سورة الفاتحة :
يقول ابن القيم رحمه الله:
" أعلم أن هذه السورة اشتملت على أمهات المطالب العالية أتمَّ اشتمال ،
وتضمنتها أكمل تضمن..
فاشتملتْ على التعريف بالمعبود تباركَ وتعالى بثلاثة أسماءٍ ..
هي مرجِعُ الأسماء الحسنى والصفات العليا إليها ومدَارُها عليها..
الله والرب والرحمن ....
إلى أن قال: وتضمنتْ إثبات المعاد وجزاء العباد بأعمالهم حسنها وسيئها..".
{ الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين } تعريفٌ بالخالق بأسمائه وصفاته وأفعاله..
{ إياك نعبدُ وإياك نستعين } تعريفُ الطريق إلى الخالق .. وهذا لا يكون إلاَّ بعبادتهِ وعبادته لا تكون إلاَّ بشرعهِ..
{ إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمتَ عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } تعريفٌ بمن سلَكَ الطريقَ ،
ومن جانَبه ، ثم معرفة مآلهم : إمَّا إلى جنةٍ أو إلى نار..
وبهذا جمعت الفاتحة مقاصد القرآن الثلاث الكبرى...
هي منحةٌ ربانيةٌ خاصة لنبينا محمد ولأمته.. لم تنزل على نبيٍ من الأنبياء قبله..
قال صلى الله عليه وسلم :[ والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ، ولا في الإنجيل ، ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها.. وإنها سبعٌ من المثاني والقرآن العظيم الذي أُعطيته ]... و وُصِفت بالسبع المثاني لأنها تُكرر قراءتها في كل ركعة..