بكل الشوق والحنين .....تأتي على مسامعي خبر قدومها.....
يخفق قلبي ......و يرتجف جسمي .....تضطرب أذناي دهشة........
ويتلعثم فاهي عجبا:
هل ما سمعته صحيحا ؟؟
هل ستأتي مفقودتي ؟؟؟
وأخيرا هل سأشفى من مرض الشوق الذي مللته ؟؟
هل حتما سأقابل حبيبة ورفيقة قلبي وعمري؟؟
أكاد أن أبكي فرحا ....أكاد أن أصرخ بأعلى صوتي وأقول:
وأخيرا بعد طول غياب اشتقت إليك
كثيرا....كثيرا....كثيرا....كثيرا......كثيرا
وماهي لحظات حتى انتهى الحلم الرقيق....


نعم رقيق بمحاولته في إسعادي ،
فلم يستطع إكمال جميله وإبقاء دقائق السعادة مدة أطول.....
ليس لأنه حلما عاديا ، بل لأنه حلم اليقظة....
الحلم الذي أصبح يراودني كثيرا ومرارا وتكرارا ....
الحلم الذي مللت اللجوء في كنفه .... ومع ذلك لا يمكنني التخلي عنه ...
كيف أتخلى عنه وهو من يمنحني فرصة التحليق في سماء الذكرى ...
تكون ملبدة بالغيوم ،
وما إن يسطع نورها وتظهر صورتها حتى تختفي كل غيمة ......
تزول كل أحزان القلب لمجرد رؤية طيفها.......
ليتني أبقى في حلمي طيلة أيامي ....كي أحقق ما أريد ، وألقى من أحب ...
فأعانقهم عناق الأحبة وأهديهم عبق الزهور......بل لأهديهم روحي كلها....
ليتني بقربهم فقط لأهمس في آذانهم :: أنتم ملائكة روحي ..
أحبكم جدا جدا ...فلا تبخلوا علي..
تكفي جملة واحدة إن قيلت في دنيا القسوة هذه بركة...
أما القلب فمستحيل أن تكون بداخله تلك الجملة فقط........
ومستحيل أن تسطر في ورقة مزقتها آآهآآآآآت الحنين....

حنين...يا لها من كلمة بائسة........كرهتها وكرهت محتواها ........
لم أعرف أصعب من تلك الكلمة بل وكل حرف يكونها ......
بات قلبي يعزف ألحانه على غيثارة أسماها " غيثارة الحنين" .....
في كل ليلة يعذبني صوته المؤلم.......
يعزف قلبي على أوتاره و مفاصل جسدي تتأوه....
آآآآآآآه ليتني عديمة الإحساس ...
.كي لا أشعر بدنيا البعد والحرمان من أحب الناس ....
ليتني وليت ......ما عادت تنفع بشيء ...وزمانها لم يوفي يوما متمن قط.......
أما هذه الصفحات فما عادت تتحمل وقع كلمات الألم عليها ....
كأنها تناجيني لأريحها قليلا........
لتتمتع ببياض نواحيها فتذوق أحرف البهجة بدلا من أحرف الحزن........
ولكن اصبري قليلا فرغم آلامي وأشواقي لم تغطي على مسمى (الأمل) في قلبي.....
سيأتي اليوم الذي تتمنيه وأخط على سطورك أرقى وأحلى كلمات الفرحة والسرور...
ويا قلبي لا تحزن ، أعلم أنك أولى وأحق بالسعادة من صفحاتي ....
علمتك دائما معنى التفاؤل فلا داعي لتصبيرك .....
وأنا موقنة أنك تتألم لآلآآآمي أكثر وأشد من هذه السطور
ولكن
ماذا عساي أن أقول؟؟......
ما لذي تريدني فعله لأغمرك أفراحا وأطمس على أحزانك ؟؟
تعبت وفقدت كل شيء .....
أما الأمل فكما قلت سابقا لم أفقده ولن أفقده أبدا.....
.وسأظل على إصراري أن الحياة ليست على وتيرة واحدة .....
.ستقشع جوانب الظلمة لتبدأ حياة مزهرة و ملونة بكل ألوان السرور .....
سيبقى التفاؤل والأمل عامود دنيا الأحزان ....
حتى وان ظللت أبكي....وبقيت أذرف دموعي المحملة بالأشواق....
كل هذا لن يمحي الأمل في قلبي ....
ولن تمحى الجملة التي أرددها دوما بل وقد غرستها في داخلي ::
(لن يطول فراقنا مادام الأمل ).....
ومادام الدعاء لرب الأرباب فالرجاء والثقة موصولة بالله دوما ....
وحتى وإن لم ترغبي بلقائي ....فلا داعي بأن ترغبي ...
.اعذريني لهذه الكلمة ......
ولكن قلبي يريدك ولن أخيب أمله
بإذن الله تعالى....



حنيـ قلم ـن//
هيرتوووته