عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-08-2009, 12:29 AM
 
اللهم اجعله خير


سأحكيكم اليوم حكاية شديدة الطرافة ، وأعدكم بذلك !
حكاية عن إنسان فى السن الطبيعى للعنفوان والفتوة والصحة يجتهد فى يومه وحياته ويحلم دوماً بالأفضل له ولأهله ، يتعب أحياناً أو دائماً ، يقنُط أياماً وينسى أخرى .. يكتب فيفرغ طاقته أو يكتم ويجهد حلمه بالحوار الأوحد.
يعيش دوماً حالماً بأشياء أخرى واتجاهات أروع من الموجود ، وعندما تواتيه فرصة للإستفادة لايتوانى يقنصها بكل تفانى حتى وإن كانت مؤلمة ومجهدة فى تحقيقها فى سبيل حلمه بالأفضل دائماً.
عندما واتته فرصة لتحقيق مايعتقد دوماً أنه أفضل وهو الإغتراب فى بلاد الله خلق الله لم يتوانى عنها ولم يتردد مع ألم خفى داخلى لم يبُح به إلا لمقربيه من عالمه الأثير ومع أن الفرصة كانت تحتاج بعض الأموال التى لم تتوافر معه حينها إلا انه إستدان حتى يحقق الحلم المقرب إليه وإلى من مثله الكثيرون .
ثم كانت فاجعته فى أن ماله قد إحترق هباءاً منثوراً تبخر صاحب الفرصة بالمال ولم يكن هو الوحيد المغفل ، فالمغفلين الذين لايحميهم القانون كانوا أكثر من مائتين !! وتمت العملية فى شهرين وهرب الكبير بما يوازى الربع مليونين !!
لم تكن العملية فى المال المهضوم فصاحبنا يعلم تماماً بأن لاحق يضيع عند الله وإن المال خاصة لهو إثم عظيم والحق موجود إن عاجلاً أو آجلاً ، ولكن الحقيقة أن الحلم هو المؤلم ...
عاش ذلك الأخ ما يقارب الشهرين فى حالة مؤكدة من إقتراب الحلم الساعى إليه حالة من الترقب والإستعدادات والحديث عن ماقبل ومابعد !!
كان كل ماحوله يؤكد تلك الحقيقة المترامية الأطراف .."سأفعلها" !!
ثم كانت اللطمة الإحترافية المسددة لذاك الحلم بما إعتقده الكابوس الأكبر ، إستعاذ صاحبنا كما علمه أبوه ذات مرة من الكوابيس ، إستعاذ وتفل عن اليسار ولكن الحقيقة أن الكابوس لم ينتهى ولم يزل ..
كانت حقيقة مؤكدة !!!
أن الحلم إحترق على يد محترف وتهشم أرضاً كالزجاج الهش ...
حينها فقط يظهر للمجروحين الناصحين الذين يقولون دائماً لقد حذرناك !!!
مع أن حينها كانوا أنشط الموجودين فى دفعك إلى الأمام .. امام النصاب طبعاً !
لم تنتهى القصة بعد فلقد سلَّم النصاب نفسه واعترف أمام القضاة بأنه فعل الفعلة ولكنه منصوب عليه مثل المغفلين من شخص آخر أكبر وأعرق فى التنظيم وسيرد المال بمجرد وصوله إليه
ومع القضاة الناصحون ومع النصف مليون المسروق فى قضية الأموال العامة ، ظن الجميع أنه سيأخذ عشرات السنين فى كل قضية فيبيع بيتاه فى البلد وأرضه ويسدد ديونه للزبائن المحتارين ولكن الحقيقة أنه كان للقضاه رأى آخر !!
حتى الآن وفى كل جلسة يأخذ المحترف شهر سجن عن كل قضية ,... يابلاش
يعنى النصف مليون ممكن يرسو فى النهاية على حوالى 15 سنة بالكتير !!
وكل هؤلاء الشباب الذين ضاعت عليهم فرص ووظائف إعتذروا عنها أثناء فترة الحلم من يعوضها لهم ؟؟ لاأدرى ولاأنتم تدرون بطبيعة الحال !!
على العموم هذا الشاب عجبته الفكرة ..
وعلى إستعداد بعد فهم الفولة وماجرى وبالإتفاق مع بقية المائتين أو يزيدون على الإنتشار فى الأقطار وممارسة نفس الفكرة ولن يضرهم 4 سنين سجن على كل مائة ألف ...
لو عمل منهم الواحد بلا كلل ليل نهار لن يتحصل فى الأربع سنوات على هذا المبلغ فلن يخسروا شىء إن جلسوا فى السجون مرتاحين واكلين شاربين نايمين وأرصدتهم فى البنك زايدين إلى أن يخرجوا مهللين ..
وشكراً لعدالة الأرض
وفى إنتظار عدالة السماء
رد مع اقتباس