بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
الإخوة والأخوات الأحباب في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الوقت الذي خلق الله فيه الإنسان وفضّله على سائر خلقه وأورثه الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ، نجد أنّ هذا الإنسان جحد نعمة الله عليه ، ولم يطع أوامره ، ولم يتجنب نواهيه ، ولم يكفه ما يفعل من سفه وجنون ، وجنوح ، بل تعدّاه إلى التفريط في وديعة الله إليه ، بأن يقوم بتغيير خلق الله حتى إنّ أطباء ما يدعى جراحات التجميل فاق عدد أطباء الأمراض المستعصية ، بل إنّ هؤلاء الجامحين قد يفرطون في حياتهم التي هي أمانة من الله إليهم سواء كان التفريط يأساً من رحمة الله ، وغالباً ما يكونون من قليلي الإيمان من الفقراء والمعوزين وهؤلاء قال الله فيهم { إنه لا ييأس من روح الله إلاّ القوم الكافرون } يوسف 87 ... أو كانوا من أثريا هذا الزمان الذين جربوا كل شيئ في الحياة الدنيا ولم تبق لديهم إلاّ تجربة واحدة ونهائية هي تجربة الموت انتحاراً حتى إنّ بعضهم يقوم بعملية الإنتحار وسط جماعة وكأنها حفلة موت ...
ولأنّ المسلم لا يليق به أن يفعل هذه الأفعال الشنيعة فقد وجهه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأنّ من قتل نفسه فإنه يأتي يوم القيامة على الصورة التي مات عليها وجزاؤه النار . وقد روى البخاري من حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح ، فجزع ، فأخذ سكيناً فحز بها يده ، فما رقأ الدم ، حتى مات . قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه ، حرمت عليه الجنة " صحيح البخاري 3463
والحديث أصل كبير في تعظيم قتل النفس سواء كان قتل نفسه أم قتل غيره ، لأنّ نفسه ليست ملكاً له بل هي ملك لله تعالى ...
فلماذا أصبح هذا الفعل الغريب على أخلاق المسلمين متواجداً وبكثرة بل وقد يحدث لأتفه الأسباب ، سواء لوظيفة فاتت صاحبها ، أو حبيبة تركته ..
وأخيرا أصبحنا نرى من يقتل أبناءه وزوجته ثم يقتل نفسه خوفا من الفقر ... أليست الإجابة على هذا تتلخص في أننا بعيدون عن الله ؟ !!
هذا والله المُــوفق
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
أخوكم في الله
سيـد الجنـدار