عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-14-2005, 01:47 PM
 
حتى نكون اخوة في الله

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام.

سنطرق احبتي في الله الى موضوع هام وذو ابعاد انسانية واسعة ويحتاج منا جميعا الصبر علي نهج سلفنا الصالح في تطبيق مفهومه ومقاصده لما له من حس انساني ومسلم ان جاز التعبير مرهف يعكس مدى حب المسلم الحق لاخيه المسلم وطلب العفو والغفران له ان ما زل او انحرف عن المسار والمسلك والمنهج السليم لمعطيات ديننا الحنيف والمنبثق من كتاب الله عز وجل ومن سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام..

وبعد فان الاخوة الاسلامية لها اهمية كبيرة ,ولذلك عنى الاسلام عناية تامة ورعاها رعاية كاملة, قال الله تعالى..

((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)) (10 , الحجرات)

وقال تعالى ..

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ))(178 , البقرة)

عبّرالله تعالى في هذه الآية القاتل اخا للمقتول مما يدل قيمة الاخوة الاسلامية واهميتها في المجتمع الاسلامي.

ومما يدل باهميتها ان النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر الى المدينة ودخل فيها بدأ بعمله بناء مسجده ثم آخى بين المهاجرين والانصار في دار انس ابن مالك رضي الله عنه.
ومما يدل باهميتها ان الله سبحانه وتعالى نهى ما يخل ويهدم الاخوة الاسلامية في آيات من القران الكريم قال الله تعالى..

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)) ( 11-12 , الحجرات )

هذه الايات تدل على عدة من المحرمات الشرعية التي تقضي اتلاف الاخوة الاسلامية وتعطيلها بين المسلمين والتي تسبب العداوة والبغضاء بينهم ولهذا نهى الله سبحانه وتعالى ومن هذه الحرمات:-

1- السخرية.
2- اللمز في الانفس.
3- التنابز بالالقاب الجاهلية.
4- الغيبة.
5- الظن السوء.
6- التجسس في شؤون الخاصة وتتبع عورات المسلمين.
هذه الامور وغيرها مما لم يذكر الايات تسبب انكسار الاخوة بين المسلمين ولهذا يجب ايها الاخوة علينا التجنب عنها لئلا يحول بيننا بين اخواننا المسلمين.
ومن هذه الامور احتقار المسلمين الذي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله..

( المؤمن اخو المؤمن لا يظلمه ولا يخذله الى قوله : بحسب امرء من الاثم ان يحقر اخاه المؤمن )

ومنها الظلم والتدابر والتهاجر – بدون دافع ديني – والنجش في البيع والخطبة على الخطبة والخدلان وعدم النصرة في مكانها. روى مسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه قال: لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض. وكونوا عباد الله إخوانا. المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره. التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات.

والاحاديث التي تدل على صيانة الاخوة واهميتها كثيرة لكن نكتفي قدر ما اشرناها لانها ستؤدي المقصود منها, وعلى كل مسلم ومسلمة صيانة الاخوة وترك ما يخل بها ليكون مجتمعنا الاسلامي مجتمعا متماسكا يوجد بين افراده المحبة والمودة الناشئة من الاخوة الاسلامية.

ونسأل المولى ان يجمع كلمة وصف المسلمين واسأله ان يعين جميع المسلمين علي التمسك بتعاليمه والحذر من الانزلاق الى شهوات النفس ورغباتها التى ساهمت في تأخره وبطلان اهدافه الخيرة ..

اللهم انر لنا طريق الحق وارزقنا اللهم اتباعه وابعدنا اللهم عن مزالق الشياطين واتباعه ونسألك بأسمك الاعظم الذي اذا دعيت به اجبت ان تعيد لنا عزنا وكرامتنا وتسيدنا علي جميع الامم بما يكفل لنا نشر دينك ونهجك الخالص من كتابك تباركت وتعاليت وما الهمت به نبيك نبي الرحمة المزجاة عليه صلواتك وسلامك..

اجمعنا اللهم جميعا اخوة واخوات في مستقر رحمتك بصحبة الاهل والاحبة انك بنا رؤوف رحيم وبالاجابة جدير.

منقول للفائدة نسئل الله ان نفيد ونستفيد اختكم في الله الورود