عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-23-2009, 09:49 AM
 
بحيرة ٍ حروفًها مُغبرة

بحيرة البجع

أغلقت المنافذ إلى تلك البحيرة الصغيرة
أصبحت مملكتي خاوية ألا من الذكريات
أهات
وأنين
وَقَلبٌ يَملأهُ الحنين
لكنني أعلم ما الأنين فهل تعلمين أنتي ؟؟
آلام ودموع وأهات لا متناهية
أصبحت كعجزي هذا يملأني الموت ببطء
فافرحي وليفرح قلبكِ الجلد
فقد اخترت ِ فنائي
مماتي
وأصبحت على هوامش الذكرى
فهنا أصبحت ِ وسيلةٍ لترمي بي
على شرفات الحُزن
الألم
فهل يا تُرى هُناكُ أبعَدُ من تلكم الآفاق ؟؟
أثرت لنفسي الحُزن وتمزق القلب
بحثت بين ذكرياتي معكِ حبيبتي
وَعِشتُ لها فقط
حينَها وَجَدتُك ِ قابِعَةٍ في هذهِ البحيرة الصغيرة
ووجدت نفسي مكبلاً بِسلاسل ٍ من الحُزن والأسى
أستنشِقُ عبراتي
وَأَصرُخُ كأنني عاجز عن أيُّ شيء
لا نَظَرَ لي
ولا هُناكَ إذنُ تَسمع
فقط تمتمت ٍ تدخِلُ صْوانُ أُذُني
فكيف لي بأن لا أعشقكِ أنتي
وأنتي فقط
كيف استطعت ِ بِأَن تكوني بتلك القسوة !!!
لا أُصَدق ما جرى
ولا أُصَدْق ما سَمِعت
القسوة
القســـــــــــــــــــــوة ُ
أصبحت لكي عنوانٌ مبجل
وهنا عُدتُ إلى نفسي كي أبحَثُ عن
وجودي
كياني
ذاتي
فلم أرى سِوى رَجُلٌ عاجز
يبحث بين ذكرياتهِ عن حبيبتهِ التي تستنشق عبق الابتسامات
أيا قلبي النابض
قد صعقت ُ بما يكفي
وَذَهَلتُ مما جرى
فلم أجد سِوى قلب ٍ جلد
قلب ٍ تجبر وبقسوة
وقلبٌ ملأتهُ اللامبالاة
أعدتي خطوتي إلى الخلف
ودونِ رحمةٍ كبلتــِنني بطوقٍ من اليأس
وهنا أصرخ
انجديني حبيبتي
أستغيث
انجديني غاليتي
معذبتي
لكن ليس هناك من مجيب
أتذكَرُ حبيبتي غازَلْتُكِ ذاتِ ليلةٍ
وَأتَذَكَرُ أنني رمقتُك ِ بعيني
بل لَمَستُكِ
وها أَنا أُذَكِرُك ِ فيما دار وَحَدَث
أَلَم أَكُن لكي حبيباً سما الدمعُ لفرحٍ
أَو دمعةٍ لحُزنٍ لكي
ألست مَن جرى في عروقَكِ أنتي
فكيف لكي القلب ْ بأن تَقْسي
وَاَن تُعَذِبي
أسْلَفَ قَلَمَكِ أنكي أُنثى عاشقة
وَتَتَرَقَبيني مِن بعيد
فهل هذا برأيكِ العشق ؟؟
وهل هكذا العِقاب ؟؟
أبخنجركِ تعشقينني ؟؟
أبسيفِـكِ تُؤلمينني ؟؟
كيف هذا حَدَث .. وكيفْ ذلك دار !!
لا أعلم
لا أعلـــــــــــم
اخترت دفنُ همكِ معي .. وآلامُك ِ بقلبي َّ المتجرع شوقاً لكي حبيبتي
كيف أستعِدُكِ لي
لا
أَعْلَم
كَيفْ أمسح دَمعَتَك ِ
لا
أَعلَم
سالت مدامعي
جرت تَبْحَثُ عن حرفكِ كَي تَسْعَدي بمماتي
أفرحي حبيبتي
وَتَبَسَمي قدر المستطاع
فقد سمعت صوتُك ِ يتعالى بالضَحِكات
تلكم الضحكات الصاخبة
نعم أنها ضَحِكاتُكِ أنتي
فاستمتعي بمدامعي قدر الإمكان
دونَ أَن تنزعجي بصوت ِ بكائي
لا
تهتمي لها بتاتاً بل لا تعيري لها الأهمية
لكي الحق في ذلك حبيبتي
فمن أنا أكون لكي
لا شيء يذكر
لا
شيء
سوى بقايا رجلٌ عاجز مكبلاً بأغلال القدر
لا ترحميني
ولا تعطفي عجزي ولا تهتمي لِما دار
فالجرح جرحي إنا
والألم أَلَمي أَنا
وممن ْ منكِ أنتي حبيبتي
لا ترحمي جرحي .. ولا ترحمي صاعِقَتي
أستمر ِ بتلك القسوة المُباحَةُ لكي
لا تحتوي حبي
أبعديني عنكِ أكثر فأكثر
أهذا ما ترمين أليه ؟؟؟
لكي ذلك حبيبتي
لكي ذلك غاليتي
لكي ذلك طفلتي
ألقيني حبيبتي على مشارف الطرقات الموحشة

وفي ذلك المكان البارد

لا تهتمي لظلمة الليل القارص
وأدخلي واختاري المدفئ الذي يُقيك ِ برد الشتاء المميت
كبليني بقسوتُكِ حبيبتي
فقد شارفت على الانتهاء
فهل هناك مبدأ ٌ للعيش بعيداً عنكِ
لا أحد يطرح سؤالاً لِما الحُزن
ولا تسألوني ما السبب
فما أَنا سوى روحٌ تَلُفها بحرية البَجَع
عامرةٍ تلكم البحيرة بآلام الهلع
فما أَنا سِوى رجلٌ أقرب للموت
وما أَنا سِوى قطرةٍ ببحيرة البَجَع
خاوياً موطني من المساكن
وموحشةٍ هي طُرقاتي
مليءٌ بالخوف والهلع
ونافورة الحزن باكيةٍ تلتمس الدموع بعد جفافها
حروفي هوجاء
قلمي متسكعٌ بين رقاقات لوني الرمادي
وبن محبرتي البائسة
وهنا استرجعت ذكرياتي
كَي اجلس منفرداً ووحيداً بعيداً عن الأنظار كي اعتصر ألمي وحدي
فأسرت تلك الخطوات الناعسة التي غادرها
لونُ قوسِ قُزَح
وبدأت بملامسة جداري المكتسي بغبار الذكريات
عائداً إلى حنين الأزهار الناعسة الراقصة على جُثتي الهامدة
وهنا عصفتن ِ أحزاني وآلامي
فارفع رأسي على سقفي المفعم باسوداد الملامح لظلامي البائس
وأبحث عن طريقٍ آخر كَي أَتيهُ فيه
وأبحثُ عن ضياعي من جديد
لست سِوى مدينة الحالمين فقط
ولست سوى عنوانٌ لألم
افرحي حبيبتي بذلك وتبسمي ملأ الشفاه
فلن أتوقف عن عشقك ِ أَنت ِ
سكنتُ قَلبَك ِ وَلَن أَنقشع عنهُ إلا بعد مئةُ ألف ألف عام
اعلمي حبيبتي من أكون
وليعلم الجميعُ حقيقتي
فانا الآن لستُ سِوى ملامِحُ رجلٌ مجنون
أَو شبابٌ في جسد كهل ٍ بحديث الشيخوخة ِ الصماء
فأن اعتراني الضجر أرتحل لتلك البحيرة
كَي أُلَملمُ أشتاتي
وارتحل إلى السماء بجناحٍ تكسوهُ الجراح
فتأتي غيومٌ سوداء
ويأتي رعدٌ صاخب
يعتصرني
وَيُّبَعثِرُني
وَيُّشَتِتُني ثم يقذِفُني كي تلتقطني الأرض من جديد
لكن أيُّ أرضٍ هذهِ
إنها أَرضٌ خلف تلكم الجبال
أنها أرضٌ تبحثُ عَن الخيال
إنها معزوفةٍ ميلادُها ألف ألف َ عام
دنت نهاتي حبيبتي وانتهى الكلام
حبيبين
ارتحلا عن مُدن العشق والغرام
أصبَحُ كُلٌ منهُما يسيرُ بطريق
كلٌ منهما ضائع
تحت سماء الكون الزرقاء
شتت المطر عشقهما كتشتت السنابلُ في مزرعةٍ صغيرةٍ وسط غيمةٍ هوجاء
تتبع النظر من قريب
تأملات ٍ بعيدةٍ عن الواقع المحتوم
أليكِ أَيَّتُها الغائبة الحاضرة
لا تعتقدين أنني بحبكِ أدعي
وأيا كي واعتقاد النسيان فمتى ستنتزعين اسمي من داخلكِ
حِينها اعتقدي بأنني سأنتَزِعُكِ
أعي أنني أبحث وسط ساعةٍ تكسوها الرمال على أمل لقاءٍ لَن يَّكون
سوى بالأحلام
وأعي إنَ تلك الساعةُ واهمة
لا تبتئسي دخولي هنا
ولا تجزعي حروفي


فإن لمحتي بكائي

تجاهليه
وأن لمحتي وجفت ٍ مني
لا تهتمي لَهُ فلست سِوى رجلٌ مرتحل
أغرقيني بعبراتي أكثر
وأكثر
وأكثر
وأكثر
وأكثر
حتى تجزعي
وأن جزعت ِ فلا تكتفي بالسكون
أعيدي الكرتُ مراتٍ عديدة
حتى تُفشي غليلٌك ِ
كلوحٍ سقط في بحيرة ٍ يهوى الرحيل باندفاع الرياح
سقطت ْ دمعتي كأنها نهرٍ خالد
فتكسرت بين أجفاني وعلى عروق الوجنات طبعت وشم الألم
سأجثو شاحب الوجه
وأُعاتِبُ اللقاء دُونَ النظر
سأكذب الآن
لا
أسمَعُكِ
لا
أراكي
لا
أَشعِرُ بكي
فقد جفت الغيوم في وسط السماء بهذا الشتاء
تلاشى صوتي بين رُكام الذكريات
فلا يزال الواقِعُ مرير
بعد
وهجر
وأحزان لا متناهية
وصفحات ٍ تَكسوها الغُبار
ها أنا لا أَتقِنُ فَنَّ الرسم على هذا الجدار
فيدي أصابها الخمول
وقلمي أصابهُ الذهول
ترتعش اليد
ويعتصر القلب أَلما وتتساقط الدموع رغماً عني
تاهت الحروف لعدم الراية
واكتست يداي بأغلال الحُزن
أين حرفي القديم
أين لحني القديم
انتهى
انتهى
انتهى
فهو لا يستحق الذكر بتاتاً
لا تأخذي بيدي حبيبتي فانا لا أستحق العناء
ما أروَعَهُ من لحنٍ صخب ٍ يتداخلُ معي حينما أغمض البَصَر
وما أصْعَبَهُ حين الأبصار
فها هو القلب تَرَقَع ْ وها هو تارةٍ أُخرى تَمَزَق
تارةٍ أموت
وتارةٍ أُخرى أهوى العيشُ على الذكرى
أَواهُ يا ليل ُ كم أحتضر
وكم هي عُتْمَةٌ ليلتي
السماءُ فرحتاً بلملمةِ النجومُ حَولَّها
وسعيدةٍ باصطِحابها المأثور
فما بين حلمٍ غائب
وما بين حلمٍ حاضر
نومتُ غافل ٍ عاجز عن سماع لحن تلك البحيرة
أجهدت نفسي بكلمات الطيور
وزقزقة العصافير التي تتكئ على غصنٍ رطب
لشجرةٍ أوراقُها خضراء
الجسد مُنْهَك
النظر أَصبح شحيح
جالساً وبجواري عُكازا ً رمادي اللون
وحدي هُنا أعاني
وتهز الجفون مُدنُ أركاني
تنهمر العبرات تبحث عَن مستقر ٍ لها
التفت يميناً
التفت شمالاً
وأسترق النظر على أرى طيفكِ

فأراه ُ

لكن
ساد المكان قسوة الزمن
ها أنتي مرفوعة الرأس
دعيهِ هكذا حبيبتي
ودعكِ من مخالبي التي تَخْدِشوا الوجنات
يتزايد الألم
ويرتقي للجبين
وتسيلُ على الوجناتْ أوتارُ عزفٍ حزين
ويسود المكان جُثةٍ تشتاق التأبط لعلو القمر
كُثبانُ رملٍ يمنع خُطاها
معجزةٍ كان اللقاء
وهكذا سيكون العناق
نعم هي مُعجزةٍ وترتيله ترفض الانصياع
فتراقصي على جثتي
وأفرحي لِحُزني
ولا تهتمي لبحيرة البجع هذهِ
وليدة أحزان أسلفها قلمي