بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
الإخوة والأخوات الأحباب في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المجتمع المسلم جسد واحد متكامل ليس بما يضم من جماعة المسلمين فقط ، بل بما يحتويه من ديانات أخرى أمّنهم الإسلام على أرواحهم وممتلكاتهم ، بل وأوجب معاملتهم معاملة كريمة ، تُظهِر مدى سماحة الإسلام ، لعل ذلك يكون داعية خير لإسلامهم . وقد أخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من يؤذي جاره من جماعة المؤمنين ، سواء كان هذا الجار مسلماً أم لا فقال في الحديث مامعناه " والله لايؤمن ، والله لايؤمن ، والله لايؤمن .. من لا يأمن جاره بوائقه " بل إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له جار يهوديّ وكان يضع الشوك كل يوم أمام بيت النبي ، وذات يوم لم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الشوك ، فسأل عن اليهودي فإذا هو مريض ، فزاره الرسول ، وكان هذا سبباً في إسلام الرجل الذي دهش من سماحة الإسلام .. وهكذا تكون الدعوة ، وهكذا يكون الدعاة .. ولقد قال الله سبحانه مؤكداً على حق الجار سواء القريب أو البعيد { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب .. } النساء 36 فقرن وجوب الإحسان إلى الجار القريب والبعيد بوجوب عبادته .. وقد قيل في معاني الجار الجنب أنه الذي يجاورك في السكن .. والصاحب بالجنب وهو الرفيق في الطريق أو العمل .. وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث بالجار فقال : في حديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه " مازال جبريل يوصيني بالجارحتى ظننت أنه سيورثه " صحيح البخاري 313 وقوله صلى الله عليه وسلم " ليس منا من بات شبعان وجاره جائع " وقوله أيضاً " خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه ، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره " سنن الترمذي 1944 ولا يُفرّق الإسلام هنا بين الجار المسلم وغير المسلم فقد روى مجاهد قال : كنت عند عبد الله بن عمر وغلامٌ له يسلخ شاه فقال : يا غلام إذا سلخت فابدأ بجارنا اليهودي حتى قال ذلك مراراً .فقلت له كم تقول هذا ؟ فقال : إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يوصينا بالجار حت خشينا أنه سيورثه. ما أجمل الإسلام إن وُجِد من يقومون به ! هذا والله المُــوفق
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
أخوكم في الله
سيـد الجنـدار