غريب فلسطيني
قصة غريب فلسطيني (قصة قصيرة لكل الفلسطينيين)
كان السيد غريب الفلسطيني جالسا في المقعد الامامي للسيارة الجي ام سي المتوجهة لاحد الدول المجاورة للعراق الا انه كان مع كل كيلو متر من الطريق يتبادر الى ذهنه سؤال
ماذا سافعل اذا كشفتني احدى السيطرات باني فلسطيني
ماهو مصير عائلتي ومع عبورهم لكل سيطرة يقول مع نفسه الله يستر من الي بعدها
الى ان وصلوا بشق الانفس للحدود العراقية
ومع كل خطوة من خطواته الى شباك المغادرين يسال نفسه هل سيكشف الموظف ان جوازات سفر العائلة مزورة
الا ان مبلغ الخمسة الاف دينار في كل جواز كان يمنحه طمأنينة حيث ان ذلك المبلغ كان كفيل ان يجعل الارنب ديكا في عين موظف الجوازات
الحمد لله مرت العملية سلامات
واثناء العبور بين الحدين الدولين عندما شاهد مخيم اللاجئين اغرورقت عيناه بالدموع
وتمنى ان تمشي السيارة بسرعة لكي لا تزداد عواطفه عن حدها فيثير الشكوك
فيحاول اخفاء تأثره بفرك صلعته الامعة وتدخين سيكارة
ولكي لايثير الشكوك يتوج للسائق بالسؤال من هؤلاء الذين في الخيم
يقول السائق له جماعة صدام فيقول السيد غريب له نعم نعم
وبنبرة تهكمية
ويشيح بنظره الى الجهة الاخرى خوفا من ان تغدره دمعة متسللة
نزلوا من السيارة وتوجهوا لشباك الجوازات
وقلبه يرتجف خوفا
ماذا لو انهم كشفونا
ماذا لو لم يسمحوا لنا بالدخول
خليها على الله
يقدم الجوازات للموظف فيساله ماذا عندكم في البلد
فيجاوبه غريب سياحة
وبعد نظرات ثاقبة من الموظف له ولعائلته قال له اوكي لكن لديك شهر واحد في البلد ماشي الحال فيقول السيد غريب ماشي الحال
ومن الفرحة كان قلبه يريد ان يتوقف
وبعد ان عبروا الحدود
وعندما كانت السيارة تمشي وتمشي ويخيم الصمت على العائلة
يكسر حاجز الصمت سؤال توجهه ابنة السيد غريب الوسطى
بابا وبعد ان ينتهي الشهر اين سنذهب
فلا يجيب السيد غريب ولكن تفكيرة العميق اخذه بعيدا ياالاهي الى اين هذه المرة
لاي من المنافي ساتوجه هل المال الذي معي سيكفي
فتسال البنت السؤال نفسه مرة اخرى
فلا يجيب فتسال البنت السؤال مرة ثالثة
فلم يكن في جعبة السيد غريب الى جواب واحد خرج منه كانه الرصاصة
((((الى فلسطين)))
اخوتي واحبتي هذه القصة القصيرة هي قصة كل فلسطيني غادر العراق بسبب
الخوف من المجهول الذي ينتظره في العراق
فتحية لكل المنفيين وتحية لكل العائدين
انتظر ردودكم
|