.. ما ينسب عادة جهلا أن القصيدة لمغنيها ... ونجهل في كثير من الأحيان كاتب القصيدة أو نتجاهله وينسب الإبداع للصوت أو واضع اللحن ... وإن ذكر المبدع فيذكر في آخر القائمة ... هذا إن لم يفسد الموسيقى والصوت محتواها ومعناها ..ولحنها ونغمها الأصلي الموجود بين الكلمات ... من منا يعرف الشاعر السوداني الهادي آدم قليلين .. لكن كثيرون يعرفون أن السيدة أم كلثوم غنت رائعة ..أغدا ألقاك ..في سنوات السبعينات ولحنها العملاق رياض السنباطي .. لكن يجهلون كاتبها ..وللعلم هي ليست أفضل قصائده ..وإنما سبب غنائها هو سبب شهرتها ... والمبدع السوداني له تاريخ حافل في الشعر العربي المعاصر نجهل أغلبه .. وبعضه الذي نعرف شاركت في انتشاره الانترنت .. لن أطيل عليكم هذه هي القصيدة ..
أغدآ ألقاك
كلمات الهادى آدم
أغدا ألقاك ؟ يا خوف فؤادى من غدي
يالشوقى واحتراقى فى انتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه إقترابا
كنت أستدنيه لكن هبتهُ لما أهابَ
وأهلت فرحة القرب به حين إستجابَ
هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا
مهجة حرى وقلباً مسه الشوق فذابَ
أغداً ألقاك؟
*
أنت يا جنة حبى واشتياقى وجنونى
أنت يا قبلة روحى وإنطلاقى وشجونى
أغداً تشرق أضواؤك فى ليل عيونى ؟
آه من فرحة أحلامى ومن خوف ظنونى
كم أناديك وفى لحنى حنينُ ودعاء
يا رجائى أنا كم عذبنى طول الرجاء
أنا لولا أنت أنت لم أحفل بمن راح وجاء
أنا أحيا بغدى ألآن بأحلام اللقاء
فأتِ أو لا تأتِ أو فافعل بقلبى ما تشاء
هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا
مهجة حرى وقلباً مسه الشوق فذابَ
أغداً ألقاك؟
*
هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفِكَرُ
هذه الدنيا ليالٍ أنت فيها العمر
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر
هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر
فارحم القلب الذى يصبو إليك
فغداً تملكه بين يديك
وغداً تأتلق الجنة أنهارا وظلا
وغدا ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولى
وغداً نسموا فلا نعرف للغيب محلا
وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا
قد يكون الغيب حلوا
إنما الحاضر أحلى
هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا
مهجة حرى وقلباً مسه الشوق فذابَ
أغداً ألقاك فتحية عطرة إلى شاعرنا الهادي آدم من منتدانا هذا