عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-08-2009, 10:26 PM
 
Thumbs up - باب قول الله تعالى: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ( )

34- باب قول الله تعالى:
}أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ{([1])
س: اذكر معنى هذه الآية وبين مناسبتها لكتاب التوحيد؟
جـ: معنى الآية أن الله تبارك وتعالى لما ذكر أهل القرى المكذبين للرسل بين أن الذي حملهم على ذلك هو الأمن من مكر الله وعدم الخوف منه وأخبر أنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون وهم الهالكون.
ومناسبة الآية لكتاب التوحيد: أن الأمن من مكر الله من أعظم الذنوب وأنه ينافي كمال التوحيد.
س: ما هو مكر الله؟
جـ: مكر الله قال ابن كثير: بأسه ونقمته وقدرته عليهم وأخذه إياهم في حال سهوهم وغفلتهم، وقال ابن جرير هو استدراج الله إياهم بما أنعم به عليهم([2]) يعني أن الله تعالى يسبغ على العبد نعمه على عصيانه وكفره ثم يأخذه بغتة وهو لا يشعر.
س: اذكر مقصود المؤلف بهذا الباب؟
جـ: مقصوده التنبيه على وجوب الجمع بين الخوف والرجاء.
قال تعالى: }ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون{([3]).
س: ما هو القنوط وما مناسبة الآية للباب ولماذا ذكر المؤلف هذه الآية #
مع التي قبلها ومن هم الضالون؟

جـ: القنوط: استبعاد الفرج واليأس منه.
ومناسبة الآية للباب: أن القنوط من رحمة الله ذنب عظيم ينافي كمال التوحيد، كما أن الأمن من مكر الله كذلك.
وذكر المؤلف هذه الآية مع التي قبلها تنبيهًا على أنه لا يجوز لمن خاف الله أن يقنط من رحمته بل يكون خائفًا راجيًا، يخاف ذنوبه ويعمل بطاعة الله ويرجو رحمته.
والضالون: هم المخطئون طريق الصواب أو الكافرون.
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله r سئل عن الكبائر فقال: «الشرك بالله واليأس من روح الله والأمن من مكر الله» رواه البزار وابن أبي حاتم.
وعن ابن مسعود قال «أكبر الكبائر الإشراك بالله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله» رواه عبد الرازق([4]).
س: عرف الكبائر وهل هي منحصرة في هذه الثلاث أم لا وضح
ما تقول؟

جـ: الكبائر جمع كبيرة وهي كل معصية فيها حد في الدنيا كالقتل والزنا والسرقة وشرب الخمر، أو وعيد في الآخرة من عذاب أو غضب أو لعنة أو نفي إيمان أو بريء منه الرسول r أو قال ليس منا من فعل كذا وكذا.. وهي غير منحصرة في هذه الثلاث بل هي كثيرة وهذه الثلاث من أكبرها كما #
في حديث ابن مسعود.

س: بين معاني الكلمات الآتية: الشرك بالله، اليأس من روح الله، الأمن من مكر الله، القنوط من رحمة الله، ولماذا ذكر المؤلف هذا الحديث المتضمن لهذه الأشياء في كتاب التوحيد؟
جـ: الشرك بالله: هو أكبر الكبائر وهو أن يجعل لله شريكًا في ربوبيته أو عبادته يدعوه أو يرجوه أو يخافه أو يحبه كما يحب الله أو يصرف له نوعًا من أنواع العبادة وهو هضم للربوبية وتنقص للإلهية وسوء ظن برب العالمين.
اليأس من روح الله: قطع الرجاء من رحمته.
الأمن من مكر الله: عدم الخوف من استدراجه للعبد وسلبه ما أعطاه من الإيمان.
القنوط من رحمة الله: شدة اليأس من رحمته وتقدم معناه، وذكر المؤلف هذا الحديث المتضمن لهذه الأشياء في كتاب التوحيد تحذيرًا منها لأن منها ما ينافي التوحيد كالشرك بالله ومنها ما ينافي كماله كبقيتها.
***#


([1]) سورة الأعراف آية (99).

([2]) انظر تفسير ابن كثير جزء 2 34 وتفسير ابن جرير جزء 12 79 طبعة المعارف.

([3]) سورة الحجر آية (56).

([4]) ورواه ابن جرير بأسانيد صحاح عن ابن مسعود رضي الله عنه.
رد مع اقتباس