عرض مشاركة واحدة
  #46  
قديم 11-12-2009, 12:59 AM
 
هل يمكن للفرد الواحد أن يكون له قلبان ؟
جاء في بعض كتب التفسير أن النص الكريم الذي نحن بصدده نزل في رجل من قريش يدعى (جميل بن معمر الفهري‏)‏ كان يدعى أن له قلبين في جوفه وكان من شدة دهائه يدعى ذا القلبين‏ ,‏ وقيل أنها نزلت للرد على بعض المنافقين الذين ادعوا على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالباطل أن له قلبين‏ .‏
والعلوم الطبية تثبت أن مع المركزية العظمى للقلب في جسم الإنسان يستحيل أن يوجد لفرد واحد قلبان في جوفه‏ ,‏ وقد ذكر الأخ الكريم الدكتور يحيى إبراهيم محمد‏ (مساعد مدير مستشفى الدكتور سليمان فقيه بجدة‏)‏ أن المراجع الطبية لم تسجل حالة واحدة لإنسان ذي قلبين‏ ,‏ مع وجود العديد من حالات التشوه الخلقي‏ ,‏ وذلك لاستحالة تكون قلبين لجنين واحد حتى في حالات التوائم الملتصقة المعروفة باسم التوائم السيامية‏ ,‏ فقد يكون لكل واحد منهما قلبه‏ ,‏ وقد يشتركان في قلب واحد ‏.

وهذا السبق القرآني بتأكيد هذه الحقيقة العلمية يعتبر ومضة من ومضات الإعجاز العلمي في كتاب الله وذلك بقول ربنا ـ تبارك وتعالى ـ :‏ "مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ" (الأحزاب‏:4)‏ وتزداد هذه الومضة القرآنية المعجزة وضاءةً باستخدام هذا النص الكريم للفظة‏ (‏رجل‏)‏ دون سواها للإشارة إلى الإنسان‏ ,‏ وذلك تحاشيا لإشراك المرأة في هذا المثل والتي قد تكون حاملا وتحمل في جوفها بالإضافة إلى قلبها قلب جنين أو قلوب أكثر من جنين واحد‏ ,‏ خاصة وأن علم الأجنة يثبت أن قلوب الأجنة تبدأ في التخلق بصورة أولية مع بداية الأسبوع الثالث من أعمارها‏ ,‏ وتبدأ في الانقباض والانبساط قبل وصولها إلى نهاية الأسبوع السادس‏ .‏

والنص الكريم الذي نحن بصدده جاء في مقام التشبيه وضرب المثل‏ ,‏ ولكن كعادة القرآن الكريم التزام الحق في كل شيء‏ ,‏ تأتي الأمثال كما تأتي آيات القرآن كلها دقيقة دقة علمية فائقة حتى يبقي هذا الكتاب الخالد‏ ,‏ مهيمنا على المعرفة الإنسانية مهما اتسعت دوائرها‏ ,‏ وتبقى هذه الحقائق العلمية التي أنزلت من قبل أربعة عشر قرناً شاهدة لكل ذي بصيرة على أن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه على خاتم أنبيائه ورسله‏ ,‏ وحفظه بعهده الذي قطعه على ذاته العلية ـ ولم يقطعه لرسالة سابقة أبدا ـ وحفظه في نفس لغة وحيه‏(‏اللغة العربية‏) ,‏ وحفظه حفظاً كاملاً على مدى الأربعة عشر قرناً الماضية وتعهد ـ تبارك وتعالى ـ بذلك الحفظ إلى قيام الساعة حتى يبقى القرآن الكريم حجة على الناس كافة ‏.
فالحمد لله على نعمة الإسلام‏ ,‏ والحمد لله على نعمة القرآن‏ ,‏ والحمد لله على بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين‏ ,‏ وسيد الأولين والآخرين‏ ,‏ سيدنا محمد النبي الأمين الذي بلّغ الرسالة‏ ,‏ وأدّى الأمانة ونصح الأمة‏ ,‏ وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين فأسأل الله ـ تعالى ـ أن يجزيه خير ما جازى به نبيا عن أمته‏ ,‏ ورسولا على حسن أداء رسالته‏ ,‏ وأن يؤتيه الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة في الجنة إن ربي لا يخلف الميعاد‏ ,‏ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏

بقلم الدكتور / زغلول النجار
رد مع اقتباس