10-25-2009, 04:43 PM
|
|
مكتبة القصص القصيره بسم الله الرحمن الرحيم هذا موضوع اعجبنى واحببت ان انقله لكم اتمنى ان يعجبكم كما اعجبنى وهو موضوع متجدد ساضع قصه به كل فتره واتمنى من الجميع المشاركه 1:طفل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!! بينما الحجاج بن يوسف الثقفي جالسا في منظرة له وعنده وجوه أهل العراق أتى بصبي يبلغ عمره نحو بضع عشرة سنة وله ذؤابتان مرخيتان قد بلغتا خصره، فلما أدخل عليه لم يعبأ {يهتم} بالحجاج ولم يكترث به، وإنما صار ينظر إلى بناء المنظرة وما فيها من العجائب ويلتفت يمينا وشمالا ثم اندفع يقول:{ أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون}الشعراء128،129.
وكان الحجاج متكئا فاستوى في مقعده.
وقال:يا غلام، إني أرى لك عقلا وذهنا أحفظت القرآن؟
قال: أو خفت عليه من الضياع حتى أحفظه، وقد حفظه الله تعالى؟
قال:أفجمعت القرآن؟
قال:أو كان مفرقا حتى أجمعه؟
قال:أفأحكمت القرآن؟
قال: أوليس الله أنزله محكما؟
قال: أفاستظهرت القرآن؟
قال: معاذ الله أن أجعل القرآن وراء ظهري.
فقال الحجاج وقد ثار غضبا: ويلك قاتلك الله...ماذا أقول؟
قال الغلام: الويل لك ولقومك، قل:أوعيتَ القرآن في صدرك؟
فقال الحجاج: فاقرأ شيئا.
فاستفتح الغلام: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمان الرحيم{إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس//يخرجون من// دين الله أفواجا}.
فقال الحجاج: ويحك إنهم { يدخلون}.
فرد عليه الغلام قائلا: كانوا يدخلون، أما اليوم فصاروا يخرجون.
فقال الحجاج: ولِمَ؟
فقال الغلام: نعم شيطان ثقيف الحجاج.
قال الحجاج: ويلك من رباك؟
قال الغلام: الذي زرعك.
قال الحجاج: فمن أمك؟
قال الغلام: التي ولدتني.
قال الحجاج: فأين وُلِدَت؟
قال الغلام: في بعض الفلوات.
قال الحجاج: فأين نشأت؟
قال الغلام: في بعض البراري.
قال الحجاج: أمجنون أنت فأعالجك؟
قال الغلام: لو كنت مجنونا لما وصلت إليك ووقفت بين يديك كأنني ممن يرجو فضلك أو يخاف عقابك.
قال الحجاج: فما تقول في أمير المؤمنين؟
قال الغلام: رحم الله أبا الحسن رضي الله عنه وأسكنه جنات خلده.
قال الحجاج: ليس هذا عنيت، إنما أعني عبد الملك بن مروان.
قال الغلام: على الفاسق الفاجر لعنة الله.
فقال الحجاج: ويحك بم استحق اللعنة أمير المؤمنين؟
قال الغلام: أخطأ خطيئة ملأت ما بين السماء والأرض.
قال الحجاج: ما هي؟
قال الغلام: استعماله إياك على رعيته، تستبيح أموالهم، وتستحل دمائهم.
فالتفت الحجاج إلى جلساءه، وقال: ما تشيرون في هذا الغلام؟
قالوا: اسفك دمه، فقد خلع الطاعة وفارق الجماعة.
فقال الغلام: يا حجاج، جلساء أخيك فرعون خير من جلسائك، حيث قالوا لفرعون عن موسى عليه السلام وأخيه { أرجه وأخاه} الأعرا11، وهؤلاء يأمرون بقتلي-إذن والله تقوم عليك الحجة بين يدي ملك الجبارين ومذل المستكبرين.
فقال له الحجاج: هذب ألفاظك وقصر لسانك، فإني أخاف عليك بادرة الأمر، وقد أمرت لك بأربعة آلاف درهم.
فقال الغلام: لا حاجة لي بها..بيض الله وجهك، وأعلى كعبك.
فالتفت الحجاج إلى جلسائه وقال: هل علمتم ما أراد بقوله: بيض الله وجهك وأعلى كعبك؟
قالوا: الأمير أعلم.
قال: أراد بقوله : بيض الله وجهك العمى والبرص، وبقوله: أعلى كعبك التعليق والصلب.
ثم التفت إلى الغلام وقال له: ما تقول فيما قلت؟
قال الغلام: قاتلك الله ما أفهمك..
فاستشاط الحجاج غضبا وأمر بضرب عنقه، وكان الرشاقي حاضرا فقال: أصلح الله الأمير، هبه لي.
قال: هو لك، لا بارك الله لك فيه.
فقال الغلام: والله لا أرى أيكما أحمق من صاحبه، الواهب أجلا قد حضر، أم المستوهب أجلا لم يحضر؟
فقال الرشاقي: استنقذتك من القتل وتكافئني بهذا الكلام؟
فقال الغلام: هنيئا لي الشهادة إن أدركتني السعادة، والله إن القتل في سبيل الله أحب إلي من أن أرجع إلى أهلي صفر اليدين.
فأمر له الحجاج بجائزة وقال: يا غلام قد أمرنا لك بمائة ألف درهم، وعفونا عنك لحداثة سنك، وصفاء ذهنك، وحسن توكلك على الله، وإياك والجرأة على أربابا الأمر فتقع مع من لا يعفو عنك.
فقال الغلام: العفو بيد الله لا بيدك، والشكر له لا لك، ولا جَمَعَ الله بيني وبينك، ثم هم بالخروج فابتدره الغلمان.
فقال الحجاج: دعوه، فوالله ما رأيت أشجع منه قلبا، ولا أفصح منه لسانا. ولعمري ما رأيت مثله قط ، وعسى هو لا يجد مثلي ، فإن عاش هذا الغلام ليكونن أعجوبة عصره اتمنى القصه تعجبكم والموضوع يكون جديد عليكم |