وما يمنعك أن تعيش حميـدا وتموت فقيدا؟ بسم الله الرحمن الرحيم هذا السؤال وجهه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين جاءه رجل فقال: يا رسول الله، إني رجل أحب أن أحمد - كأنه يخاف على نفسه - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ''وما يمنعك أن تعيش حميدا وتموت فقيدا؟ وإنما بعثت على تمام محاسن الأخلاق'' مكارم الاخلاق هي السبيل الذي يجعل منك خالدا بين الناس، ويجعل لك صيتا حسنا ولسان صدق كما جعله لأبيك سيدنا إبراهيم عليه السلام حين دعا الله سبحانه فقال : واجعل لى لسان صدق فى الآخرين فاجاب دعاءه وجعل له ثناء حسنا رفيعا، وما من امة الا وهم محبون له مثنون عليه، وجميع الطوائف واهل الاديان والملل معترفون بفضله، حتى ان المشركين يعظمونه ويفتخرون بكونهم من اولاده لما كانت صفته الرفق وحسن الخلق، وقد جاء في الحديث القدسي : (أوحى الله تعالى إلى إبراهيم: يا خليلي حسن خلقك ولو مع الكفار تدخل مداخل الأبرار، فإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه أن أظله في عرشي. وأن أسكنه حظيرة قدسي، وأن أدنيه من جواري) وقال صلى الله عليه وسلم :أول ما يوضع في الميزان الخلق الحسن.
وقال: ليس شئ أثقل في الميزان من الخلق الحسن.
بل وحرم النار على صاحب الخلق الحسن فقال صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار على كل هين لين قريب سهل.
وقال : « يا عقبة، ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا وأهل الآخرة ؟ تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك » فمن ابتغى الرفعة عند الله تعالى فليتبع سنة رسوله الكريم الذي كان خلقه القرآن الكريم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ابتغوا الرفعة عند الله » . قالوا : وما هي يا رسول الله ؟ قال : « تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتحلم عمن جهل عليك » وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها : « إن مكارم الأخلاق عشرة : صدق الحديث، وصدق البأس في طاعة الله، وإعطاء السائل، ومكافأة الصنيع، وصلة الرحم، وأداء الأمانة، والتذمم للجار، والتذمم للصاحب، وقرى الضيف، ورأسهن الحياء » إذن ما يمنعك أن تعيش حميدا تحمد بين الناس، وتذكر بالخير والفضل والبر، وإذا مت افتقدك الناس كما يفتقد أحدنا أمه التي اعتاد على حنانها وعطائها وإحسانها ،أو أباه الذي عوده على البر والعطاء والكرم والرعاية .
اللهم زينا بحسن الخلق وأعنا عليه لنكون رفقاء الحبيب المصطفى في الجنة...د . رولا محمود الحيت |