الموضوع: / يوم العيد
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-19-2009, 06:29 PM
 
Thumbs up / يوم العيد

ثالثاً / يوم العيد :
ويتعلق به عدة أحكام منها :
1- حكم صلاة العيد :
صلاة العيد فرض كفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين ، وإن كان الأصل أن يؤديها المسلمون جميعاً ، لما فيها من تنفيذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بها ، ولشهود دعوة الخير ، وغفران الذنوب ، فالملائكة تتنزل في ذلك اليوم ، نسأل الله ألا يحرمنا أجره .
ومن أتى إلى مصلى العيد ، فالصحيح أن مصلى العيد لا يأخذ حكم المسجد من كل جانب ، فلا يُسن لمن أتى إليه أن يصلي ركعتين ، بل السنة في حقه أن يجلس لأن هذا الوقت وقت نهي ، ولأنه هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد جاء في صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما : " أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم الفطر ركعتين لم يصل قبلها ولا بعدها . . . " [ أخرجه البخاري ومسلم ] .
وفيلفظ : " أنرسول الله صلى الله عليه وسلم خرجيوم فطر أو أضحى ، فصلى بالناس ركعتين ، ثم انصرف ولم يصل قبلها ولا بعدها " [أخرجه ابن حبان بسند صحيح على شرط الشيخين 7 / 58 ] .

2- أكل تمرات قبل الصلاة :
من السنة للمسلم يوم العيد قبل خروجه من بيته إلى مصلى العيد ، أن يأكل تمرات ، ويقطعهن وتراً كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ، حتى يخرج المسلم وهو مفطر ولا يصدق عليه أنه صائم ، لأنه يحرم صيام يوم العيدين يوم عيد الفطر ، ويوم عيد الأضحى ، وكذلك يحرم صيام أيام التشريق الثلاثة إلا لمن لم يجد الهدي ، فعن أنس قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات " وقال مُرَجَّأ بن رجاء : حدثني عبيد الله قال حدثني أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ويأكلهن وتراً " [ أخرجه البخاري ] .
وعن بريدة رضي الله عنه قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يفطر ، ولا يطعم يوم النحر حتى يصلي " [ أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة وابن خزيمة ] .
وعن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس قال : سمعت أنس بن مالك يقول : " ما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فطر حتى يأكل تمرات ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً أو أقل من ذلك أو أكثر من ذلك وتراً " [ أخرجه ابن حبان ، والحاكم بإسناد حسن ، انظر صحيح ابن حبان 7/53 ] .
قال ابن حجر رحمه الله : ورواية ابن حبان أصرح في المداومة على ذلك .

3- مخالفة الطريق أثناء الخروج لصلاة العيد :
من السنة أيضاً أن من خرج إلى صلاة العيد ، أن يخرج من طريق ، ويعود من طريق أخرى غير التي خرج منها ، موافقة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، لحديث جابر رضي الله عنه قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق " [ أخرجه البخاري ] ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى العيدين من طريق ، رجع في غير الطريق الذي خرج منه " [ أخرجه ابن حبان وابن خزيمة وأحمد بإسناد حسن ، انظر صحيح ابن حبان 7 / 54 ] ، هذا هو المستحب لمن خرج إلى العيدين ، ما لم يكن في ذلك مشقة على الناس ، فإن كان في ذلك مشقة ، كالزحام الشديد ، أو من الناس من العودة من طريق آخر أو ما شابه ذلك ، فلا بأس من العودة من نفس الطريق ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه " [ متفق عليه ] .

4- أخذ الزينة عند الخروج للصلاة :
ومن سنن يوم العيد ، أنه يسن للمسلم عند خروجه للصلاة أن يلبس أحسن ثيابه ، ويستعمل أفضل العطور ، وأحسن ذلك المسك ، لأنه كان دهن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولأنه صلاة اجتمع لها الناس فيسن التطيب لها لقطع الروائح الكريهة التي قد تعلق بالمسلم فالطيب يقطع تلك الروائح .
كذلكيسن لبس أفضل الثياب وأنظفها وهذا في كل صلاة ،لأن الله تعالى أمر عباده بذلك ، فقال تعالى : " يابني آدم خذوا زينتكم عندكل مسجد " [الأعراف 31 ] ، لكن هنا أمر جدير بالاهتمام والتحقيق ، وهو أن النساء لا يجوز لهن الخروج إلى مصلى العيد وهن آخذات زينتهن ، لأن الزينة للمراة فتنة لها وبها ، وعلى ذلك يجب على المرأة المسلمة أن تأخذ الحذر من لباس الزينة أثناء خروجها من بيتها ، لا سيما الأماكن التي يوجد بها رجال أجانب .

5- تذكر الفقراء والمرضى :
في يوم العيد ، يوم الفرح السرور ، يوم الغبطة وتوزيع الجوائز من الله الغفور الرحيم ، وعندما يلبس المسلم أحسن الثياب ، وعندما يقوم بتهنئة أهله وجيرانه ، عليه أن يتذكر أن له اخوة مرضى قد لزموا الأسرة البيضاء ، فمنهم من لزم المستشفى مدة طويلة من الزمن ، قد فارق الدنيا وهو على قيد الحياة ، انحبس عن أهله بسبب مرضه ، فعلى المسلم أن يُشعر أولئك المرضى أنه معهم قلباً وقالباً ، فيزورهم بين الفينة والأخرى ، وبين المناسبة والتي تليها ، وفي المناسبات الهامة العامة كالأعياد ، حتى يدخل البهجة والسرور على نفوسهم ، ويزيل الحزن من قلوبهم ، ويرسم السعادة على شفاههم ، والبسمة على وجوههم ، فيتذكرون العيد ويشعرون بالسعادة والفرح ، وكأنهم أسوياء أصحاء ، ولما في زيارة المريض من أجر وثواب عند الله تعالى ، ولما في ذلك من تخفيف من المعاناة التي يعانيها المرضى .
كذلك على المسلم أن يتذكر إخوانه الفقراء وخصوصاً الأرامل واليتامى الذي لا يستطيعون أن يعيشوا فرحة العيد كما يعيشها غيرهم من الأغنياء والموسرين والمقتدرين ، فيتصدق عليهم ولو بأقل القليل ليدخل الفرحة على قلوبهم ، حتى يستطيعوا الخروج للعيد ومعايدة جيرانهم وأهليهم ، فالمسلم أخو المسلم ، يشعر بما يشعر به أخوه ، من فقر وحاجة ، فيعطي ذا الحاجة ، ويعين الملهوف ، ويجبر مصيبة المصاب ، ويهنئ صاحب الفرح ، فالمؤمنون في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد ، وهم كذلك بإذن الله تعالى ، والحمد لله الذي منَّ علينا بهذا الدين العظيم ، دين الرأفة والشفقة والمحبة والمودة ، دين التكافل الاجتماعي ، والتعاون البناء على البر والتقوى ، دين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، دين خير كله ، وفلاح كله ، ونصر كله ، دين يحث على التعاون والتآخي ، فالحمد لله على نعمة الإسلام .

6- صلة الأرحام :
في هذه الأيام الفاضلة ، أيام عيد الفطر المبارك ، يحسن التذكير بصلة الأرحام ، فصلة الرحم سعة في الرزق ، وطول في الأجل ، وبركة في العمر ، كما صح الخبر عن نبي البشر ، وأما قاطع الرحم فهو ملعون في كتاب الله ، وعلى لسان محمد صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : " والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار " ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خلق الله تعالى الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن عز وجل ، فقال : مه ؟ فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، فقال تعالى : ألا ترضين أن أصل من وصلك ، وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى ، قال : فذاك لك " قال أبو هريرة : اقرؤوا إن شئتم : " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم " [ متفق عليه ] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من ذنب أجدر أن يعجل الله العقوبة لصاحبه في الدنيا مع ما يدخره له من العقوبة في الآخرة ، من البغي وقطيعة الرحم " [ حديث صحيح أخرجه الترمذي وأبو داود وابن ماجة وأحمد ] ، فاجتهدوا في صلة أرحامكم ، وصلوا آباءكم وأمهاتكم ، وأبنائكم وبناتكم ، وإخوانكم وأخواتكم ، وأعمامكم وعماتكم ، وأخوالكم وخالاتكم ، وكل من له حق عليكم ، وليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها ، فصلوا أرحامكم ، ولو قطعوكم ، فبرءوا ساحتكم أمام الله تعالى بوصل الرحم ، ولا يمنعنكم من قطعكم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رجلاً قال : يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم ويسيئون إلي ، وأحلم عنهم ويجهلون علي ، فقال : " لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم المل ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك " [ أخرجه مسلم ] .

7- الفرح الزائد واستماع الحرام :
جميع الناس يظهر الفرح والسرور بيوم العيد ، فهو يوم فرح ولا شك ، لكن ما نشاهده من فرح زائد ، يظهره بعض ضعاف النفوس وخصوصاً من الشباب فهذا لا يليق بالمسلم الصادق ، فنرى الشباب في الشوارع وعلى الأرصفة في حركات سخيفة ماجنة ، لا تمت للدين بصلة ، وهم يتراقصون ويترنمون على أصوات الموسيقى المحرمة ، واستماع للفساق والفاسقات ممن نسوا الله تعالى ، وتركوا أوامره وفعلوا نواهيه ، ومنهم من تراه بسيارته يجوب الشوارع بسرعة جنونية أو يفعل حركات بهلوانية مريعة مخيفة لإمتاع المشاهدين من جماهير المغفلين ، ولا ريب أن ذلك منكر عظيم ، وأمر خطير ، فأعياد المسلمين ليست مجرد لهو ولعب وطرب وغناء وطبول ، وحفلات راقصة ، ولكنها صلاة وذكر وشكر لله تعالى ، أما أعياد الكفار فهي مشتملة على الغناء والطبول والرقص واللعب ، وليس في أعيادهم صلاة ، فليس إظهار الفرح بتلك الصور المخجلة الفاضحة القادحة في الدين والمخلة بالشرف والحياء ، رجال يتشبهون بالنساء ، ونساء في الشوارع والأسواق ، ونساء خراجات ولاجات ، كاسيات عاريات ، لا يرجون لله وقاراً ، فعباءات على الكتف وأخرى ذات الزمام وكاشفة المفاصل والعظام ، وملابس كاشفة عن الساقين والفخذين ، وأنقبة مظهرة للزينة ، مبينة للعينين والخدين ، وعطور وأطياب مذهبة لألباب الرجال ، فأي دين هذا ؟ وأي شرع هذا ؟ وأي إسلام يدعون هذا ؟ وناهيك بالأطفال ، فهم يسهرون إلى بزوغ الفجر ، وقد أشغلتهم مغريات الحياة من ألعاب نارية ، وإزعاج للجيران ، وتمرد وعصيان ، والآباء والأمهات تراهم سكارى وما هم بسكارى ، ولكن الإهمال واللامبالاة أعمت بصائرهم ، وأنستهم أبوتهم وأمانتهم التي ائتمنهم الله عليها من النساء والذرية ، فسبحان الله الخالق العظيم ، ما أحلمه على العصاة والمجرمين ، قال تعالى : " ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستئخرون ساعة ولا يستقدمون " [النحل 61 ] .

ومن سنن العيد المهجورة ما يلي :
1- التكبير يوم العيد ، ابتداء من دخول ليلة العيد وانتهاءً بصلاة العيد
، قال الله تعالى : " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون " .
وصيغة التكبير الثابتة عن الصحابة : الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر كبيرا .

و ( الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر ولله الحمد ) ، وما عدا ذلك من صيغ التكبير والزيادات التي نسمعها فالله أعلم أنها لم تصح .
2- الاغتسال لصلاة العيد ولبس أحسن الثياب والتطيب .
3- الأكل قبل الخروج من المنزل على تمرات أو غيرها قبل الذهاب لصلاة العيد .
4- الجهر في التكبير في الذهاب إلى صلاة العيد .
5- الذهاب من طريق إلى المصلى والعودة من طريق آخر .
6- صلاة العيد في المصلى إذ هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصلاة في المسجد لسبب أو لآخر جائزة .
7- اصطحاب النساء والأطفال والصبيان دون استثناء حتى الحيض و العواتق وذواتالخدور كما جاء في صحيح مسلم .
8- الاستماع إلى خطبة العيد .
9- التهنئة بالعيد فعن جبير بن نفير قال كان أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وسلم إذا التقى يوم العيد يقول بعضهم لبعض : تقبل منا ومنك ، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله : [ اسناده حسن ] .

من بدع العيد :
1- الزيادة في التكبير على الصيغ الواردة عن الصحابة كما سبق .
2- التكبير بالعيد بالمسجدأو المصلى بالصيغ الجماعية على شكل فريقين يكبرالفريق الأول ويجيب الفريق الآخر ، وهذه طريقة محدثة والمطلوب أن يكبر كل واحد بانفراد ولو حصل اتفاق فلا ضير و أماعلى الطريق المسموعة يكبر فريق و الآخر يستمع حتى يأتي دوره فهو بدعة .
3- تخصيص زيارة القبور يوم العيد ، وتقديم الحلوى و الورود و الأكاليل و نحوها على المقابر ، كلذلك من البدع .وأما زيارة القبور فهي مندوبة بدون تخصيص موعد محدد .
4- تبادل بطاقات التهاني المسماة ( بطاقة المعايدة ) أو كروت المعايدة فهذا من تقليد النصارى وعاداتهم ، و لقد نبه على ذلك سماحة العلامة المحدث الألباني رحمه الله .

من معاصي العيد :
كم هي المعاصي والذنوب ، بل الكبائر التي يقع فيها المسلمون اليوم لا سيما في أوقات الأفراح ، كأيام الزفاف ، وأيام الأعياد وغير ذلك ، ولا شك أن تلك المعاصي نذير شؤم وخراب على المسلمين عامة ، وعلى أصحابها خاصة ، ومن تلك المعاصي المنتشرة في ايام الأعياد خاصة :
1- تزين بعض الرجال بحلق اللحى إذ الواجب إعفاؤها في كل وقت .
2- المصافحة بين الرجال و النساء الأجنبيات ( غير المحارم ) إذ هذا من المحرمات والكبائر .
3- الإسراف المحرم من بذل الأموال الطائلة في المفرقعات والألعاب النارية دون جدوى ، وحري أن تصرف هذه المبالغ على الفقراء والمساكين والمحتاجين وما أكثرهم وما أحوجهم .
4- انتشار ظاهرة اللعب بالميسر والمقامرة في بعض الدول يوم العيد وخاصة عند الصغار وهذا من الكبائر العظيمة فعلى اللآباء مراقبة ابنائهم وتحذيرهم من ذلك .
5- خروج بعض النساء اللاتي لا دين لهن ، وهن متبرجات بزينة ، متنقبات أو سافرات ، ومن المعلوم أنه لا يجوز للمرأة أنتخرج إلى الرجال متبرجة متزينة متعطرة ، حتى لا تحصل الفتنة منها وبها , فكم حصل من جرّاء التساهل بذلك من أمور لا تحمد عقباها .قال الله تعالى : " ولا تبرجن تبرج الجاهليةالأولى " [ الأحزاب : 33 ] ، وقال صلى الله عليهوسلم : " أيما امرأة استعطرت ، فمرت على القوم ،ليجدوا ريحها فهي زانية " [ أخرجه أحمد والثلاثة وقال الترمذي حسن صحيح . وصححه ابن خزيمة وابن حبان ] . وعن أم سلمة رضيالله عنها قالت : " لما نزلت : " يدنين عليهنمن جلابيبهن " [ الأحزاب : 39 ] ، خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان ، منالأكسية " [ أخرجه أبو داود وصححه الألباني ] .
فعلى المسلم أن يحذر من الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء ، لأنه منكر عظيم ، وجرم خطير ، وهو أمر محرم كل وقت وحين . كما تحرم المصافحة بين المرأة والرجل الأجنبي ، وهي عادة قبيحة مذمومة ، فإذا كان النظر إلى الأجنبية محرماً فالمصافحة أعظم فتنة . ولما طلبت النساء المؤمنات من النبي صلى الله عليه وسلم في المبايعة على الإسلام أن يصافحهن امتنع وقال : " إني لا أصافح النساء " [ أخرجه مالك وأحمد والنسائي والترمذي بنحوه ، وقال : حسن صحيح . وصححه ابن حبان ] . قال ابن عبد البر رحمه الله في قوله صلى الله عليه وسلم : " إني لا أصافح النساء " ، دليل على أنه لا يجوز للرجل أن يباشر امرأة لا تحل له , ولايمسها بيده ولا يصافحها . وفي حديث معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لأن يطعن في رأس أحدكمبمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له " [ أخرجه الطبراني والبيهقي , وقال المنذري : رجال الطبراني ثقات رجال الصحيح .وصححه الألباني ] .
6- العيد مناسبة طيبة لتصفيةالقلوب ، وإزالة الشوائب عن النفوس ، وتنقيةالخواطر مما علق بها من بغضاء أوشحناء , فلنغتنم هذه الفرصة , ولنجدد المحبة , وتحل المسامحة والعفو محل العتب والهجران ، مع جميع الناس من الأقارب والأصدقاء والجيران ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً " [ أخرجه مسلم ] . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث , يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا , وخيرهما الذييبدأ بالسلام " [متفق عليه من حديث أبي أيوبرضي الله عنه ] ، ورواه أبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وزاد : " فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار " [ وصححه الألباني ] ، وقال صلى الله عليهوسلم : " من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه " [ رواه أبو داود , وصححه الألباني ] .
رد مع اقتباس