المشاركة الوجدانية هي نوع من التعاطف الا ان التعاطف يكون في الاحزان دون الافراح بينما المشاركة الوجدانية تكون مشاركة في كل الانفعالات سواء بالفرح او الحزن ، والتعاطف نقوم به عن ادراك جيد بما نفعل ولا نفقد فيه هويتنا او ذواتنا ولا ننسى اننا لسنا الاخرين وان بما نشعر به هو مجرد تعاطف معهم وليس انفعالا بالاحداث التي جرت لهم .
اما المشاركة الوجدانية ففيها نضحك لضحك الاخرين او نكتئب لاكتئاب الاخرين حتى وان لم نعرف اسباب هذا الضحك او ذاك الاكتئاب .
بينما في التعاطف يكون ادراكنا للمصاب او الفجيعة وتعبيرنا عن مشاعرنا المتعاطفة بالاشارة او بالكلام واما في المشاركة الوجدانية فنحن نفعل مثلما يفعلون فنبكي او ننوح او قد نرقص ونغني فنحن نتقمص شخصية الاخر حتى انه يمكن ان نقول اننا في حالة تقمص وجداني .
وتبدأ المشاركة الوجدانية تتكون في شخصياتنا من سن الثانية او الثالثة فنرى الاطفال في هذا السن يشاركون وجدانيا غيرهم من الاطفال فيبكون لبكائهم او يخافون لخوفهم ولا يكون التعاطف الا في مرحلة متاخرة عندما يزيد لديهم الادراك للحالات الوجدانية للاخرين واسبابها .
وفي التحليل النفسي مثلا يتمثل المحلل النفسي الحالة الوجدانية للمريض لا ليكون هو والمريض واحدا وانما ليفهم المريض فهو يضع نفسه مكان المريض نفسه مكان المريض ويحاول ان يتصور مشاعره ويتخيل افكاره حتى يستطيع ان يلم بخيوط تفكيره ومشاعره ، وقد يتسائل المحلل نفسه عما يمكن ان يظنه به المريض او ردا فعله على تصوراته عنه وذلك ما يسميه((موراي)) اسم المشاركة الوجدانية الناقدة وهي التي تهدف الى تقويم احوال الاخرين ذهنيا ووجدانيا.
ويلزم للمربين والمدرسين والاباء ان يكون لديهم قدر من المشاركة الوجدانية لانها وسيلتهم لفهم الصغار وحتى القياديون فانهم بحاجة الى قدر من المشاركة الوجدانية ليكون فهمهم لمن يتزعمونهم كما ينجح الشاعر والفنانون في ان يجعلوا تصورنا لوجدانات الاخرين تصورا ارقى او ارق ويبدو ان المشاركة الوجدانية تتوقف على مستوى النضج الانفعالي للشخص ومستوى ذكائه وثقافته والاتجاهات السائدة عنده وعموما فان الاطفال تكون لديهم المشاركة الوجدانية اقوى او اكثر احتمالا من الكبار وكذلك النساء وتزيد المشاركة الوجدانية عند التواجد في جماعة وانتقال الحالات الوجدانية بين الافراد اذا وجدوا في جماعات كبيرة اسرع منه اذا وجدوا في جماعة صغيرة .
ويختلف الافراد عن بعضهم البعض في قابليتهم للمشاركة الوجدانية بحسب امزجتهم فصاحب المزاج الذي يميل الى المرح يكون اسرع في التأثر بحالات المرح بينما صاحب المزاج الذي يميل الى الحزن لا يشارك الا فيما يكون فيه حزن وقد نكون اميل الى الحزن في حالات المرض ينما نميل اكثر الى المرح في حالات الصحة ونلاحظ ان الجماعات تميل الى ان تتجانس في الوسط الوجداني الذي يسودها.
مع تحيات دكتور نفساني