الحديث عن رأس صدام .... على كلّ من يريد الخوض في الحديث عن سقوط نظام صدام .. ومحاكمته .. وإعلان الحكم بإعدامه ...بين مؤيد مصفق ... ومعارض .. يجب أن يمتلك قدرة كافية على الإلمام بتاريخ النظام البعثي في العراق ..والتركيبة القومية والطائفية للشعب العراقي ... وأن يمتلك بالضرورة ..تأشيرة جواز ... الحكم على أي نظام عربي كان ... كدارس ..ويشترط في اصداره للأحكام موضوعيتها من حيث الطرح ... فالحديث عن العراق .. ما عاشه أو يعيشه الآن ..يتولاه العراقيون أنفسم أولا ...ثم البقية ممن يتحقق فيهم الشرط أعلاه ... سادتي ... ألم يكن صدام يوما بطلا قوميا في نظر أمريكا ومن تبعها في حرب الخليج الأولى ..ضد إيران حين دعمته دول التحالف التي تتكالب على نهب خيراته اليوم ..وتقسيم الوليمة ...على مائدة حمراء بدم العراقيين ..مثله مثل حركة طالبان في أفغنستان حين وقفت الى جانبها أمريكا لتدعمها ضد الإتحاد السوفياتي البائد ....(طبعا هذا ليس حبا في معاوية بل نكاية في علي ..) وبعدها صار كلاهما من أكبر أعداء العرب على حد قول ...أمريكا وأذنابها .... إنهم يمثلون الارهاب ...هكذا زعموا .. يا سادتي ..عند انقسام العرب في حرب الخليج الثانية عند احتلال الجيش العراقي ... للكويت ..ألم يكن الأمر عربيا داخليا صرفا ..يهم البيت العربي بالدرجة الأولى ..فلماذا جعلت أمريكا نفسها وصية على الكويت والمغلوب من العرب آنذاك -عدا فلسطين ..طبعا - ... في وقتها انقسم العرب فمنهم من صمت ..ومنهم عارض بشدة ..ومنهم من وقف مع أمريكا من أجل تسجيل الحضور فقط ..أنا لا اقصد الشعوب العربية بل ساستها .. أما عن الشعوب العربية ... فعندنا مثلا ..صار صدام حسين بطلا وأملا عربيا في تحقيق الوحدة المرجوة من العرب ..حتى أن مواليد تلكم الأيام منهم من حمل اسم صدام حسين ... كما حمل الآن بعضهم اسم ..حسن نصر الله ..باعتبار الشعب أنه هازم اليهود ... وكما في باقي الدول العربية ..ألم تقم الشعوب الدنيا ولم تقعدها بمضاهرات شعبية ...لدرجة احراق الجامعات .. والسفارات ..و ..و .. وسمحت بها الأنظمة فقط لامتصاص غضب الشارع العربي .. والعاطفة المتقدة ..لأبناء العرب ... كل هذا كان من أجل ما يسمى ..بالحلم العربي ... إذا كان العرب مشكلتهم الأساسية في دكتاتورية الحكام ..فهي ربما مشكلة بسيطة تنتهي بانتهاء قطع رؤوس السادة ...الأخطر من ذلك سيدي عندما يكون أصل المشكلة في السياسة المتبعة كسياسة أمريكا ..وما بوش أو كيري أوغيرهما إلا موظفان بسيطان ..في تنفيذ هذه السياسة .... كلمتان : - صدام كشخص ... سبقني في وصفه بعض الأعضاء ..بالشيخ هرم.. - صدام كرئيس مخلوع يمثل جزء من تاريخ العراق الذي لا يمكن في أي حال من الأحوال نسيانه أوحذفه ... حتى وإن وُصف بهتلر العراق فأرى بوجهة نظر شخصية أن ...الحديث عن رأس صدام .... حديث عن سقوط العرب ... وخوفي أشد الخوف ..أن الذين يصفقون اليوم ...سيباركون غدا قرار أمريكا بتقسيم العراق دويلات ..كمشروع الاتحاد المطروح اليوم .. حينها سنبكي ..على الحجّاج .. وصدام .... وربما نبكي هتلر ... وأختم ردي ... بمقولة فيلسوف علم النفس فينكس:" أن أعظم الدروس أهمية نتلقاها من اولاءك اﻟذين لم تكن لديهم نية تعليمنا إياها." حفظ الله العراق وأهله
التعديل الأخير تم بواسطة وشل ; 11-07-2006 الساعة 07:38 PM |