جهزت فرشاتي و أقلامي
و ذهبت الي مرسمي
جلست و اللوحة أمامي
أحاول رسم موطني
و لكن كلما تقدمت يداي تراجعت
و حين اقبلتُ علي الرسم
تراجعت يداي و أصابتني رهبة
فتراجعت و خفتُ و أغمضت عيناي
فإذا بلوحات أمامي تتشكل
و بلاد أمامي ترُسم فإذا بفرشاتي تتحطم
و كأني بحار في أنهار الهوى أغرق
فإذا بمصرنا العظيمة
لوحة أمامي
مصر ليست كمصر اليوم انها مصر القديمة
رأيت ميادين الحرية و ثروة ضد القوي الاستعمارية
و شعب يطالب بالحرة و أم مسكينة
كان ابنها ضحية
و مصري يقول لن نهدأ و لن نستكين
كنا الأقوي علي مر السنين
رأيت كنائس و مساجد ,مسلم و مسيحي مسالم
أحياء شعبية و آخري راقية رجال و نساء و أطفال
رأيت أشجار مرمرية و زهور وردية و قصور
و النيل مبتسم لم يعد قلبه جسور بأبنائه فرح
هكذا كانوا دائما ع مر العصورُ
ذهبنا لأرض الحجاز
كانت مليئة بالناس
رأيت نساء و رجال و أطفال و شيوخ في السن كبار
يهللون و يكبرون :الله أكبر يقولون
و لباس العمرة يرتدون
بلونهم الأبيض المتناث جيش الأعداء يفُزعون
و بقولهم الواحد الكل يعرف أنهم
غير الله لا يعبدون
و تغيرت اللوحة و تبددت الألوان
و انتقلنا من الوقت و الزمان تغيرت
العادات و التقاليد و ملامح السكان
ذهبنا لقطر و الامارات و الكويت و لبنان
و تونس الخضراء و المغرب و ُعمان
ذهبت للأردن و السودان لم أنسي الصومال
ولا أي من البلدان
كانت تلك محاولة حين حاولت أن ارسم الوطن العربي ليكون لوحة
في الزمان كان شوقي لرؤيته
كفرحة العيد عند طفل بالعيدية و ملبس جديد
كفرحة ام بأبنها الشهيد
أعدت رؤية وطني آالاف المرات
ما أسعد تلك اللحظات
عشت يا وطني سالما
عشت يا سيد الجنات
بالخيرات غانما
بوركت يا رافع الرايات
عشت يا فائز كل الحروبات