رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر». وقيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: صف لنا الدنيا، فقال: «ما أصف من دار أولها عناء وآخرها فناء، حلالها حساب، وحرامها عذاب، من استغنى فيها فتن، ومن افتقر فيها حزن». وقال هارون الرشيد: لو قيل للدنيا صفي نفسك ما وصفت نفسها بأكثر من قول أبي نواس: إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت له عن عدو في ثياب صديق وقيل لبعض الحكماء: صف لنا الدنيا، فقال: ناقضة للعزيمة، مرتجعة للعطية، كل من فيها يجري إلى ما لا يدري. وقال أبو العتاهية في تعلق الناس بالدنيا وذمهم لها: أصبحت الدنيا لنا فتنة والحمد لله على ذلكا قد أجمع الناس على ذمها وما أرى منهم لها تاركا ويحثنا إبراهيم بن أدهم على أن نبيع دنيانا بديننا ونبذل الرخيص بالغالي، لأن الدين هو الكنز الباقي وما عداه إلى الزوال، حيث يقول: نُرقّع دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع فطوبى لعبد آثر الله ربه وجاد بدنياه لما يتوقع ويصف المتنبي الدنيا بالمعشوقة المعجونة طينتها بالغدر، حيث قال: أبداً تسترد ما تهب الدنيا فيا ليت جودها كان بخلا وهي معشوقة على الغدر لا تحفظ عهداً ولاتتم وصلا كل دمع يسيل منها عليها وبفك اليدين عنها تخلّى شيم الغانيات فيها فلا أد ري لذا أنَّت اسمها الناس أم لا وربما يستمر التحذير من غرور الدنيا ما استمرت ويدوم وصف غدرها ما دامت |