رد: عيد المولد وإليكم كشف الأباطيل وذكر الكذب بتأويل / تفسير الطبري والخطاب لقوم موسي عليه السلام وقوله وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ) يقول عز وجلّ: وعِظْهُم بما سلف من نُعْمَى عليهم في الأيام التي خلت= فاجتُزِئ بذكر "الأيام" من ذكر النعم التي عناها ، لأنها أيام كانت معلومة عندهم ، أنعم الله عليهم فيها نعمًا جليلةً ، أنقذهم فيها من آل فرعون بعدَ ما كانوا فيما كانوا [فيه] من العذاب المُهِين ، وغرَّق عدوَّهم فرعونَ وقومَه ، وأوْرَثهم أرضهم وديارَهم وأموالَهم. * * * وكان بعض أهل العربية يقول: معناه: خوَّفهم بما نزل بعادٍ وثمودَ وأشباههم من العذاب ، وبالعفو عن الآخرين: قال: وهو في المعنى كقولك: "خُذْهم بالشدة واللين". * * * وقال آخرون منهم: قد وجدنا لتسمية النّعم بالأيام شاهدًا في كلامهم. ثم استشهد لذلك بقول عمرو بن كلثوم: وَأَيَّامِ لَنَا غُرٍّ طِوَالٍ... عَصَيْنَا الْمَلْكَ فِيهَا أَنْ نَدِينَا (1) وقال: فقد يكون إنما جَعَلها غُرًّا طِوالا لإنعامهم على الناس فيها. وقال: فهذا شاهدٌ لمن قال وذكرهم بأيام الله ) بنعم الله. ثم قال: وقد يكون تَسْميتُها غُرًّا ، لعلوّهم على المَلِكِ وامتناعهم منه ، فأيامهم غرّ لهم ، وطِوالٌ على أعدائهم. تفسير أبن كثير والخطاب لقوم موسي عليه السلام { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ } أي: بأياديه ونعَمه عليهم، في إخراجه إياهم من أسر فرعون. وقهره وظلمه وغشمه، وإنجائه إياهم من عدوهم، وفلقه لهم البحر، وتظليله إياهم بالغمام، وإنزاله عليهم المن والسلوى، إلى غير ذلك من النعم. قال ذلك مجاهد، وقتادة، وغير واحد. وقد ورد فيه الحديث المرفوع الذي رواه عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل في مسند أبيه حيث (1) قال: حدثني يحيى بن عبد الله مولى بني هاشم، حدثنا محمد بن أبان الجعفي، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير [عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تبارك وتعالى: { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ } قال: "بنعم الله تبارك وتعالى]" (2) . [ورواه ابن جرير] (3) وابن أبي حاتم، من حديث محمد بن أبان، به (4) ورواه عبد الله ابنه (5) أيضا موقوفا (6) وهو أشبه. وقوله: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } أي: إن فيما صنعنا بأوليائنا بني إسرائيل حين أنقذناهم من يد فرعون، وأنجيناهم مما كانوا فيه من العذاب المهين، لعبرة لكل صَبَّار، أي: في الضراء، شكور، أي: في السراء، كما قال قتادة: نعم العبد، عبد إذا ابتُلِي صَبَر، وإذا أعطي شكر. وكذا جاء في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن أمر المؤمن كُلَّه عَجَب، لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرًا له، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وإن أصابته سراء شَكر فكان خيرا له" (7) . تفسير القرطبي والخطاب لقوم موسي عليه السلام قوله تعالى: (وذكرهم بأيام الله) أي قل لهم قولا يتذكرون به أيام الله تعالى. قال ابن عباس ومجاهد وقتادة: بنعم الله عليهم، وقاله أبي بن كعب ورواه مرفوعا، أي بما أنعم الله عليهم من النجاة من فرعون ومن التيه إلى سائر النعم، وقد تسمى النعم الأيام، ومنه قول عمرو بن كلثوم (4): وأيام لنا غر طوال تفسير ابن السعدي والخطاب لقوم موسي عليه السلام { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ } أي: بنعمه عليهم وإحسانه إليهم، وبأيامه في الأمم المكذبين، ووقائعه بالكافرين، ليشكروا نعمه وليحذروا عقابه، { إِنَّ فِي ذَلِكَ } أي: في أيام الله على العباد { لآيات لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } أي: صبار في الضراء والعسر والضيق، شكور على السراء والنعمة. تفسير الطبري وتفسير قوله تعالي (وقوله وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) يقول: ورفعنا لك ذكرك، فلا أُذْكَرُ إلا ذُكِرْتَ معي، وذلك قول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كُرَيب وعمرو بن مالك، قالا ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) قال: لا أُذْكَرُ إلا ذُكْرِتَ معي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "ابْدَءُوا بالعُبُودَةِ، وَثَنُّوا بالرسالة" فقلت لمعمر، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده، فهو العبودة، ورسوله أن تقول: عبده ورسوله. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب، ولا متشهد، ولا صاحب صلاة، إلا ينادي بها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله. تفسير ابن كثير وقوله: { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } قال مجاهد: لا أُذْكرُ إلا ذُكِرتَ معي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله. وقال قتادة: رفع اللهُ ذكرَه في الدنيا والآخرة، فليس خطيب ولا مُتشهد ولا صاحبُ صلاة إلا ينادي بها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. قال ابن جرير: حدثني يونس، أخبرنا ابن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث، عن دَراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أتاني جبريل فقال: إنّ ربي وربك يقول: كيف رفعت ذكرك؟ قال: الله أعلم. قال: إذا ذُكِرتُ ذُكِرتَ معي" ، وكذا رواه ابن أبي حاتم عن يونس بن عبد الأعلى، به ورواه أبو يعلى من طريق ابن لَهِيعة، عن دَرَّاج (2) . وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زُرْعَة، حدثنا أبو عُمر الحَوضي، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سألت ربي مسألة وَدَدْتُ أني لم أكن سألته، قلت: قد كانت قبلي أنبياء، منهم من سخرت له الريح (3) ومنهم من يحيي الموتى. قال: يا محمد، ألم أجدك يتيما فآويتك؟ قلت: بلى يا رب. قال: ألم أجدك ضالا فهديتك؟ قلت: بلى يا رب. قال: ألم أجدك عائلا فاغنيتك؟ قال: قلت: بلى يا رب. قال: ألم أشرح (4) لك صدرك؟ ألم أرفع لك ذكرك؟ قلت: بلى يا رب" (5) . وقال أبو نعيم في "دلائل النبوة" : حدثنا أبو أحمد الغطريفي، حدثنا موسى بن سهل الجَوْني، حدثنا أحمد بن القاسم بن بَهْرام الهيتي، حدثنا نصر بن حماد، عن عثمان بن عطاء، عن الزهري، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما فرغت مما أمرني الله به من أمر السموات والأرض قلت: يا رب، إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد كرمته، جعلت إبراهيم خليلا وموسى كليما، وسخرت لداود الجبال، ولسليمان الريح والشياطين، وأحييت لعيسى الموتى، فما جعلت لي؟ قال: أو ليس قد أعطيتك أفضل من ذلك كله، أني لا أذكر إلا ذُكِرْتَ معي، وجعلت صدور أمتك أناجيل يقرءون القرآن ظاهرا، ولم أعطها أمة، وأعطيتك كنزا من كنوز عرشي: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" (6) . __________ (1) زوائد المسند (5/139) وقال الهيثمي في المجمع (8/222): "رجاله ثقات وثقهم ابن حبان". (2) تفسير الطبري (30/151). (3) في أ: "البحر". (4) في أ: "ألم نشرح". (5) ورواه الحاكم في المستدرك (2/526) من طريق أحمد بن سلمة، عن عبد الله بن الجراح، عن حماد بن زيد به، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه" . (6) وذكره المؤلف في البداية والنهاية (6/288) ثم قال: "وهذا إسناد فيه غرابة، ولكن أورد له شاهدا من طريق أبي القاسم بن منيع البغوي،عن سليمان بن داود المهراني، عن حماد بن زيد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعا بنحوه" . تفسير القرطبي قوله تعالى: ورفعنا لك ذكرك (4) قال مجاهد: يعني بالتأذين. وفيه يقول حسان بن ثابت: أغر عليه للنبوة خاتم * من الله مشهود يلوح ويشهد وضم الاله اسم النبي إلى اسمه * إذا قال في الخمس المؤذن أشهد وروي عن الضحاك عن ابن عباس، قال: يقول له لا ذكرت إلا ذكرت معي في الاذان، والاقامة والتشهد، ويوم الجمعة على المنابر، ويوم الفطر، ويوم الاضحى: وأيام التشريق، ويوم عرفة، وعند الجمار، وعلى الصفا والمروة، وفي خطبة النكاح، وفي مشارق الارض ومغاربها. ولو أن رجلا عبد الله جل ثناؤه، وصدق بالجنة والنار وكل شئ، ولم يشهد أن محمدا رسول الله، لم ينتفع بشئ وكان كافرا. وقيل: أي أعلينا ذكرك، فذكرناك في الكتب المنزلة على الانبياء قبلك، وأمرناهم بالبشارة بك، ولا دين إلا ودينك يظهر عليه. وقيل: رفعنا ذكرك عند الملائكة في السماء، وفي الارض عند المؤمنين، ونرفع في الآخرة ذكرك بما نعطيك من المقام المحمود، وكرائم الدرجات. تفسير الطبري في قوله( وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ) يقول: والأمنة من الله عليّ من الشيطان وجنده يوم ولدت أن ينالوا مني ما ينالون ممن يولد عند الولادة، من الطعن فيه، ويوم أموت، من هول المطلع، ويوم أبعث حيا يوم القيامة أن ينالني الفزع الذي ينال الناس بمعاينتهم أهوال ذلك اليوم. كما حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عمن لا يتهم، عن وهب بن منبه( وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ) قال: يخبرهم في قصة خبره عن نفسه، أنه لا أب له وأنه سيموت ثم يُبْعث حيا، تفسير ابن كثير وقوله: { وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا } : إثبات منه لعبوديته لله عز وجل، وأنه مخلوق من خلق الله يحيا ويموت ويبعث كسائر الخلائق، ولكن له السلامة في هذه الأحوال التي هي أشق ما يكون على العباد، [صلوات الله وسلامه عليه] تفسير السعدي { وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا } [ ص 493 ] أي: من فضل ربي وكرمه، حصلت لي السلامة يوم ولادتي، ويوم موتي، ويوم بعثي، من الشر والشيطان والعقوبة، وذلك يقتضي سلامته من الأهوال، ودار الفجار، وأنه من أهل دار السلام، فهذه معجزة عظيمة، وبرهان باهر، على أنه رسول الله، وعبد الله حقا. تفسير القرطبي قوله تعالى: يأيها الذين ءامنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون (77) قوله تعالى: (يأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا) تقدم في أول السورة أنها فضلت بسجدتين، وهذه السجدة الثانية لم يرها مالك وأبو حنيفة من العزائم، لانه قرن الركوع بالسجود، وأن المراد بها الصلاة المفروضة، وخص الركوع والسجود تشريفا للصلاة. وقد مضى القول في الركوع والسجود مبينا في " البقرة (3) " والحمد لله وحده. قوله تعالى: (واعبدوا ربكم) أي امتثلوا أمره. (وافعلوا الخير) ندب فيما عدا الواجبات التى صح وجوبها من غير هذا الموضع. تفسير ابن السعدي { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} يأمر تعالى، عباده المؤمنين بالصلاة، وخص منها الركوع [ ص 547 ] والسجود، لفضلهما وركنيتهما، وعبادته التي هي قرة العيون، وسلوة القلب المحزون، وأن ربوبيته وإحسانه على العباد، يقتضي منهم أن يخلصوا له العبادة، ويأمرهم بفعل الخير عموما. وعلق تعالى الفلاح على هذه الأمور فقال: { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } أي: تفوزون بالمطلوب المرغوب، وتنجون من المكروه المرهوب، فلا طريق للفلاح سوى الإخلاص في عبادة الخالق، والسعي في نفع عبيده، فمن وفق لذلك، فله القدح المعلى، من السعادة والنجاح والفلاح. تفسير الطبري قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) قول: فإن الإسلام الذي دعاهم إليه ، والقرآن الذي أنزله عليهم، خيرٌ مما يجمعون من حُطَام الدنيا وأموالها وكنوزها. وبنحو ما قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل. *ذكر من قال ذلك: 17668- حدثني علي بن الحسن الأزدي قال ، حدثنا أبو معاوية، عن الحجاج، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري في قوله قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) ، قال: بفضل الله القرآن(وبرحمته) أن جعَلَكم من أهله. (1) 17669- حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي قال ، حدثنا فضيل، عن منصور، عن هلال بن يسافل فبفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) ، قال: بالإسلام الذي هداكم، وبالقرآن الذي علّمكم. 17670- حدثنا أبو هشام الرفاعي قال ، حدثنا ابن يمان قال ، حدثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف قل بفضل الله وبرحمته)، قال: بالإسلام والقرآن=(فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)، من الذهب والفضَّة. 17671- حدثنا ابن بشار قال ، حدثنا عبد الرحمن قال ، حدثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، في قوله فل بفضل الله وبرحمته) ، قال: "فضل الله" ، الإسلام، و"رحمته"، القرآن. 17672- حدثني علي بن سهل قال ، حدثنا زيد قال ، حدثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، في قوله قل بفضل الله وبرحمته)، قال: الإسلام والقرآن. تفسير ابن كثير وقوله تعالى: { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } (1) أي: بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق (2) فليفرحوا، فإنه أولى ما يفرحون به، { هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } أي: من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة لا محالة، كما قال ابن أبي حاتم، في تفسير هذه الآية: "وذُكِر عن بَقيَّة (3) -يعني ابن الوليد -عن صفوان بن عمرو، سمعت أيفع بن عبد الكلاعي يقول: لما قُدم خراجُ العراق إلى عمر، رضي الله عنه، خرج عُمَرُ ومولى له فجعل عمر يعد الإبل، فإذا هي (4) أكثر من ذلك، فجعل عمر يقول: الحمد لله تعالى، ويقول مولاه: هذا والله من فضل الله ورحمته. فقال عمر: كذبت. ليس هذا، هو الذي يقول الله تعالى: { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } وهذا مما يجمعون. وقد (5) أسنده (6) الحافظ أبو القاسم الطبراني، فرواه عن أبي زُرْعَة الدمشقي، عن حَيوة بن شُرَيح، عن بقية، فذكره. تفسير السعدي فقال: { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ } الذي هو القرآن، الذي هو أعظم نعمة ومنة، وفضل تفضل الله به على عباده { وَبِرَحْمَتِهِ } الدين والإيمان، وعبادة الله ومحبته ومعرفته. { فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } من متاع الدنيا ولذاتها. فنعمة الدين المتصلة بسعادة الدارين، لا نسبة بينها، وبين جميع ما في الدنيا، مما هو مضمحل زائل عن قريب. وإنما أمر الله تعالى بالفرح بفضله ورحمته، لأن ذلك مما يوجب انبساط النفس ونشاطها، وشكرها لله تعالى، وقوتها، وشدة الرغبة في العلم والإيمان الداعي للازدياد منهما، وهذا فرح محمود، بخلاف الفرح بشهوات الدنيا ولذاتها، أو الفرح بالباطل، فإن هذا مذموم كما قال [تعالى عن] قوم قارون له: { لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ } . وكما قال تعالى في الذين فرحوا بما عندهم من الباطل المناقض لما جاءت به الرسل: { فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ }. (فالرسول صلى الله عليه وسلم رحمة كما قال عزو جل : "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" و كما جاء في الحديث: "إنما أنا رحمةمهداة" فوجب من هنا الاحتفال و الفرح بهذه الرحمة حيث ان الاحتفال هو اقصى درجاتالفرح. ) () وإذا كان قالها الألوسي فذكر رقم الصفحة وفي أي موضع لأنني لم أجد ما تقول عن الشيخ وإذا كان ما أقول أنا صحيح أتعرف ماذا يطلق عليك (؟؟؟) أما القول 7_ الذي ذكرته عن السيوطي ليس بصحيح لأنه صاحب علم وكيف يستشهد على العقيقة بالمولد (لا حولا ولا قوة إلا بالله ) هذا كله هراء () وأين اسماء التفسير التي أخذت عنها سوى الألوسي تفسير الطبري { رَبَّنَا أَنزلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ } [سورة المائدة: 114] أي علامةً منك لإجابتك دُعاءنا وإعطائك إيَّانا سُؤلَنا. والآخر منهما: القصةُ، كما قال كعب بن زهير بن أبي سُلمى: ألا أبْلغا هذا المُعَرِّض آيَةً: ... أَيْقَظانَ قالَ القولَ إذْ قَالَ، أمْ حَلَم (4) يعني بقوله "آية": رسالةً منّي وخبرًا عني. فيكون معنى الآيات: القصص، قصةٌ تتلو قصةً، بفُصُول ووُصُول. تفسير ابن كثير هذه قصة المائدة، وإليها تنسب السورة فيقال: "سورة المائدة". وهي مما امتن الله به على عبده ورسوله عيسى، عليه السلام، لما أجاب دعاءه بنزولها، فأنزلها الله آية ودلالة معجزة باهرة وحجة قاطعة. وقد ذكر بعض الأئمة أن قصة المائدة (1) ليست مذكورة في الإنجيل، ولا يعرفها النصارى إلا من المسلمين، فالله أعلم. () اين صح هذا الحديث( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا )أن أبا لهب يخفف عنه العذاب أتق الله يا رجل وقد جاء ذم الرسول له في غير موضع وهو ملعون من الله ورسوله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ قَوْله ( بَاب إِثْم مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَة ، أَوْ سَنَّ سُنَّة سَيِّئَة ) فتح الباري لأبن حجر لِقَوْلِهِ تَعَالَى ( وَمِنْ أَوْزَار الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْم ) وَرَدَ فِيمَا تَرْجَمَ بِهِ حَدِيثَانِ بِلَفْظِ : وَلَيْسَا عَلَى شَرْطه ، وَاكْتَفَى بِمَا يُؤَدِّي مَعْنَاهُمَا وَهُمَا مَا ذَكَرَهُمَا مِنْ الْآيَة وَالْحَدِيث ، فَأَمَّا حَدِيث " مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَة " فَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ مِنْ طَرِيق الْعَلَاء بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : " قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ دَعَا إِلَى هُدَى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْر مِثْل أُجُور مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُص ذَلِكَ مِنْ أُجُورهمْ شَيْئًا ، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَة كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْم مِثْل آثَام مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُص ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا " وَأَمَّا حَدِيث " مَنْ سَنَّ سُنَّة سَيِّئَة " فَأَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ رِوَايَة عَبْد الرَّحْمَن بْنِ هِلَال عَنْ جَرِير بْن عَبْد اللَّه الْبَجْلِيِّ فِي حَدِيث طَوِيل قَالَ فِيهِ " فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَام سُنَّة حَسَنَة فَلَهُ أَجْرهَا وَأَجْر مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْده مِنْ غَيْر أَنْ يَنْقُص مِنْ أُجُورهمْ شَيْئًا ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَام سُنَّة سَيِّئَة كَانَ عَلَيْهِ وِزْرهَا وَوِزْر مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْده مِنْ غَيْر أَنْ يَنْقُص مِنْ أَوْزَارهمْ شَيْئًا " وَأَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيق الْمُنْذِر بْن جَرِير عَنْ أَبِيهِ مِثْله لَكِنْ قَالَ " شَيْء " فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِالرَّفْعِ ، وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ مِنْ وَجْه آخَر عَنْ جَرِير بِلَفْظِ " مَنْ سَنَّ سُنَّة خَيْر ، وَمَنْ سَنَّ سُنَّة شَرّ " وَأَمَّا الْآيَة فَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَة يَوْم الْقِيَامَة ، وَمِنْ أَوْزَار الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ ) قَالَ : حَمَّلَهُمْ ذُنُوبَ أَنْفُسِهِمْ وَذُنُوبَ مَنْ أَطَاعَهُمْ ، وَلَا يُخَفِّف ذَلِكَ عَمَّنْ أَطَاعَهُمْ شَيْئًا ، وَأَخْرَجَ عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس أَنَّهُ فَسَّرَ الْآيَة الْمَذْكُورَة بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة الْمَذْكُور ، ذَكَرَهُ مُرْسَلًا بِغَيْرِ سَنَد ، وَأَمَّا حَدِيث الْبَاب عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود فَقَدْ مَضَى شَرْحه فِي أَوَّل " كِتَاب الْقِصَاص " وَتَقَدَّمَ الْبَحْث فِي الْمُرَاد بِالْمُفَارِقِ لِلْجَمَاعَةِ الْمَذْكُور فِيهِ ، قَالَ الْمُهَلَّب : هَذَا الْبَاب وَاَلَّذِي قَبْله فِي مَعْنَى التَّحْذِير مِنْ الضَّلَال ، وَاجْتِنَاب الْبِدَع وَمُحْدَثَات الْأُمُور فِي الدِّين ، وَالنَّهْي عَنْ مُخَالَفَة سَبِيل الْمُؤْمِنِينَ اِنْتَهَى . وَوَجْه التَّحْذِير أَنَّ الَّذِي يُحْدِث الْبِدْعَة قَدْ يَتَهَاوَن بِهَا لِخِفَّةِ أَمْرهَا فِي أَوَّل الْأَمْر ، وَلَا يَشْعُر بِمَا يَتَرَتَّب عَلَيْهَا مِنْ الْمَفْسَدَة ، وَهُوَ أَنْ يَلْحَقهُ إِثْم مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْده ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ هُوَ عَمِلَ بِهَا بَلْ لِكَوْنِهِ كَانَ الْأَصْل فِي إِحْدَاثهَا . فكيف تفسر كلام الرسول صلى الله عليه وسلم على هواك وما يتبع مبتغاك ( الله المستعان ) وسوف أتم إخراج بعض الأحاديث الواردة فيما بعد خوفاً من الإطالة
__________________ قول الشيخ أنباني فلان*****وكان من الأيمة عن فلان إلى أن ينتهي الإسناد أحلى***لقلبي من محادثة الحسان فإن كتابة الأخبار ترقى***بصاحبها إلى غرف الجنان
التعديل الأخير تم بواسطة الداعية ; 12-05-2006 الساعة 10:15 PM |