عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-10-2009, 05:12 PM
 
" أفلاطـون " .. وحلم المدينة الفاضـلة

المدينة الفاضـلة !!
حلم " أفلاطون " الذي فارق الحياة ولم يرَ ذلك الحلم يتجسد على أرض الحقيقة .. وسينتهي الكون دون أن ننعم بالعيش في تلك المدينة الأفلاطونية ، وهذا ليس أمراً غريباً ولا شذوذاً عن القاعدة ، بل هي سنة الخالق في خلقه ، خلق آدم لعبادته ، وأمهل الشيطان إلى يوم يبعثون ، وهبط الجميع إلى الأرض ، بعضهم عدو بعض ، فالشر والخير ، والفضيلة والرذيلة ، موجودان إلى يوم الدين ، فلا مكان للمدن الفاضـلة التي كان يحلم بها السيد " أفلاطون " ..

ولكـن !!
من يملك الجرأة ويعترف ، بأنه ليس من الملائكة ، كل من يقرأني الآن يرى بأنه ( حالة خاصة ) ، وربما كان ( طفرة جينية ) ، كل المُثُل لدي لا تُنتهك ، وهو حامل لواء القِيَم نحو بناء المدينة الفاضلة ، غير مؤمنٍ بأنه بشر ، غير منزه ، ولا معصوم ، معه شيطانه وقرينه الذي يسول له ، وله نفسٌ وهوى ، قلّةٌ هم القادرون على عمل ( كونترول ) ذاتي ، الكارثة .. أن من يرى نفسه كذلك ينظر للغير على أنهم مجردين من كل فضيلة ، عيب من أخترع المرآة أنه أكتفى بأن ننظر لمظاهرنا من خلالها ، لنكون أحرص على عدم ميلة ( المرزام ) ، وأن الكحل لم يسيل ...

مجتمعٌ غير قابل !!
لدينا حساسية مفرطة من النقد .. وننظر لمن يعيبنا أو ينتقدنا بأنه حاقدٌ حاسدٌ لنا على قدراتنا الخارقة ، وتميزنا اللامحدود * ولو وقف الواحد مع نفسه لوجد أنه إنسان ( بسيط ) ، غير خارقٍ للعادة ، ولاسفيرٍ فوق العادة ، ونعلم ذلك في قراراة أنفسنا ، ولكننا مجتمعٌ يعاني من عقدة ( أفلاطون ) والمدينة الفاضلة ، نعم .. أنا أريد أن أكون ، وأنت كذلك ، وأنتي ، لكننا نبقى بشراً نعج بالعيوب ، والذنوب .. حقيقة يجب أن نعترف بها ، ونعمل على تحسين ( صورنا ) التي يكفي مافيها من تشويه ، غير قابلٍ لأمهر عمليـات التجميل ..

حتى في حواراتنا !!
ونقاشاتنا في قضايانا ، نصرُّ على رفض الأخر وعدم تقبله ، لأننا الأصح وقادة ( مكارم الأخلاق ) ، نملك إصراراً عجيباً على عدم الإقتناع بالرأي الآخر ، بالرغم من حالات الإعوجاج التي يعاني منها مجتمعنا ، وتحتاج لطرحٍ ونقاشٍ واعي ، بعيداً عن كل التشنجات والقناعات الشخصية ، نفتقد ( المرونة ) في كل إختلاف ، وكأن أرائنا عقائد سلّمنا بها ، لاتحتمل النقاش ، ولا الأخذ والرد ، ( وبصراحة .. لانلام على ذلك ، فالجامعة العربية منذُ إنشائها لم تتخذ قراراً واحداً بالإجماع ، فمابالكم بشعوبٍ تنظر لسكان العالم بأنهم أعداء ، وعملاء للصهيونية ) .

وفي عصر الأقنعة !!
حتى إختراعات الدول المتقدمة التي وصلت إلينا متأخرة ، إستخدمناها أسوأ إستخدام ، فالأنترنت بدلاً من أن يكون قناةً للثقافة ، والحوار وتبادل الخبرات ، أصبحنا نتعامل معه بكل إسفاف وللأسف ، وأصبح ميداناً لكثرة ( الملائكة ) والمثاليين القابعين خلف الأقنعة ، فأصبح أرضاً خصبة لإفرازاتنا النفسية وتحقيق أحلامنا عبر أواهمنا ، فكل من لم يستطع أن يكون ( مثالياً ) في الحياة العامة ، وعنصراً صالحاً في مجتمعٍ أقل عيوباً ، كل ماعليه أن يرتدي قناعاً ويحمل راية التصحيح لأنه الأفضل ، والأكمل ، والأميز ، و.....و.....إلخ .

أنا أكثركم عيوباً !!
ليس معنى كلامي هذا بأنني وحدي أغرد خارج السرب ، بل وربي لربما كنتُ أكثركم غرقاً في العيوب ، ولكن هل إعترفنا بذلك ؟ ، وحاولنا أن نتخلص من كل مايشوبنا ؟ ، وندلُ بعضنا على كل مظاهر ( النقص ) التي تعترينا ؟ ، مستحيلٌ أن نتقبل عيوبنا من الأخرين ، رغم أن بعضنا متيقنٌ من تلك العيوب ، لكن الإعتراف في نظره يجعله ( دون ) الطموح ، ذلك الطموح الذي لايختلف عن أحلام " أفلاطون " .

تسـاؤلات عابرة !!
. متى ننظر إلى دواخلنا ، ومحيطنا ، ونترك ماوراء النجوم ، نحافظ على مكتسباتنا ، ونحاول تعويض وتصحيح حالات الشذوذ لدينا ؟!
. متى نبتسم في وجه من يصرخ بنا " أنتم مخطـئون " ؟!
. متى نمنح أنفسنا درجةً معقولة من الوعي ، تجعلنا قادرين على تقبل مانتلقاه من أقوال وأفعال ، حتى وإن كانت خاطئة ، ونحن الأصح ، الوعي كفيلٌ بأن نحسن التعامل مع تلك الممارسات ؟!
. نرتكز بطبيعة الحال على ( عقيدتنا ) ، فعاداتنا ، وتربيتنا ، ولكن متى نكون قادرين على الإستنباط وتحكيم العقول ؟! فعلماء المسلمين كانت أكثر مناظراتهم ( بالعقل ) لا ( بالنقل ) لأنهم يتحاورون مع أطرافٍ لاتؤمن بدليلٍ ( نقلي ) وإلا لما ناقشوهم ..
. متى نستغل كل قنوات الحوار ومن ضمنها الأنترنت في علاج مشاكلنا ، وإبراز مواهبنا ، وتقوية أقلامنا ، ونجيد التعامل مع متصفحاتنا ومن عليها ؟! فالقلم والكتابة لدينا ( قبل الأنترنت ) كانت تعاني ، وتعاني ، لضيق ميدانها ، فكانت أكثر الأقلام تكتب لأصحابها فقط ، فلماذا لانستغل ( الميدان ) الذي توفر لنا متأخراً لنرتقي بنا ، وبمجتمعنا ، أمام من يتصفحنا ؟ .
. مشكلة من يعيش في أبراجه العاجية ، أنه لايعلم بأن كل العالم يعرفون بأنه ليس كذلك ، لسببٍ بسيط فقط ، هو أن " أفلاطون " لم يحقق حلمه ....

نقطة آخر السطر !!
الكتابة :
قرابين نقدمها كي نخرج من تصنيف ( العالم الثالث ) ، فيستأثر بها الرقيب لنفسه ، ونستمرُ نحنُ ( محلك راوح ) في الثالث .....
__________________
طااااااااايرة من الفرحة ولا شي هينزعلي فرحتي


من قال أن الحب هو السعادة الوحيدة ؟ أنا سعيدة حتى من دون الحب

BE SMIllE

حملة الابتسامة
ومحو الكآآآبة
والطفشـ
وكلـ الزعل

ابتسمو
انها حملة الابتسامة

انسخو توقيعي وضعوه في تواقيعكم
اختكم لارا

الراعي الرسمي للحملة katami
رد مع اقتباس