عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-26-2009, 03:02 AM
 
من ادبه صلى الله عليه وسلم عند التوديع







من كتاب :عون الودود لتيسير ما في السلسلة الصحيحة من الفوائد والردود



من أدبه صلى الله عليه وسلم عند التوديع



14 – ( أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ ) .



15- (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْخَطْمِيِّ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْتَوْدِعَ الْجَيْشَ قَالَ أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمْ وَأَمَانَتَكُمْ وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ ) .



16- ( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا وَدَّعَ أَحَدًا قَالَ أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ )


يستفاد من هذا الحديث الصحيح جملة فوائد :




الأولى : مشروعية التوديع بالقول الوارد فيه :( أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ ) ، ويجيبه المسافر فيقول :


( أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ) , أنظر " الكلم الطيب "





الثانية : الأخذ باليد الواحدة في المصافحة , وقد جاء ذكرها في أحاديث كثيرة , وعلى ما دل عليه هذا الحديث يدل


اشتقاق هذه اللفظة في اللغة , ففي ( لسان العرب ) :



( والمصافحة : الأخذ باليد , والتصافح مثله , والرجل يصافح الرجل : إذا وضع صفح كفه في صفح كفه , وصفحا كفيهما :


وجهاهما , ومنه حديث المصافحة عند اللقاء ,



وهي مفاعلة من إلصاق صفح الكف بالكف , وإقبال الوجه على الوجه ) .



قلت : وفي بعض الأحاديث المشار إليها ما يفيد هذا المعنى أيضاً , كحديث حذيفة مرفوعاً



( إن المؤمن إذا لقي المؤمن , فسلم عليه , وأخذ بيده فصافحه , تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر ) .




فهذه الأحاديث كلها تدل على أن السنة في المصافحة الأخذ باليد الواحدة , فما يفعله بعض المشايخ


من التصافح باليدين كلتيهما خلاف السنة , فليعلم هذا .






الفائدة الثالثة : أن المصافحة تشرع عند المفارقة أيضاً , ويؤيده عموم قوله صلى الله عليه وسلم ( من تمام التحية المصافحة ) .





وهو حديث جيد باعتبار طرقه , ولعلنا نفرد له فصلاً خاصاً إن شاء الله تعالى , ثم تتبعت طرقه ,


فتبين لي أنها شديدة الضعف , لا تصلح للاعتبار وتقوية الحديث بها ,



ولذلك أوردته في ( السلسلة الأخرى ) ( 1288) .





ووجه الاستدلال – بل الاستشهاد – به إنما يظهر باستحضار مشروعية السلام عند المفارقة أيضاً , لقوله صلى الله عليه وسلم



(إِذَا دخل أَحَدُكُمْ الْمَجْلِسِ فَلْيُسَلِّمْ وَإِذَا خرجَ فَلْيُسَلِّمْ فَلَيْسَتْ الْأُولَى بِأَحَقَّ مِنْ الْآخِرَى ) رواه ابوداود والترمذي وغيرهما بسند حسن .



فقول بعضهم , إن المصافحة عند المفارقة بدعة , مما لا وجه له .



نعم , إن الواقف على الأحاديث الواردة في المصافحة عند الملاقاة يجدها أكثر وأقوى من الأحاديث الواردة


في المصافحة عند المفارقة , ومن كان فقيه النفس ,



يستنتج من ذلك أن المصافحة الثانية ليست مشروعيتها كالأولى في الرتبة , فالأولى سنة , والأخرى مستحبة ,


وأما أنها بدعة , فلا , للدليل الذي ذكرنا .



وأما المصافحة عقب الصلوات فبدعة لا شك فيها , إلا أن تكون


بين اثنين لم يكونا قد تلاقيا قبل ذلك , فهي سنة كما علمت .



ابحاث وفتاوى الألبانى
رد مع اقتباس