10-22-2009, 05:14 AM
|
|
*انا والبحر* وحيدة، أقف في الظلام، فلا أرى سوى انعكاس ضوء النجوم الشحيح، على صفحة الماء! أجاهد لأبقى واقفة، أمام الرياح العاتية التي تحاول انتزاعي من مكاني، وأمام أمواج البحر المتلاطمة والتي أشعر بها تدعوني للمغادرة!
أستمر في وقفتي تلك، وأنا أكمش على نفسي لشدة البرودة! أبدأ بالسعال، ويبدأ صدري بالإختناق، لازلت أجاهد لأبقى واقفة في مكاني!
يصرخ بي البحر: "أما زلتِ واقفة؟".
وقفت كطفلة صغيرة أمامه، لا أقوى على فتح فمي أو تحريك أحد أطرافي!
زجرني مرة أخرى: " لا مكان لك هنا!".
نظرت إليه بكل حزن وانكسار، وقد شارفت دمعة من عيني على الانسكاب، وبدا صوتي مبحوحاً، وأنا أحاول أن أتكلم لأدافع عن نفسي، لكنه لم يمهلني من الوقت شيئاَ ! بل عاجلني بموجة غاضبة، قفزت بي من مكاني وألقتني إلى الوراء مسافة ليست بقريبة!
قمت وقد ابتلت كل ملابسي، وقد اختلطت ملوحة دموعي بملوحة ماء البحر الغاضب، قمت وعدت للوقوف في مكاني الذي كنت فيه!
أزداد غضب أمواجه، وأزداد هدير الريح من حولي، وأشدت قوتهما الاثنين، وخبت ضوء النجوم الشحيح من حولي، فشعرت بالوحشة تتسرب أكثر وأكثر إلى نفسي، الآن سألني البحر مرة أخرى، عن سبب استمراري في الوقوف، لكن مع انتظاره لإجابة مني!
أجبته وقد بدأت كل أطرافي بالارتعاش: "إني أنتظر!".
فنظر لي في غضب هادر، دفع الريح حتى لأن تخاف منه وتنزوي بعيداً عنا، سألني قائلاً: " ألا تعلمين أن انتظارك سيطول؟! ألا تعلمين أنك ستلقين أرضاً مع كل ضربة من ضربات موجي العاتي؟!".
أجبته وأنا لازلت أرتعش، والماء يقطر مني : "بلى!".
زمجر في بشدة، وارتعدت النجوم في السماء، وضربني بموجة أخرى أقوى وأشد من سابقتها، ألقتني لمسافة أبعد وأبعد! فما كان مني إلا أن قمت وعدت للوقوف في مكاني مرة أخرى!
حينها هدأ هيجان أمواجه، وبدأت أرى ضوء النجوم من جديد، وتسرب إلى أوصالي هواء دافئ منعش، همس لي بكلمات قليلة، جعلتني أنظر إلى البحر مرة أخرى، ولكن بنظرة مختلفة هذه المرة، فما كان من ماء البحر إلا أن أنحسر من أمامي، ليفتح لي ذلك الطريق الذي كنت أنوي عبوره منذ مدة!
انحسر الماء، فرأيت الطريق طويلا ًطويل! بدأت أخطو أولى خطواتي، ففاجأني البحر بسؤاله: " إنه طويل؟!".
فأجبته وأنا لا زلت أرتجف: " أعلم ذلك!". ولكنى سأواصل
__________________ سألت القلب كيف احفظ انسان احبه؟ فقال\ انتبه الا تجرحه وبالكذب لا تخدعه ومن الحب لاتحرمه وبالصراحه عامله وعن روحك لا تبعده ولا تفكر تؤلمه |