وانتصرت الإرادة على المرض
هذه قصة فتاة كسيحة أحبت شاباً لم ترهُ
وأحبها هو أيضا دون أن يراها ،
وكانت المسكينة تتعبد في هيكل هذا الحب ،
وهي مؤمنة بأنه لا أمل وراءه ، فهي مريضة
والأمل في شفائها ضئيل جداً ،
ويعلن الأطباء هذا الرأي في قسوة شديدة ،
وهي تعيش في حزن وألم ، لا ترى أحداً
ولا تتحدث إلى أحد ، لا يؤنس وحدتها
سوى كتابٍ تقرأه ، أو ألحان تسمعها ،
أو هيام مع خيال الحبيب المجهول
تحيا في ظلاله
إلى أن كان يوم جاء فيه هذا الشاب يريد
أن يرى الفتاة التي أحبها ، ولكنها رفضت
أن تقابله ، فهي كسيحة لا تستطيع أن تجلس
إلى جانبه كما تحب ، ولكن شقيقتها
إلاّ أن تدعه يدخل إلى مخدعها ...
ودخل الشاب ، وفي شعور مُفعم بالأمل
حرك كوامن نفسها ، قضت معه بعض الوقت ،
ثم انصرف وتركها تتعذب من أجله ، وقبل
أن يتركها قال لها : " يجب أن نعيش "
يجب أن يكون الحب لنا ، وبعد أن انصرف
وجدت نفسها تجاهد ساقيها الكسيحتين
لتحملاها إلى النافذة حتى تشبع نظرها
من حبيبها ، وإذا بالمرض يخضع للإرادة
، إرادة الحب والأمل في الحياة ...
وإذا برجليها تحملانها ، وإذا هي تقف
عند النافذة يملأ عينيها شعاع من النور والرجاء
لقد برئت ..
منحها الحب ما لم يمنحه الطب والدواء !!
هكذا نحن في الحياة ، نخضع لها دائماً
وفي أنفسنا القدرة على أن نخضعها لنا ،
نخشى ظلمة المستقبل ، وفي إمكاننا أن ننيره ،
نشعر بالحنين إلى الماضي ، وفي مقدورنا
أن نعيده .
اننا يجب أن نتجه إلى نفوسنا الكامنة
في جوانبنا ، نتجه إلى هذا الإنسانالذي
في داخلنا ، فهو وحده الذي يبقى لنا
حين يهجرنا الناس جميعاً ، وهو وحده
الذي يبقى لنا حين يضغط علينا المرض ،
ويهد كياننا الوهن ، وينسانا الأصدقاء
والأحباء ، بل هو أكثر من ذلك ،
أنه يهدينا حين نضل ، ويحدثنا حين يسكت
الناس جميعاً !!
إننا نعنى كثيراً بأجسامنا وعقولنا ،
ولكننا نهمل نفوسنا ، يجب علينا أن
نفكر في هذه القوة الكامنة ،
القوة التي لاحدود لها
والتي تستطيع أن تجعل حياتنا سعيدة ،
وتجعل المستقبل مليئاً بالخير
والنور والأمل
وإلى لقاءٍ قريب
لكم مني ألف تحية
مع وافر حبي واحترامي
وتقديري
أخوكم
سيـد الجنـدار