بسم الله الرحمن الرحيم زائر من الغرب كنت جالسه مع اهلى فى بيتنا المتواضع وكنا نتبادل اطراف الحديث عما يجرى أو يدور فى العالم وكنا نتبادل الاراء ونختلف فى معظمها وكنا نواصل ذلك وبينما نحن غارقون فى الحديث إذ التقطت اذناى صوت انامل تطرق الباب فى عجل من أمرها فنهضت لارى ما وراء الباب فوجدت رجلا فى عمر الزهور مظهره ولكن سنه لا اعرف عنها شي وبداء لى مظهره غريبا بعض الشئ ولمحت فى عينيه نظرة استغراب أو تساؤل لانى كنت ارتدى ملابس الاسلام اى الحجاب فلم يرى سوى وجهي وكفى فقطع تلك النظرة وسالنى هل هذا منزل السيد كذا فاجبته نعم تفضل بالدخول فجاء ابى واستضافه وبعد حديث دار بينه وبين ابى لا اعرف تفاصيله وبعد الغداء اتيت احمل بعض من الفاكهة وكنت ارتد ى الحجاب كالعادة وبعد إن اخبرنا ابى انه ليس من هنا وانه من بلد ثانى عرفت لماذا كانت تلك النظره لأن عينه لم تتعود على ما وراء الشى فقد تعود على الشى واضح و كنت احمل الفاكهة لاقدمها لهم وما حيرنى هو إن بعض من الفاكهة ليس بها قشر فتوقعت إن ياخذها ولاكنه اخذ الاخرى فقدمتها وانصرفت وقد امضى تلك الليلة فى منزلنا وفى الصباح اخبرنى ابى انه مشغول وان الضيف يريد إن يتجول فى قريتنا ويجمع بعض المعلومات فضحكت وقلت لابى يجمع المعلومات من قريتنا فقال ابى لماذا تضحكين فقلت له لاشى سأكون معه واعرفه على قريتنا وانصرف ابى الى العمل وبعد إن ساعدت امى فى البيت ذهبت مع الضيف لاعرفه على قريتنا وقبل إن نصل باب المنزل بداءت الاسئله ما هذا الذى تلبسينه وهو يعنى لماذا تلبسون هكذا فتذكرت الفاكهة فقلت له عندما قدمت لك بالامس الفاكهة لماذا اخترت تلك التى بها قشربالرغم من إن الثانيه كانت بيضاء وتدل على أنها اشهى والذ طعم فاجابنى انه قد عرف الاولى ولكنه اراد إن يعرف مابداخل الثانيه حتى لايتسال فى مابعد عن طعمها فاجيته هكذا هو الحجاب بلنسبه للمؤمنين فهو مثل قشرة التفاح يحوى بداخله مايمتع النظر ويغنى النفس وايضا يوضح إن الجمال ليس جمال الجسد أو الشكل انما جمال الروح وتلك هى حكمة الله فقد جعل الممنوع مرغوب وعندما فتحت الباب لكى نخرج فاجانى ابى عند الباب وبعدما القى التحيه علينا اعطانى زجاجه سوداء يكسوها الغطاء وكانها هديه وقال لى اعطها لوالدتك فقد طلبتها فى الصباح وانصرف ابى فقال لى ما هذا الشى وقبل إن اجيب اذا به يحملها بيده ويقول لى هل هذا نبيذ اى خمر فقلت له معاذ الله فقد حرمه الله تعالى علينا فكيف لنا إن نشربه فقلت له اترى تلك الزجاجة وكنت اشير الى زجاجة أخرى يميل لونها الاصفر الى شروق الشمس واسفلها كانه ظلمة الليل فقال لى نعم اراها فقلت له هذا زيت مخلوط مع الحبه السوداء وما سالتنى عنه هو الحبة السوداء لوحدها وهى تعالج بعض الامراض
وبعد إن خرجنا من المنزل راينا جدول يسيل منه الماء كما يسيل الدمع مندفع من مقلة العين يعبر عن فرحة خروجه وكانت تنهمر بسرعه فقلت له اترى هذه المياه انت تنظر اليها على أنها سائل شفاف لا طعم له ولا لون وكانها شى عادى فقال لى اجل أنها شى عادى فقلت له لا فقال لى ولكن كيف فقلت عندما تعلم إنه من هذا السائل عديم اللون والطعم والرائحه خلق كل شى حى فانك تتعجب وتصاب بلحظة ذهول وعندما تبداء تتفكر وتتامل فيها سوف ترى إشكال عديده فمثلا اذامرت الشمس بقربها غمرتها بالوانها الزاهيه وجعلتها تبدو وكانها لالى وعندما يحيها القمر لا تستطيع إن تفسر معنى الجمال أو إن تصفه أو إن تكتبه وعندما تتخللها الاشجار تكون كموجة قوس قزح وعندما تنعكس كل تلك الأشياء على هذا السائل العجيب فانك سوف تظل تتعجب وتتعجب على قدرة الخالق وعندما بدأنا فى النظر من حولنا وجدنا إن المنزل بداء فى الاختفاء لاننا ابتعدنا عنه فقال لى هل نواصل تجولنا فقلت له اجل لامشكله واثناء السير وجدنا رجل عجوز قد كسا الشيب شعره وقد نخر الالم ارجله وقد عاش العمر اطوله وكان يتكى على عصاه التى كانت قد ملت منه فارادت إن تفارقه ولو لثانيه فعندما بداء يتمايل ويهتز مثل اغصان الاشجار عند ملامستها للهواء فاسرعت نحوه وامسكت بيده التى نقشت العروق فيها وذبل الجلد عليها فقال لى العجوز جزاك الله خير يابنتى فتعجب زائرى وساله ما الذى جعلك تخرج وقد بلغت من العمر ما بلغت فاجابه العجوز وقد تجمعت خدوده مبينة بسمه جميله ساذهب لاودى فرض الله فاجابه الزائر فرض الله فقال اجل الصلاة ساذهب الى الجامع لاودى صلاة الظهر ثم تبسم العجوز ورحل فقال لى ماهو الجامع فاشرت إليه بيدى وقلت له اترى ذلك البناء فشكله مختلف عن بقية المبانى هذا هو الجامع يذهب إليه الرجال لاداء الصلاة فى جماعه اى مجموعه وهى افضل من صلاة الفرد خاصه بالنسبه للرجال أما المراءه اذا كانت كبيره فى السن فلا باس ولكن الافضل إن تصلى فى بيتها وواصلنا سيرنا وبدات اعرفه على الأشياء وكان يسال بعض الناس احيانا وسرنا حتى اصبحت رجلاى لاتقويان على حملى وقد وصل التعب اخر مراحله فاستئذنته الرجوع الى المنزل فقال لى وانا ايضا متعب نكمل غدا فقلت له إن شاء الله فسكت وذهبنا الى البيت وعندما اخذ كل منا قسطه من الراحه اجتمعنا جميعا معا وبدانا نتسامر ونتحادث ونريح عن بعضنا الهم والحزن بالضحك وتركناهم انا ووالدتى وذهبنا لكى نعد العشاء وعندما انهينا اعداده وبداناء بتقديمه ذهب الباقون لغسل ايديهم وعندما بداءنا بتناول الطعام اذا بالزائر يرفع يديه ويتلو كلمات شكر وثناء لله فاستعجب اهلى وعندما انهى كلماته وبداء بتناول الطعام فسالنا لماذا لا تتلون صلاة الشكر قبل الطعام فقال له ابى نحن نشكر الله على هذا الطعام وعلى كل ما رزقنا به ولكننا بدانا طعامنا بكلمة بسم الله الرحمن الرحيم فقال له الزائر وما معنى تلك الكلمة فقال له ابى أنها الثناء والشكر والمغفره وبداء ابى يصف له معاني كثيره عن كلمة بسم الله الرحمن الرحيم واهميتها فبداء على وجه الزائر الذهول من معاني تلك الكلمة واضاف ابى معنى اخر فقال له إن الشيطان يشاركنا فى جميع اعمالنا وافعالنا فعندما نقول تلك الكلمة فانه لا نصيب له لدينا لاننا نبداءه بسم رب العزة ونختمه بالحمد لله رب العالمين
وعندما اشرقت الشمس وغردت الطيوراذا بالزائر ينهض من فراشه ويفرد فى جسمه من التعب فاخذ فى يده قماش ابيض تتناثر اطرافه وتوجه الى الحمام وعندما خرج سمع صوت ابى يردد فى كلمات جميله جعلت قلبه يخفق وعينه تدمع وصداها يمتع فتبع الزائر ذاك الصوت فوجد ابى جالس على رجليه يحمل بيده كتاب تخرج منه كلمات عذبه ولما شعر به ابى ختم تلاوته وقال له هل تريد شي فقال له لا شكرا لقد جذبتنى تلك الكلمات ماهذا الكتاب فاجابه ابى انه ليس مجرد كتاب ولا مجرد كلمات إنه كلام الله وديننا وسنة نبينا بمعنى اخر هذا الكتاب هو حياتنا ويسمى القران الكريم هل يمكنك إن تقراء لى القليل منه وقال له ابى بكل تاكيد وبداء ابى بتلاوة القران وكان الزائر يدمع وبعد إن انهى ابى التلاوة بداء يفسر له بعض الكلمات لكى يفهمها وما ذاده الا حيره وانقضى نصف اليوم والزائر يفكر فيما سمعته اذناه ولا يصدق فدخلت عليهم والقيت تحية الاسلام فردها ابى فاستاذنته فخرجنا نكمل ما بداناه بالامس وبداء يطرح على الاسئله وكانها سيل جارف وكان أكثر سؤال احببته هو ما هى اجمل كلمه بالنسبه لكى فقلت له وبلا تردد كلمة اقراوسالنى لما هذه الكلمه فهى مجرد كلمه لامعنى لها لان البعض يميل الى كلمات الحب أو مفردات تحمل نفس المعنى أو اسم شخص يحبونه أو شى يحبه هو فقلت له انا أحب هذه الكلمة لأنها اول ما انزله الله على رسولنا الكريم وهى كلمة اقراء لذلك انا احبها كجزء من حبى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لى هل حدثتنى عن رسولكم فقلت له هو خاتم الانبياء والمرسلين اى ليس هناك رسول بعدة وجاء يدعو الى عبادة الله وحدة وان لا نشرك به احد وان يلغ تلك الرساله للناس عامه فجميع الرسل السابقون كانت الدعوة تقتصر على قوم أو عشيرة الرسول أما سيدنا محمد فهو مبعوث لكافة الناس وانزل الله عليه كتابه الكريم وهو القران واول مانزل على سيدنا محمد هى كلمه اقرا وهى اقرا باسم ربك لذى خلق 000الخ ولايعتبر الانسان مؤمنا حتى يكون رسولنا الكريم أحب إليه من والده وولده والناس اجمعين و حتى من نفسه هو ومن صفات النبى صلى الله عليه وسلم الصدق والامانه من قبل الرساله فكان يعرف عند الجاهليه بالصديق الامين وكان وجهه كالبدر وكان عرقه كالؤلؤ وكانت رائحته كالمسك اتمنى لو انى اراه فى المنام ولو من على البعد وفجاه بدأت بالبكاء كما لو اننى اضعت شى غالى فلم يعرف زائرى ماذا يفعل أو كيف يتصرف فقلت له بصوت يملاه الحزن وعين مازالت تدمع كما اننا نؤمن بكل الانبياء والرسل كلهم ثم وقلت له لدينا شيخ هنا يعلم أكثر منا فى الكتاب والسنه اذا رغبت يمكننى إن اخذك إليه فانا بالمقارنه معه لااعرف شى فهو معلمى بدأت معه قبل شهر تقريبا فرحب بفكرتى واخذته إليه وتركته معه وانصرفت فقال لى ساوصله الى منزلكم عندما اخرج لصلاة العشاء فشكرته وانصرفت وعندما وصلت الى البيت رات امى تغير فى وجهي فقالت لى ما بك فقلت لها لا شى لماذا تبكين هل هناك من ضايقك فقلت لها لا لاتخافى فقالت لى اذا ما بك فقلت لها لا شى اعينى تدمع من اشعة الشمس الحارقه هل تريدين اى مساعده امى فقالت لى لا وشكرتنى فستاذنتها لا نام قليلا وقبل إن اتم كلامى غفوت بالقرب منها الا اننى استيقظت عندما سمعت صوت ابى فسالنى عن زائرنا فاخبرته انه عند الشيخ وبداء ابى يسالنى عن صلاتى وقراءة القران خوفا من إن أكون قد اهملتهم وانشغلت عنهم فقلت له لا تخف يا ابى فلا شى يشغلنى عن عبادة ربى فتبسم ابى وضمنى إليه بفخر وحب
تابع
ومضى اسبوعان ومازال الزائر معنا واحسست انى بدأت اتعود عليه فقد كان بالنسبه لى ذاك الشخص الذى تبحث عنه لكى تخبره بما لديك ويكون فى اشد الانتباه ويتبادل معك الاراء لان دائما مايكون الشخص الاكبر هو باب المعرفه فلا داعى للنقاش فقط خذ المعلومه ومر اسبوع اخر وزائرى لم يفارقنا بعد ولكن فى اليوم الثانى سمعته يقول لابى إن مهمته التى جاء من اجلها لقد انتهت وبداء يشكر ابى على استضافته فقال له ابى انه مثل ابنه فبدات عيناي بالبكاء لا ادرى لماذا بالضبط ولكنها ادمعت وبعدها ذهبت لغرفتى والحزن على فراق زائرى يملا قلبى واثناء ذلك غفوت ولم يشاء امى وابى ايقاظى لكى لا احزن فتركونى نائمه حتى اصبح الصبح وكانت المفاجاه الكبرى عندما فتحت عيني ولم ار شى وبداءت اتحسسها بى اناملى فوجدت إن بها غشاء ناعم الملمس يكسوهما معا فبدات ابعده عن عيناي واصرخ فالما سمعت امى صراخى اتت مسرعه وضمتنى صارت تبكى وتردد الحمد لله أكثر من مره وفجاه سمعت صوت يطلب من امى إن تبتعد عنى ويقول لها انى سأكون بخير فقلت لامى ما كل هذا وماذا جرى لى وقبل إن تجيبنى امى سمعت صوت بداء مالوف لى ولكنى لم أكن واثقه من انه هو فاخبرتنى امى اننى هنا لانى اجريت عمليه بسبب مشكله كانت ستجعلنى افقد بصرى واني نمت كثيرا اثناء العمليه ولم تكن صحتي تتحسن لأنه كان لدى حساسيه من بعض الادويه وخاصه المخدر فظننت إنى سافقدك ولكن الحمد لله فسالتها متى سيزيلون الغطاء عن عيني فقالت لى بعد قليل لان الطبيب هو من سيزيلها فقلت لها واين هو فاجابت لديه مريض اخر ولكنه مر عليكى قبل قليل عندما بداتى تصرخين وعندما هدئتى ذهب وبدات اسال امى عن ابى وكل الاهل فقالت أنهم بخير ولكنهم كانو قلقين على وقالت لى لدى لكى خبر سيفرحك فقلت ما هو وكنت اتمنى إن يكون زائرى حقيقيا فقالت لى إن ابن عمى الذى كان يعيش بالخارج قد وصل امس فقلت لها حقا الحمد لله على سلامته ولم أكن اعرف ان القدر سيمنحنى مفاجاه أخرى فى ذالك اليوم وكنت انتظر وكلى خوف من المجهول وامل للمستقبل فقد انهيت الثانوى وحصلت على مجموع 83 وكنت اتمنى إن اصير مهندسه ذات يوم أما ألان فلا اعرف ماذا ساكون عمياء ام مهندسه وكنت ا تحسس وجه امى فوجدت الدمع يسيل على خديها والحزن والالم على ابنتها الوحيده وما ينتظرها وكان ابى لايريد رؤيتى لأنه لم يستطع ذلك فكان بالبيت يدعو لى وكنت اعرف انه يبكى ايضا فقد كنت كما قال لى حبه الصغير وبالرغم من إن الوقت لم يكن طويل بالنسبه للطبيب ا لا اننى احسست انه سنين وليس دقائق وكان الزمن توقف ولم يعد يريد الاستمرار فما اصعب الانتظار هل سابصر وبينما انا افكر سمعت وقع اقدام تقترب من غرفتى وبدا قلبى يخفق من شدة القلق والخوف وفجاة طرق الباب فقلت من فقال لى انا الطبيب كيف حالك ما شاء الله اليوم منوره فقلت له شكرا لك وسالته عن العمليه فاجاب سنرى ألان النتيجه وبداء وكانى اعرفه فقلت له لماذا تغير صوتك فالطبيب الذى اجراء لى العمليه كان صوته يختلف قليلا فقال لى صحيح فذاك الطبيب لم يجرى العمليه وانا من اجريتها ولم نتقابل قبل العمليه لأن المخدر كان قد بداء مفعوله واثناء الحديث كان يزيل الغطاء من على عيني وبعد إن انتهى وفتحت عيني لم ار بوضوح الا بعد مدة وعندما نظرت امامى وجدت إن من يقف امامى هو زائرى وعندما تاملته وجدت انه الطبيب فصرت ابكى واضحك فى نفس الوقت ولا اعرف اضحك لانى ابصرت أو ابكى لان زائرى اصبح حقيقه وبعد كل تلك المفاجات كان ينقصنى شى واحد وهو رويت ابى وفجاة رايت شخص يحمل بيده مجموعه من الورود الجميله ويضعها على وجهه ولم يدعنى ارى وجهه حتى اقترب من وجهي واعطانى قبله فى اعلى وجهي وعرفت انه هو اكيد هو وعندما ابعدها عنه ضمانى إليه واصبح يردد الحمد لله والدموع على عينيه لا تريد إن تنزل فقلت له لقد اشتقت لك كثيرا واخبرنى انه اشتاق لى أكثر منى لأنه ابتعد عن حبه الصغير ودخلت علينا امى وقالت من حبك الصغير وهى تضحك فقال لها انتى الكبير وابنتى حبى الوحيد وضحكنا وامضينا يوما يملاه الفرح
اتمنى ان تنال اعجابكم
ولاتبخاو على بالردود