عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-18-2009, 12:59 PM
SKY
 
Post فتح القسطنطينية

تولى السلطان "محمد الفاتح" عرش الدولة العثمانية سنة (855هـ = 1451م)،شابا فتيا فى العشرين من عمره، ممتلئًا حماساً وطموحاً، يراوده حلم فتح مدينة القسطنطينية، ذلك الحلم الجميل الذى داعب القادة المسلمين ثمانية قرون كاملة، منذ عهد الصابى الجليل "معاوية بن سفيان" ...كل واحد منهم يود أن يكون صاحب البشارة النبيوية التى بشر بها النبى محمد (ص): "لَتفْتَحُنَّ القُسْطَنْطِينيَّة، فَلَنِعْمَ الأَمِيرُ أَميرُهَا، وَلَنِعْمَ الجَيْشُ ذَلِكَ الجَيْشُ".


وكان السلطان "محمد الفاتح" كلما سمع هذا الحديث النبوى من أساتذته وهو صبى صغير اشتعلت فى نفسه الرغبة فى أن يحقق هذا البشارة، وأن يكون هو الأمير الذى مدحه الرسول (ص).

وحين تولى السلطة قويت عنده فكرة فتح المدينة العظيمة التى فشل أعظم القادة فى إقتحام أسوارها المنيعة، وسيطرت هذه الفكرة على مشاعره، فأصبح لا يتحدث إلا فى أمر الفتح، ولا يأذن لأحد ممن يجلس معه أن يتحدث فى موضوعٍ غير هذا الموضوع .. وأصبح فتح مدينة القسطنطينية شغله الشاغل، الذى لا يفارقه فى ليلٍٍ
أو نهارٍ، وقوَّى من إصراره على فتح القسطنطينية لأنها تسهِّل لبلاده فتوحاتها فى منطقة "البلقان"، وتجعل بلاده متصلة لا يفصلها أرض يحكمها أعداؤه.

وكانت الخطوة الأولى فى تحقيق هذا الحلم هو السيطرة على مضيق "البُسْفُورِ"، وإحكام الرقابة على السفن المارة فيه حتى يحرم القسطنطينية من آيَّةِ مساعداتٍ تأتى إليها من أوربا، وعلى الفور قام ببناء قلعة بالقرب من أسوار المدينة وعلى أضيق مكان فى "البُسْفُورِ" وجَمَعَ من أجل ذلك موادَّ البناء وآلاف العمال والبنائين والمهندسين من جميع أنحاء السلطنة، واشترك هو بنفسه مع كبار رجال الدولة فى أعمال البناء، وكان إنبراطور القسطنطينية كلما نظر من مدينته، وجد القلعة يرتفع بناؤها شيئاً فشيئاَ، وهو عاجز أن يوقف البناء أو يمنعه، فيزداد الحزن فى قلبه، ويعتصر الشعور بالعجز كل أعضائه.

ولم تمض ثلاثة أشهر حتى تم بناء القلعة التى عرفت بقلعة الروم، وفى مواجهتها على الضفة الأخرى من "البُسْفُورِ" كانت تقف قلعة الأناضول التى بناها السلطان "بَايزِيدُ الصَّاعِقَةُ" ولم يعد ممكناً لأى سفينة أن تمر دون إذنٍ من القُواتِ العُثْمَانِيَّة، حيث كانت الدافع الضغمة المنصوبة على الشاطئ تصوب أفواهها على القناة.

أدرك الإمبراطور "قسطنطين" الحادى عشر أن الأمر جِدٌ، وأن السلطان "محمداً الفاتحَ" عازمٌ على فتح المدينة التَّليدَةِ، وأنه يستعد لذلك أعظم إستعداد، فقام الإمبراطور بإصلاح أسوار المدينة المُهدمة، وجمع ما عند الناس من ذخائر ومؤونٍ وبعث بسفارات إلى أوربا يطلب النجدة والمساعدة، فجاء إليه الكاردينال "إيزيدور" مبعوث البابا فى "روما" ومعه مائتا مقاتل لنجدة المدينة، وجاء متطوعاً من "جنوة" الإيطالية القائد "جون جُسْتَنْيَان" على سفينةٍ محمّلة بالمؤن والذخائر، وأخرى تحمل سبعمائة مقاتل، وقد استقبله الإمبراطور إستقبالاً حسنًا، وعيَّنه قائداً عاماً لقواته، فأخذ على عاتقه أمر تنظيم الدفاع عن القسطنطينية، وطلب من الإمبراطور إغلاق الخليج الذهبى بسلسلة حديدية تمنع دخول أى سفينة عثمانية إلى الخليج، وكان هذا أكبر مُعْضِلَةٍ واجهت العثمانيين، لأن سفنهم كان عليها أن تحمل الجنود، وتدخل بهم إلى الخليج لإنزالهم لكى يهاجموا أسوار القسطنطينية.


__________________




YES , I'm Happy !
رد مع اقتباس