نتحدث دائماً عن أنفسنا..
بل.. نتحدث عن كل شيئٍ حولنا..
بإستخدام عباراتٍ ٍمعنيّة..
نستدلّ بهاعلى مقاصدنا ومابودنا طرحه..
وعادةً ماتكون هذه العبارات جملٌ مصاغة..
تتحدّ كلماتٍ ذات معنى في صياغتها..
هي بلأصل حروفٌ من قاموسٍ هائل..
لما نفكر به أو نشعر به..
فور إدراكنا لما سنطرحه مباشرة..
ولكن ..
هل هذه الكلمة..تعبر حقيقةً عما نشعر به؟؟
بمعنى آخر..
هل كل الكلمات تستوعب كل مانفكر به؟؟
أم أنها في حروفها ومحل إعرابها من قِبل الآخرين
محدودة المِساحة..
قد يختلج في صدرك حديثاً ذا مغزاً عميق,,
فتحاول أن تُحيلهُ من عمق الشعور الى أفق الواقع..
فتستلّ بذلك خنجر حروفك وتطعن به صدر أوراقك
علّك ان تروّي عطش سطور حياتك..
بدماء أفكارك المنسكبة من شلالات خاطرك..
او قل..من أنهارمشاعرقلبك المتدفّقة..
ولكن..في قرارات نفسك
لن تجد في صميمك الاحساس بأنك قد أرويت تلك السطورِ
صدقاً كما توقعت..
بل وستشعر ان الكلمة لم تحل محل شعورك الحقيقي..
بل كانت مجرد رمزٍ صغير
ترجع اليه بين وقتٍ لآخر لتتذكر شيئا ما في داخلك..
ولأجل ذلك الشيئ..
إستخدمت رمز (الكلمة) ككلمة مرور..لدخول الى فضاء
شعورك وفكرك الرحب..
وعندئذٍ..ستعلم وبكل قناعة..
أن الكلمة دائماً دائماً ماتكون معبرة أقل من جودة الشعور..
واقل بكثير من الشعور ذاته..
وليس المقصود هنا ..
أن لا للكلمة فائدةً تذكر امام استخدامها للتصريح بما يكمن داخلنا..
أي ليس المقصود أبدا..
كأن تطعم عارياً..او تكسو جائعاً..
بل..المقصود ..
أننا في ملمات انفسنا..
ومعاملاتنا..
لا نكتفي بصياغة الجمل فقط
ولاحتى بكتابة حروفها..
أذ أن ما نشعر به أو نفكر يفوق ذلك كلّه..
فأن تحزن وتعبر عن حزنك بكلمة
(أنا حزين)..
هذا لا يجسّد حزنك نفسه..
وأن تتألم أو أن تمرض.. وتعبر عن ذلك بالشكوى
او التلفظ بكلمة
(أنا مُتعب,,أو أنا أتألم)..
فهذا أيضا لا يمثل هويّة ألمك أو تعبك الحقيقيّة
لذا..
نقول في نهاية الأمر
اننا نجد للكلمات أثر..
كما نجد لحروفها وقعٌ وعِبر..
ولكن..
في كثيرٍ من الأحيان تكون
بعض الكلمات مقابر..
يندفن فيها إحساس المعاني الحيّ..
وبذلك..
نكتفي بالشعورفقط..
ونتأمل عنفوان فكره بمنظارٍ واعي..
لا تحتوي عدسته ثرثرة المحابر..
المتكأة على سطورٍ مملّة..
رغم ان ذلك الشعور يضل
حبيساًفي أعما قنا..
إلا اننا نفضا إحتباسه حيّاً..
بدلاًمن إضاعة الوقت..
في بعثرة قبور كلماتٍ
ضاااائعة
:
:
محبتكم العفيفة.
: