أم ( شاعرة ) ترثي ابنتها...
القصيدة الآتية لعائشة التيمورية(ت 1300 هج) قالتها في ابنتها وقد توفيت
وهي تجهز نفسها للزواج...قصيدة مبكية وقد حذفت منها(لطولها)
و مضى الذي أهوى وجرعني الأسى _ وغدت بقلبي جذوة وسعيرُ
يا ليته لما نوى عهد نوى _ وفى العيون من الظلام نذيرُ
لو بُث حزني في الورى لم يلتفت .. لمصاب قيس والمصاب كبيرُ
طافت بشهر الصوم كاسات الردى..سحرا وأكواب دموع تدورُ
فتناولت منها ا بنتي فتغيرت..وجنات خد شانها التغييرُ
لبست ثياب السقم في صغر وقد.. ذاقت شراب الموت وهو مريرُ
جاء الطبيب ضحى وبشر بالشفا..إن الطبيب بطبه مغرورُ
وصف التجرع وهو يزعم انه.. بالبرء من كل السقام بشيرُ
فتنفست للحزن قائلة له .. عجل ببرئي حيث أنت خبيرُ
وارحم شبابي إن والدتي غدت .. ثكلى يشير لها الجوى وتشيرُ
وارأف بعين حرمت طيب الكرى .. تشكو السهاد وفي الجفون فتورُ
لما رأت يأس الطبيب وعجزه .. قالت و دمع المقلتين غزيرُ
أماه قد كَل الطبيب وفاتني.. مما أؤمل في الحياة نصيرُ
أماه قد عز اللقاء وفي غد..سترين نعشي كالعروس يسيرُ
وسينتهي المسعى إلى اللحد الذي .. هو منزلي وله الجموع تصيرُ
قولي لرب اللحد رفقا بابنتي ..جاءت عروسا ساقها التقديرُ
وتجلدي بإزاء لحدي برهة .. فتراك روح راعها المقدورُ
أماه قد سلفت لنا أمنية .. يا حسنها لو ساقها التيسيرُ
كانت كأحلام مضت وتخلفت .. مذ بان يوم البين وهو عسيرُ
عودي إلى ربع خلا ومآثر .. قد خلفت عيني لها تأثيرُ
صوني جهاز العروس تذكارا فلي .. قد كان منه إلى الزفاف سرورُ
جرت مصائب فرقتي لك بعد ذا ..لبس السواد ونفذ المسطورُ
والقبر صار لغصن قدي روضة .. ريحانه عند المزار زهورُ
أماه لا تنسي بحق بنوتي.. قبري لئلا يحزن المقبورُ
فأجبتها والدمع يحبس منطقي..والدهر من بعد الجوار يجورُ
بنتاه يا كبدي ولوعة مهجتي ..قد زال صفو شانه التكديرُ
لا توصي ثكلى قد أذاب فؤادها.. حزن عليك وحسرة وزفيرُ
أبكيك حتى نلتقي في جنة ..برياض خلد زينتها الحورُ
إن قيل (عائشة) أقول لقد فنى ..عيشي وصبري.. والإله خبيرُ
|