عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-09-2009, 01:57 PM
 
إنـــــه لن يهلك مع الدعاء

بسم الله الرحمن الرحيم

لا بد في هذه الدنيا أن يمسنا من خيرها وشرها القدر المكتوب، لا مفر من ذلك. فالناس كلهم يصيبهم من بلائها وكدها ونكدها، لكن يختلفون في أنواع البلايا التي تقع عليهم: فهذا مصيبته في بدنه.. وآخر في نفسه.. وثالث في أهله وولده.. ورابع في ماله.
وهكذا.. لا يوجد أحد إلا وهو مبتلى، إن لم يبتل اليوم فغدا ، نسأل الله تعالى الا يبتلينا ، واذا ابتلانا ان يعيننا.. الابتلاء قاعدة تشمل جميع البشر، وإن أظهروا البشر والسرور، ولو كان أحد سالما من مصائب الدنيا، لكان النبي أولى الناس بذلك، لكن الواقع أن الأنبياء هم أكثر الناس بلاء، ولكن أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ، ويجعلكم خلفاء الأرض؟ أإله مع الله؟ قليلا ما تذكرون .
المضطر في لحظات الكربة والضيق لا يجد له ملجأ إلا الله يدعوه ليكشف عنه الضر والسوء ذلك حين تضيق الحلقة ، وتتخاذل القوى ، وتتهاوى الأسناد؛ وينظر الإنسان حواليه فيجد نفسه مجردا من وسائل النصرة وأسباب الخلاص . لا قوته ، ولا قوة في الأرض تنجده . و كل ما كان يعده لساعة الشدة قد زاغ عنه أو تخلى؛ وكل من كان يرجوه للكربة قد تنكر له أو تولى . . في هذه اللحظة تستيقظ الفطرة فتلجأ إلى القوة الوحيدة التي تملك الغوث والنجدة ، ويتجه الإنسان إلى الله ولو كان قد نسيه من قبل في ساعات الرخاء . فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه . هو وحده دون سواه . يجيبه ويكشف عنه السوء ، ويرده إلى الأمن والسلامة .
الناس يغفلون عن هذه الحقيقة في ساعات الرخاء ، وفترات الغفلة . يغفلون عنها فيلتمسون القوة والنصرة والحماية في قوة من قوى الأرض الهزيلة . فأما حين تلجئهم الشدة ، ويضطرهم الكرب ، عندها تزول عن فطرتهم غشاوة الغفلة ، ويرجعون إلى ربهم منيبين .
حق علينا أن ندعوه تعالى في الشدة والرخاء، والسراء والضراء، ونفزع إليه في الملمات، ونتوسل إليه في الكربات، سائلين باكين ضارعين منيبين، حينها يأتي مدده ويصل عونه ويسرع فرجه، ''أمن يجيب المضطر إذا دعاه وضع الله بينه وبين عباده قاعدة أساسها قوله تعالى: ادعوني أستجب لكم ، ومفادها أنه لا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه؛ فيوم أن تضيق الحياة بالعبد، وتسد أمامه السبل، ولا يجد مخرجا مما هو فيه ومما يعاني منه من أزمات؛ فلا يبقى له إلا الله، ألم يقل الله تعالى : قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم ) إذن أكثروا من الدعاء فإنه مفتاح كل رحمة ، و نجاح كل حاجة ، و لا ينال ما عند الله إلا بالدعاء ، و ليس باب يكثر قرعه إلا يوشك أن يفتح لصاحبه و عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال : أفضل العبادة الدعاء ، فإذا أذن الله للعبد في الدعاء فتح له باب الرحمة ، فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد.
د . رولا محمود الحيت
رد مع اقتباس