12-08-2009, 09:42 PM
|
|
الإفتخار بالإسلام أفخر بالإسلام كيف لا يكون ذلك والإسلام دين رضيه الله لنا وهو جل جلاله الذي خلقنا وهو أعلم بما يصلح حالنا فقد قال الله تعالى :{اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا}, ويقول تعالى :{ إن الدين عند الله الإسلام }, وهو القائل سبحانه :{ ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلت يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}. إذن لا بد لكل مسلم أن يعلنها بكل صراحة , مدويا أن ديني الذي أحمل هو الإسلام وبكل فخر , فهو الدين الذي سينقذ البشرية من ظلام ظلم الظالمين , ويرفعها من الهوان والذل الذي تغرق فيه وإنه لقادر على ذلك بإذن الله . أخوة الإسلام يقول الله تعلى :{ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين}, قالها بكل افتخار واعتزاز, رافعا رأسه بدينه عقيدة وسلوكا ودستورا ومنهاج حياة , وهذا ما أخبر الله تعالى به عن حال الأنبياء السابقين كيف أنهم دانوا بالإسلام وأعلنوا ذلك إلى قيام الساعة , فهذا نوح عليه السلام قال الله تعالى على لسانه :{وأمرت أن أكون من المسلمين}, وهذا إبراهيم عليه السلام جاء قومه بالإسلام ووصاهم به فقال تعالى :{ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بنيّ إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون}, وهذا يوسف عليه السلام يدعو ربه دعاءه المعروف بقوله تعالى :{توفني مسلما وألحقني بالصالحين}, وهذا موسى عليه السلام يؤكد لقومه الالتزام بالإسلام فقال تعالى :{وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين}, وهذا عيسى عليه السلام قرر قومه بالإسلام فقال تعالى :{فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنّا مسلمون}, وهذا خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم يعلنها لكل البشرية قائدا معتزا بإسلامه حيث قال الله تعالى :{قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين وأمرت لأن أكون أول المسلمين}. عباد الله : ما دامت هذه دعوة الأنبياء جميعا وهذا حالهم وافتخارهم , فلماذا يستحي البعض من أن يظهر أنه مسلم أو يطبق بعض شعائره علنا ! بل الأدهى والأمرّ أنك تجد في الأمة من يصر على تحويل كل قضاياها وأمورها إلى شرقية وغربية وقومية وحزبية وغيرها من الشعارات واللافتات والتفاهات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا يتجرأ أبدا أن يتفوه بإسم الإسلام على لسانه وليته مضطرا لفعل ذلك , لهان الأمر قليلا ولكنه الجهل أحيانا والخبث والمكر أحيانا أكثر ؛ أيها المسلمون , ألم ينصر الله سبحانه عباده الصالحين ويعدهم بميراث الأرض فقال تعالى :{ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحين}, وقال تعالى :{إنّا لننصر رسلنا و الذين آمنوا في الحياة الدنيا و يوم يقوم الأشهاد }. و قال تعالى {وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني و لا يشركون بي شيئا}. فيا من تبحثون عن المجد, يا من تبحثون عن الأمن, أيها الراكضون وراء الملك و الجاه إن الطريق واضح لمن كان له قلب, وإن السبيل بيّن لمن كان له لب إن طريقكم إلى المجد والعلا و الأمن و الأمان و حكومة الأرض بأسرها إنما هو بالسير على هدي كتاب الله و سنة نبيه مفتخرين معتزين بهذا الإسلام رغم كيد الكائدين و رغم ضعف المنهزمين؛ فالإسلام الإسلام عباد الله؛ الإسلام الذي ترجمه رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوله: ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) ؛ والذي قال تعالى في وصف أهله :{إنما المؤمنون أخوة}, ووصف النبي صلى الله عليه و سلم المسلمين به كالجسد الواحد فقالمثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمّى). و لنعلم أخيراً عباد الله أن الافتخار و الاعتزاز بهذا الدين لا يكون بالكلام و حسب وإنما يحتاج إلى دليل و برهان و أعظم دليل على الافتخار بهذا الدين مواجهة أعداء الله و طغيانهم به جهاداً واستشهاداً؛ فلكي يرتفع هذا الأمر و يتم لا بد له من تضحية و جهاد , و لا بد له من دماء تراق و تسيل في سبيل الله تعالى, وتكون النتيجة عندها مرضية في الدنيا و الآخرة. و من هنا عباد الله لا يحق لنا أبداً أن ننسى إخواننا المجاهدين في كل مكان و خاصة على أرض فلسطين الرسل و الأنبياء أولى قبلة المسلمين و فيها ثالث المسجدين. هؤلاء الذين ترجموا الإعتزاز بالدين على أرض الواقع بدمائهم حتى شهد لهم القاصي والداني. ومن اعتز بغير الإسلام ذل في الدنيا و خسر في الآخرة, قال النبي صلى الله عليه و سلم : (انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان حتى عد تسعة ,فمن أنت لا أم لك؟ قال: أنا فلان بن فلان ابن الإسلام, قال : فأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن قل لهذين المنتسبين:أما أنت أيها المنتمي أو المنتسب لتسعة في النار أنت عاشرهم ؛ وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة ) . ورحم الله من قال : أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا اعتزوا بقيس أو تميم
أخوة الإسلام : إن الله سبحانه سمانّا المسلمين فإياكم والخجل مما سماكم الله تعالى به حيث قال :{يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير} . صدق الله العظيم والحمد لله رب العالمين
__________________ MOUSSA @ OTHMANI |