من يتحمل العناء كنت أنا وزوجتي وأطفالي الثلاثة جالسين في البيت قرب المدفئة في جو شتائي بارد ، الأطفال ُيحضرون واجباتهم المدرسية وبين حين وأخر يسألون أمهم عن مادة الرياضيات كيف تُحل هذه المسألة وكيف يتم الجواب وكانت تجيبهم وهي ممتعضة تتلفت يميننا مرة وشمالا مرة ثم قالت لي في نظرة ألم وتقطيب لحاجبيها وشد لعظلات وجهها 000 يمكن حانت الساعة فنهضت وان مسرعا إلى ملابسي أرتديها فقلت لها هل قمت بتجهيز نفسك قالت نعم منذ أيام وفي دقائق معدودة أخرجت فيها السيارة من الكراج وحملت حقيبتها وقلت للأطفال ممنوع الخروج 00 لاتفتحون الباب لأي شخص انتظرونا على التلفون وذهبنا مسرعين فوصلنا إلى مستشفى النسائية والتوليد في المدينة فأدخلت فورا إلى صالت الولادة ثم اتصلتُ بإحدى أخواتها بسبب عدم السماح للرجال بالدخول الى داخل المستشفى فحضرت أختها وهي تدمدم بصوت واضح أن شاء الله خير سلامات أن شاء الله ولد والتفتت إلي وقالت هل تريد ولد000 فأجبتها البنات يستقدمن معهن الرزق فابتسمت وقالت خير خير كل شيء من عند الله خير وذهبت مسرعة ، جلست في صالة الانتظار وأنا في عالم أخر تتلاعب في أفكاري النظرات الأخيرة لزوجتي الحبيبة وهي تتألم وكلماتها التي كانت تهمس لي بها أثناء الطريق وهي وصيتي إليك أطفالي لا تضربهم ولاتبخل عليهم بشيء وإذا أردت أن تتزوج فليكن ولكن لتمضي فترة طويلة على موتي حتى يكونوا قد كبروا ويستطيعوا الاعتماد على نفسهم وأنا أرد عليها تفائلوا بالخير لاتقولي مثل هذا الكلام واستمرت أنى حاسة باني سوف أموت ليس مثل كل مرة ارجع اكرر أطفالي أمانة في عنقك وارد يا بنت الحلال هؤلاء أطفالي أيضاً 00 لالالا أنت ما تحبهم بقدر ما احبهم 00 إذا تحبيهم أرجعي لهم بالسلامة 000 فسمعت أصوات تقول الحمد لله على السلامة فانتبهت إلى من حولي وهم يهنئون أحد الأباء ويقولون له مبروك ولدت زوجتك بطفل جميل فأين البشارة وهو صوت إحدى الممرضات فاخرج الرجل من جيبه مبلغ من المال ودفعه إلى هذه الممرضة ، فأخذت انظر إلى الرجال من حولي فرئيت من فيهيم جالس وبيده كتاب الله ويقراء بصوت ضعيف وآخر يجلس في الزاوية وعينية ترقب الطريق الذي يؤدي الى صالة الولادة عسى ان يلمح شيء وكان هناك شابين في الممر المؤدي إلى صالة الانتظار يذهبون ويجيئون ويرفعون أيديهم بالدعاء وكان بجانبي رجلان يحدث أحدهم ويقول زوجتي بوضع صعب ويرد عليه الآخر الله كريم إن شاء الله سهلة الولادة وفي الجانب الآخر من مكان جلوسي شباب فرحون يضحكون ويتحدثون بصوت عالي ويقول أحدهم لا اسمح لأي أحد بان يناديني باسمي أنا أبو احمد ويضحكون بصوت مرتفع 00 وبعد فترة وجيزة وأنا انظر إلى عيون الرجال منهم الفرح ومنهم المهموم ومنهم القلق في وجهه، بداءة تفرغ الكراسي التي كان الرجال جالسين عليها وأنا أراقبها كم من فرحة حضرت هذه الكراسي وكم ثقلا حملت من حزن جالسيهاً ، وأنا أتسائل تأخرت زوجتي لماذا فنهضت وذهبت مباشرة إلى الرجل الواقف بين صالة الانتظار وصالة الولادة فسالتة ورد علي انتظر لا تستعجل 00 فاستمرت عيناي مسمرة على الطريق المؤدي إلى صالة الولادة وجاءت أخت زوجتي وهي مبتسمة من بعيد وتقول لي مبروك مبروك يتربة بعزك إن شاء الله 00 فقلت لها كيف صحتها قالت الحمد لله ساعة فقط ونخرج للبيت 000 فجلست على المقعد ترتسم الفرحة علة وجهي أحاول مسك دموع فرحي بسلامة زوجتي وجنينها وقلت :ويقولون النساء وحدهن يتحملن عناء الولادة |