عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-29-2009, 10:55 PM
 
الروح السجينة(الجزء الاول)

فى غرفتى وعلى شرفتها الواسعة تراصت اصص الزهور اتحسسها بيدى اعيد ترتيبها اداعب عود الياسمين الصغير وهو يشب ليقبل السماء
ابتسامات الريحان وشقاوة القرنفل اسقيها
امسح باطراف اصابعى صفرة اوراقها
لا تمسح....
ابحث عن اصيص البنفسج ......ارى شظاياة اسفل الشرفة
هرولت اليه حملت شذرات البنفسج ......مازال يتنفس ......
وضعته فى كوب ماء اتامله اداعبه ...اهدىء من روعه .
ارتبكت....وانتظرت يوما غير كل يوم
عله خير ...باذن الله
اما انت
احببتك قبل ان نولد رسمت ملامحك على قلبى منذ بعيد ابعد من اول البشر وآخر البشر

ولكن اين انت؟؟

اانت من تتصدع معه احلامى مع ثرثرتك وابتعاد افكارنا رغم قرب جسدينا على مقعدينا فى القطار
الذى اصبح دائما بالنسبة لى وسيلة لنقلى لمنزل آخر بلا الوان بلا روح


شروق

كانت تهرب دائما من فجاجته وثرثرته الى وجوه الناس تقرؤها ...تمل...تهرب عبر النافذة الى الخضرة
تواصل قراءة الوانها
اليوم بدا الامر مختلف
جلست تشتنشق الهواء خارج النافذه
يحادثها
تهم بالنظر الية عيناها تقع على وجه اسمر بملامح دقيقة واكثر ما جعلها تهوى تحت عيدان البرسيم الخضراء تلك النظرة الصارمة الحانية من عينيه تمعن النظر اليه
ينظر فى ورقة بيديه يخط مزيدا من الخطوط لم تستطع ان تلمح ما يفعل لعله معجب بالالوان الخضراء والاشجار بطول الطريق والزوج ما زال يثرثر عن حوادث القطارات وتختلط الثرثرة بالضحك لا يبالى باتساع حدقتى الطفل والرعب المحفور فى عينيه ممسكا بملابس امه .......هل يقع حادث بالقطار يا امى؟

ربتت على كتف صغيرها ...انها مجرد قصص....

والزوج لا يعلق ينتقل الى حكاية اخرى .....انتبه لشرود زوجته تحدث اليها لم تنظر اليه ....كانت تختلس النظر للرجل الاسمر لا ترى شيئا فالورقة التى فى يديه تحجب نصف وجهه
تنظر عابرة للسيدة والطفل بجوار الرجل الاسمر تراها تبتسم لها ابتسامة بلا معنى لم تفكر فى معناها تدير وجهها زوجها يواصل الثرثرة مع السيدة والطفل


-زوجتى تحب الموسيقى والغناء انها عازفة كمان وتعشق الطبيعة انها جميلة صامته تزوجنا منذ خمس سنوات ...شروق ....اليس كذلك انك لا تحبين الكلام ....شروق...التفتت اليه بامتعاض...نعم...؟هل تنادى؟


-هل تريدين قدحا من القهوة؟
-نعم....
وعاودت النظر للرجل الاسمر ينظر اليها من خلف ا لورقة............

ويتبع الجزء الثانى من القصة....