09-30-2009, 12:19 AM
|
|
هل لك من اسمك نصيب...؟؟ لكل إمرئ من اسمه نصيب فلربما أصاب سعد السعد وصاحب أحمد الحمد ولكن هذا الأمر ليس على الإطلاق
فكثير ما يكون أتعس الرجال ( سعيد ) وأقبحهم وسيم ..
لكن من المفارقات الغريبة أن يكون الاسم على مسمى كما يقولون وأن يطابق الاسم صاحبه وتلك حالة نادرة بل أحسبها كمذنب هالي الذي لا يمر بالأرض إلا كل ستة وسبعون سنة
بعد هذه المقدمة الطويلة من كاتب هذا الموضوع وهو بالمناسبة إهداء لعشاق النقل
أنا اليوم أستعرض لكم قصة قديمة جديدة خلد التاريخ بطلها الذي كان منتظرا لفترتين متتاليتن
في الرئاسة الأمريكية أبان ولاية المغضوب عليه بحول الله وقوته ( بوش )
فمن منا لا يتذكر حادثة ( النعال ) - أجلكم الله - والتي تعد الحذاء الأغلى ثمنا ماديا ومعنويا لدى الكثيرين
خاصة نحن العرب وتحديدا المسلمين بعد أن عاث نظام أمريكا الجائر على كرمتنا ليُمسح بها البلاط الصورة أعلاه صورة البطل ( منتظر الزيدي ) حفظه الله
وهذه صورة المهمة المستحيلة ولحظة وداع خلدها التاريخ ولن ينسى الغرب أن للعرب بقايا من كرامة ما أعاد لي هذه الذكريات ما قرأته للأخ محمد بن عمير الغامدي
خرج الصحفي الشجاع منتظر الزيدي من السجن بعد أن كسر شموخ الرئيس جورج بوش وأرغمه على أن يطأطأ برأسه الذي طالما رفعه متبجحا ومهددا ولكن كتب له في نهاية فترته الرئاسية أن يذل ويودع ( بالجزمة).
كانت آخر اللحظات التي شوهد فيها منتظر الزيدي عندما تكالب عليه وحوش المالكي وبادروه رفسا وركلا وخنقا وسحب وهو يصرخ أمام شاشات عشرات القنوات الفضائية التي كانت تصور الحدث على الهواء مباشرة وهذا مما أحسن الزيدي اختياره فلو أن الصورة لم تكن على الهواء لتم التخلص من المقطع ومن منتظر الزيدي أيضا.
اختفى بعدها الزيدي , وظن الكثيرون أن مصيره سيكون كمصير غيره من مئات الآلاف من العراقيين الذين نحروا وحرقوا وثقبت رؤوسهم وأجسادهم ( بالدريل) , أو قطعت أوصالهم بالمدى والسواطير, كما فعل جبش المهدي ومنظمة بدر التابعتين للصدر والحكيم بمن وقع في أيديهم من العراقيين الأبرياء , وتوقع آخرون أنه يتعرض لأبشع أنواع التعذيب بالكهرباء والإغتصاب وإطلاق الكلاب المفترسة عليه لكي تنهش جسده , وغيرها من وسائل التعذيب التي يشيب لهولها الرضيع .
ولكن ربما لأن قضيته أصبحت قضية رأي عام , رأى القائمون عليها أن يطلق سراحه , فكانت المفاجأة أن خرج منتظر الزيدي ليروي بعضا من فصول معاناته وتعذيبه , بدءا بالرفس والركل , ثم كسر الأنف والساق وأحد الأصابع , وليس انتهاء بالتعذيب بالكهرباء والضرب بالعصي والأسلاك .
سعدت كثيرا عندما رأيته , وغمرتني الفرحة لذلك , فقد كنت أضع احتمالات أن يخرج الاحتلال من أفغانستان قريبا , أو يرفع الحصار عن غزة , أو تحصل كشمير على الاستقلال, ولكن لم أكن أتوقع أن يخرج الزيدي من السجن , لأن الوضع في العراق قاتم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , ومؤلم بكل ما لهذه الكلمة من دلالة.
خرج منتظر الزيدي ورأيته وهو يتحدث عن قصته كاملة , وكان يبتسم عند إجابته على بعض الأسئلة, ولكن ابتسامته كانت ناقصة لأنه فقد إحدى ثنيتيه بعد أن وجه له أحد الوحوش ضربة قوية على فمه , ولكن أقولها بكل صراحه , أن ابتسامته بدون هذه الثنيه كانت جميلة بل جميلة جدا .
منقووووول
__________________ سبحان الله عدد خلقه ورضى نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته أحلى من الشهد |