امي الأبيه
أفيقي يا حروفي ْ الأبجديه ْ
وعلِّيْ فوق َ هامات ِ الثُريه ْ
وعندَ مرابعِ الأزهارِ طِيري ْ
بلَيْلكة ٍ وعطر ِ النرجسيه ْ
مُحمِّلة ً بها أعباءَ شوق ٍ
تفشّى ثقلُهُ زمنا ً عَليَّـه ْ
وإكليلاً أصيغي مُستديراً
وحُطِّي نحو هاتيكَ القصيّه ْ
إلى أم ّ المعالي أخبريها
فِدَاها الروح ُ أمنحُها هديّه ْ
وقُولي سوفَ آتيها قريبا ً
بقلب ٍ هادر ٍ سأم َ الرَّويّه ْ !
سآتيها ومِلأ َ العينِ دمع ٌ
تسرّبَ يعتليها في شجيّه ْ
وأخبِرُها بما تحويهِ صدرٌ
مُعبّأة ٌ ... بأصداح ٍ عتيّه ْ
وأنماطٍ من الكَلِمِ استبانت ْ
على الأحداق ِ آخذة ًمطيّه ْ
تمكّنَ وقعُها منِّي فمالتْ
ترانيمُ الفؤاد ِ ... بجانبيّه ْ
ليُرفَع َ عندَها إعلانُ لُقيا
أُمنِّيْ ...حينَها فجراً عشيّه ْ
أُيمِّمُ هامَها القدِّيسَ قُربى ً
على وجَل ٍ وأطبَعُ قُبلتَيّه ْ
أيا روح َ الفؤاد ِ ومَنْ عدَاها
لسوفَ أضيع ُ كالحجَرِ الرَّميَّه ْ !
رأيتكِ في السما ملَكاً تردّى
هيولى طينة ٍ عُجِنَتْ نقيّه ْ
ونبراسا ً أضاء َ دروبَ عمري
بنور ٍ يستطير ُ ... بمُقلتَيّه ْ
ويا مخلوقة ً طابت ْ... زكاء ً
وجامعة َ الخِصال الفاطميه
ونبراساً تمزّق َ من نبي ٍّ
بأخلاق ٍ وأفضال ٍ ... جليّه ْ
توالت ْ فيكِ دافقة ً بمجد ٍ
تمخَّض َ بالسجيّات ِ التقيّه ْ
فلم تسْتخلِطيْ خطَلا ًوصمت ِ
عنِ التَبِعات ِ والخِلَل ِ الدنيّه ْ
وكم ألهمتِني مكنون َ سر ٍّ
مع الأيام ِ ممزوج ِ الحميّه ْ ؟
حكايا معشر ٍ عقَدُوا يمينا ً
لخدمة ِ دِينهِم ْ حتّى المنيَّه ْ
نشيدا ً للخلودِ سَرَوا بركبٍ
مآثرُها الوَفايَة ُ للقضيَّه ْ
وكنت ِ مرتَعاً للخير دوما ً
وما نضبَتْ منابعُكِ السخيّه ْ
كريمةَ محتِد ٍ فرعاً وأصلاً
وسامية َ المحلَّة ِ والسَنِيّه ْ
لمثلِك ِ حسرتي لهبَتْ ذُكاء ً
وحق َّ لها فأنت ِ بها حرِيَّه ْ
حنان ٌ ثم ّ إخلاص ٌ فرفق ٌ
وفعل ٌ مُشفَع ٌ بصفاءِ نيّه ْ
كأن َّ الوحي َّ بلَّغكِ بهدي ٍّ
وأرسلك ِ الإله ُ كما النبيّه ْ !
فجئت ِ تقذفي روعي بنور ٍ
لأسعد َ بين أبناء ِ البريّه ْ
وتحميني سِهامَ الغدرِ دَفعاً
تُتابعُها أمارات ُ الرزيّه ْ
فأي ُّ القول ِ أنثرُه ُ إليك ِ
وأنت ِ الدر ُّ أيتُها الوفيّه ْ
وأنت ِ الخُلد ُ والكنَفُ المُزكَّى
وأنت ِ الذِّكر ُ أيتها النجِيَّه ْ
وأنت ِ النافلات ُ بحَمد ِ ربِّي
على غبَش ٍ مُجَلجِلة ً بفِيّه ْ
حروفي كلُّها سجدت ْ بذُل ٍّ
أمام َ شموخ ِ قامتك ِ العليّه ْ
وما وافتْك ِ قاطبة ً بوصف ٍ
لأن َّ بذاتك ِ لِطَف ٌ خفيّه ْ
وما يرقى قريضٌ لاشتياق ٍ
تفتَّق َ من ْ حناياي َ الفتيّه ْ !
وحبُّك ِ ما له ُ أبداً نظير ٌ
ولا حُلُما ً يخِيم ُ بساحتَيّه ْ
رفيقة َ وحشتي هاك ِ تحايا
معطّرة ً بأعباق ٍ ...نديّه ْ
أردِّدُها على كر ِّ الليالي
وأُبرقُها بأحلامي السريّه ْ
مدى زمنِ النِّهاية ِ فاقبليها
حروفاً زغردَتْ في شَفَّتيه ْ
تُسبِّحُ باسمِك ِ ما حلَّ طير ٌ
على الأغصانِ يا أمِّي الأبيّه ْ