عقلك بلا قلب حواسك تشتاق لمن تحبّ، فلماذا يرفض عقلك هذا الشوق، مع أنه الوحيد الذي لن يراه؟!.. كيف تخضع عيناك ويداك وشفتاك لسطوة من لم يألف شوق العيون، ولم يتذوق طعم القبلة، ولم يشعر دفء الملمس؟!.. كيف لهذا العقل المقفل على العتمة أن يأخذ خفقة قلبك إلى النسيان، وهمس كلماتك إلى الصمت؟!.. كيف له أن ينتشي برائحة جسد من تحب؟!... عقلك سلطان ميت؛ لأنه يختبر قسوة الفراق عليك، ولأنه يريدك أن تعيش مثله في قفص مظلم من عظام الجمجمة!.. عقلك لا يأبه بك أو بمن تحب، لأنه لم يعرف الحبّ، عقلك يخاف الحبَّ، يمنطق الحبَّ.. انظر كيف يكتب تاريخ العشاق ثم يعطي لهم علامة الصفر في الحياة، وانظر كيف يحصي عدد الحفر والمطبات في طريق علاقتك، وكيف يضع إشارة استفهام وتعجب عند كل فسحة أمل تعيشها.. انظر كيف يخفي مراقباً عند كل منعطف ومفرق تمرّ به أنت ومن تحبّ.. عقلك يعرف كلَّ شيء عنك وعنه، إلا أنه مرة واحدة لم يدلك إلى قلبك، لأنه بلا قلب، وكل ما يفعله وما يريده أن يكون له قلب. ولهذا يرفض شوق عينيك إلى رؤية من تحبّ، ويرفض شوق يديك إلى لمسه، وشوق شفتيك إلى قبلته.. عقلك يخاف أن تترك قلبك لمن تحبّ، لأنه يعرف من شدة شوقك أنَّ من أحبك كان قد ترك قلبه لك تحيااتي
__________________ تباً لقلب مرهف مخلص قد لايستحقه أي انسان لمشاعر صادقه تغمر كل الارض لكن قد لا تكون لأي كان لانني شعرت ان كل البشر هم للخذلان عنوان |