؤية ردودكم وأرائكم


ملحوظة:أرجوا ممن لديه أى ملاحظات أو قرأ معلومة خاطئة بأن يذكرها لتعم الفائدة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمت بحمد الله
والجزء القادم:تكملة الحلقة الاولى