الموضوع: صدى الهدير
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-05-2006, 04:19 PM
 
Thumbs up صدى الهدير

...تتوه الكلمات وراء الحواجز..العقبات..ويصيح الإنسان..طليقا غير مقيد بسلاسل الصمت،لينشد فجأة نشيد التواضع..فكلما نواضع تكبر عنه الاخرون..ليتعرض بدوره لمشكلات أو قد يتعرض لها..أيترافع عن عن تواضعه ليوقف دوران رحى التكبر الذي يكتنفه الاخر..بلى.. لكنه صحيح أن يتعلم الإنسان من جل التجارب سواء كانت من صالحه أو ضده ليستفيد من أخطائه..لهذا لن ولا يجب أن يترافع عن تواضعه..هؤلاء الذين يحبون النرجسية وتتجذر فيهم فيروسات التكبر حقنوا بأمصال مغلوطة..في ذواتهم..يستحقون أن يداس عليهم..ويعاملون بطريقة وحشية..لتسمع أنينهم..لكم سيطربك أو ستحس بنشوة ذلك الطرب..لكم أتمنى سماع ألمهم وصراخهم،لم الحياة هكذا..تبعد عني من أحب..لماذا تحكم بالتعاسة وتجعل الدموع تمتطي صهوة قلبي..ويجبرها القدرأن تحكم بالحسرة والألم داخل مقلتي..لماذا الحياة لم تترك أمامي سوى الأنذال..لا يدرون كيف يضعون ويقدمون الأوس والعطاء لتاج الشرف والكرامة في موضعهما،ليدعون أنهم أهل لها،بدأت أكره كل من حولي..حتى أنني نسيت كيف يبسم الناس،ولا أدري م العمل كي أحاكيهم،نسيت نشوة الحياة الخالصة..ألا وهي الإبتسامة..نسيت النوادر..أذكرأنني وضعتها في صندوق جدتي الخشبية..لكنها أقفلته عن وجهي إلى الأبد..لهذا كرهت الكل..من يقربني حتى..فلا فرق لي بين الإلف والعدو ..فالكل في كفة ميزان واحدة..الوغد والحقير كالنبيل والمتواضع..لماذا أقفلته..وأتلفت مفاتيحه..لماذا..؟ حلت الكابة.. وسر سعادتي في صندوق جدتي..فأين المفاتيح إذن؟..اختلط كل شيىء لدي ..المفاهيم حتى..الإحتقار كالكرامة فأيهما أنبل؟أظنه الإحتقار..لأنني تعلمت درسه مذ أن اغلق الصندوق..مذ أن طردتني جدتي وحرمتني حضنها..أين السمن والعسل الذي كانت تخبؤه لي عندما كنت اتي من المدرسة،وأشتاق إليهما..متى أذهب دوما إلى المدرسة..أتمم واجباتي المدرسية على أحسن ما يرام ..أحصل على علامات جيدة، كل ذلك.. بفضل تشجيعي بالسمن والعسل..سعادتي إذن في الصندوق..لماذا طردتني..لماذا حرمتني من سمني،عسلي،الكل اتلف..وسمعت أن الصندوق بالمثل ضاع
لماذا لا أفوز بالسعادة بلا عناء ولا قنوط؟لماذا يختنق الحب بقلبي..فليكن ما يكون..النسيان مفتاح الفرج..هو كلمة السر،هو العزاء الوحيد الذي يمكن أن يفتح الباب الموصد نحو الدنيا التي ما دامت تأبى أن تغير ما بنفسها..لم يعد يهمني أحد..حتى نفسي..لا أذكرها..وأبقى شاردة.. حتى أنتهي لأقول..نفسي لم تعد تهمني..أزمعت ذلك.
...كونت لنفسي لأسليها بوثقة، أطل فيها علي أستجدي صوت السمن والعسل..لم أجد إلا شظايا الجرتين..بين أشلاء الصندوق المهترأ واللعين..لم أجد ألا رائتحهما النتنة،لم يتبق أي شيىء سوى أنني لاحظت عنكبوتا..بين الأشلاء..تبحث عن رفاقها تحت الأنقاض..تركتها بالمثل...شاردة...لم أجد دواءا لداء الشرود..لأقاسمها الحزن..والهموم ..تركتها برهة..علها تفكر تفكر لتنبئني ماذا حل بالسمن والعسل..لكنها سرعان ما ولت..مدبرة..بذعر..بدوري فزعت..في متاهة الجرة..أزلت البوثقة..لأجد نفسي أكتب..لكن ماذا أكتب؟ هذه العبارات..إلى أين ستأخذني..إنها تنبؤني..أنه ما من حياة يليها موت..فحياتي أنا موت بالنسبة إلي..تحيات زهرة الرمال..