12-22-2009, 09:02 AM
|
|
قطاف الخيرات في الشتاء بسم الله الرحمن الرحيم - الحمد لله الذي جعل في كل فصل موسما للخيرات، وخلق الشتاء رحمة للأرض والإنسان والحيوان، فالحمد لله عدد قطرات السماء منذ خلقها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؛ قال تعالى: والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون (65) سورة النحل نعمة ومنة وفضل من الله عظيم، تلك الآية العظيمة التي تنزل من السماء بإذن الخالق الواحد الأحد، تزيد الجمال رونقا لا يشعر به إلا العباد الذين يتفكرون في هذه الآية العظيمة قال تعالى: إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون (24) سورة يونس. قطاف الخيرات في الشتاء كثيرة فأول قطفة هي عبادة التفكر التي تعدل عند الله سنين طويلة في العبادة: ولهذا أثنى على المتفكرين في قوله تعالى إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب 190 الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار 191 (آل عمران). و أثناء هذه العبادة الراقية التي نتذكر فيها الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، ونتذكر فيها سننه القولية والفعلية عندما كان يكشف رأسه للمطر ويمسح به على وجهه ويقول: انه حديث العهد بربي. ثم تعلمنا كيف ندعو الله فالدعاء عند نزول المطر مستجاب ومن منا لا يحتاج إلى الدعاء. فقد علمنا صلى الله عليه وسلم ان نقول عند نزول المطر اللهم صيبا نافعا . وعند اشتداد المطر (اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام، والظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشجر). فالمسلم الناجح هو من سارع في اخذ نصيب له في فصل القطاف والفشل ليس الفشل في امتحان في وظيفة أو جامعة أو رخصة سواقة إنما الفشل الحقيقي يكمن عند من خسر فصل القطاف هذا..... مسكين... من جعل أيام الشتاء وحبات المطر والثلج تمر هكذا دون تدبر وتفكر مسكين... من جعل حبات المطر تنزل وتغسل الأرض والشجر والحجر ولما يجعلها تغسل شيئا من ذنوبه...... أما القطفة الثانية التي لن تعوضها أرباح الدنانير ولا المليارات هي العبادة في الليل قال تعالى : (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون (16) لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون (17) السجدة فأعمار امة محمد قصيرة بين الستين والسبعين، لا تكفي الحسنات في هذه الأعمار لدخول الجنات، لذلك وضع الله لنا في كل عام مواسم كثيرة للخيرات، حتى تزداد الحسنات لدخول الجنة برحمة من الله ؛ وها هو العام انقضى بعد إن عشنا مواسم الخيرات في رمضان وذي الحجة والآن أمامنا موسم خير عظيم وهو فصل الشتاء الذي يمتاز بقصر نهاره للصيام وطول ليله للقيام و النجاح الحقيقي في هذه القطفة ليس في من تفنن في الملذات في ليله الطويل وليس فيمن اتخذ صحبة في لعب الشدة والنرد وليس فيمن قلب القنوات وملأ بطنه بالمأكولات وما طاب من الحلويات، فنام عن أغلى قطفة، وذهب العام تلو العام، والفصل تلو الفصل، والقطاف تلو القطاف، لينام في قبر، الحياة فيه أطول بكثير من حياته في الدنيا .. النجاح الحقيقي فيمن تدبر في ليله الطويل، وتفنن في صنوف العبادات، من تدبر وتلاوة للقرآن ودعاء ومناجاة وسماع محاضرات واشتغال بالعلم والصلاة في الليل....... عندها فقط سيكون من أولئك الذين ربحوا قطاف الخيرات في الشتاء وتقلدوا وسام النجاح في الدنيا والآخرة واتخذوا قوله تعالى : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون نبراسا لهم في حياتهم مهما تتالت الفصول وتقلبت المناخات . أخي في الله يا من قرأت هذه المنظومة الدعوية الخاصة بفصل الشتاء لا تدع موسم القطاف يفوتك. sana.abuhelal@yahoo moc. سناء أبو هلال </I>
|